وكما أنَّ الرقص مرآة الشعوب وثقافاتها؛ فهو أيضاً مرآة لثقافات البيوت والحياة الزوجيَّة؛ فهناك أزواج يفضلون أن تكون زوجاتهم ملمات بالرقص، ويطلبون منهنَّ أن يرقصن أمامهم، لكن هنالك من ترفض ذلك؛ مما يوقعها في حيرة من أمرها؛ خاصة مع إلحاح زوجها لطلبه الرقص أمامه.
«سيدتي نت» ناقشت مشكلة قد تكون فرديَّة تواجهها السيدة في مقتبل حياتها الزوجيَّة.
سيدات يحكين تجربتهنَّ مع تعلم الرقص
منال أحمد، موظفة تبلغ من العمر31عاماً، واجهت بعض المشكلات مع زوجها في بداية زواجها؛ فتقول: تزوَّجت منذ عشرة أعوام، وجئت من بيئة محافظة، عكس زوجي الذي كان يطلب مني الرقص له؛ فكنت أقول: لا أعرف؛ فيستغرب، كيف لفتاة بعمري لا تعرف الرقص؛ مما أصابني لفترة باكتئاب؛ فقرَّرت بعد نصيحة زميلة لي، أن أتعلم الرقص، وكنت أذهب لقريبة لي لكي تعلمني، وبالفعل كنت أقوم بتنفيذ كل خطواتها، كما أقوم بفتح الفيديوهات ومقاطع الرقص؛ حتى فاجأت زوجي بتعلم الرقص.
بينما ترى سلافة فهد، ربة منزل، وتبلغ 28 عاماً، أنَّ عدم معرفتها بالرقص الشرقي كان سبباً في غيرتها من مقاطع رقص بجوال زوجها؛ فتقول: في أحد الأيام وجدت جوال زوجي مفتوحاً؛ فمن باب الفضول جلست اكتشف ما بداخله؛ فوجدت بعض مقاطع الرقص الشرقي؛ مما أغضبني، لكني لم أفصح له، وهنا قررت أن أتقن الرقص، وأن أرقص أمامه بطريقه عفويَّة؛ فأثنى عليَّ وشجعني، وبعد فترة قام بمسح جميع تلك المقاطع من جواله، ولم يعد يتفرج على قنوات الرقص.
الإعلام ساهم في نشر ثقافة الرقص
وحول ذلك أوضحت المستشارة الأسريَّة، سلمى سبيه، أنَّ بعض الأزواج يريد من زوجته الرقص، ويطلب منها تعلمه إن كانت لا تتقنه؛ حيث لاحظت ذلك عند سماعي الاستشارات من مرضاي؛ حيث وصلت نسبة المشاكل 3%، وهي حالات فرديَّة.
وهناك مشكلة أخرى؛ خاصة إذا البنت أتت من أسرة محافظة؛ فهي لا تعرف الرقص نهائياً، ويصبح الزوج لديه جانب لم يشبعه؛ فتبدأ عينه تبحث عن الرقص في أماكن خطأ؛ لتقع المشاكل بين الزوجين.
وتضيف: الرقص ليس من المهارات المطلوب توفرها لدى العروس، لكن الإعلام ساهم في نشر ثقافة معيَّنة؛ مما جعل الزوج يطلب من زوجته أن ترقص له، وهذا ما يجعل بعض الأزواج يحمل بعض مقاطع الرقص في جواله؛ لتقع المشكلة عند تفتيش الزوجة جوال زوجها، في حين لا يمكن أن نتغاضى عن أهميَّة الرقص أمام الزوج؛ فهو نوع من كسر الروتين بينهما، وتجديد علاقتهما؛ فهو يضيف إحساساً بالبهجة للطرفين.
الرقص الشرقي يساعد على التخلص من الضغوطات
من جهة أخرى تقول مدربة الرقص الشرقي، كابتن شروق صيرفي: الرقص بصفة عامَّة، علاج فعَّال للتخلص من ضغوط الحياة اليوميَّة، ويساعد على التخلص من الطاقة السلبيَّة، ويخفف من التوتر، ويعمل على تنشيط الدورة الدمويَّة؛ إضافة إلى شدِّ الجسم، كما يساهم في عمليَّة التخسيس؛ فهو نوع من أنواع الرياضة غير المملة.
وعن أغلب الفئات التي تطلب تعلمه، تقول: جميع فئات السيدات والفتيات من سن العشرين إلى الخمسين أدربهنَّ، وقد لمست تغيراً في تشكيل نفسيتهنَّ ومزاجهنَّ، كما أن أغلب المتدربات، يطلبن كلاسات رقص شرقي بنسبة 60% من أجل رغبتهن بتعلم الرقص الشرقي.