النساء في قلب حدث المؤتمر العالمي حول المناخ بمراكش

إحدى المشاركات الإفريقيات
الوزيرة بسيمة الحقاوي خلال مشاركتها
وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار مع وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين روايال
وزيرة البيئة حكيمة الحيطي خلال إلقاء كلمتها بالمناسبة
مجموعة من الفاعلين في المجتمع المدني داخل وخارج المغرب
6 صور
تحظى قضية موقع النساء في مجال حماية البيئة باهتمام كبير، ضمن فعاليات المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف، في اتفاقية الإطار الأممية بشأن تغير المناخ (كوب 22) المنعقد بمراكش المغربية.
وقد نظم بالمناسبة لقاء للنساء القياديات، قدمن خلاله خطط عملهن؛ لمواجهة التغيرات المناخية، خاصة أن تنفيذ اتفاق باريس حول المناخ أصبح قضية جميع البلدان والقطاعات.
ويعتبر دعم النساء القياديات في مجال المناخ من أهم المواضيع التي سيتم التطرق لها في قمة العمداء الأكثر تأثيرًا في العالم، الذي ستنظمه «سي 40 ستيز كلايمت ليدرشيب غروب» من 30 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2016 بمكسيكو.
وتتطرق اجتماعات (كوب 22) بمراكش إلى القضايا الرئيسية التي تشغل بال النساء عبر العالم، من قبيل التكييف والتخفيف من التغيرات المناخية، وكذا تنفيذ اتفاق باريس حول المناخ.
وقد عملت النساء المشاركات في هذا الموعد العالمي على إبراز دورهن الكبير، من خلال تنظيم ملتقيات ولقاءات هامشية وتنشيط منتديات، تحث كلها على العمل بجد من أجل جعل البيئة ضمن الأولويات الحياتية، ومسلكًا رئيسيًا في التعامل اليومي.
ومن أجل دعم النساء القياديات في مجال المناخ، أطلقت عمدة باريس «آن هيدالغو» مبادرة باسم «نساء من أجل المناخ»، وذلك في إطار تعزيز القيادة النسائية في مجال مكافحة التغيرات المناخية.
وقالت هيدالغو، رئيسة شبكة «سي 40 ستيز كلايمت ليدرشيب غروب»، إن هذه المبادرة تجسد انخراط والتزام النساء، ليس فقط اللاتي يتولين مناصب سياسية، ولكن أيضًا النساء الفاعلات اللاتي يرغبن في الانخراط في مكافحة التغيرات المناخية.
ومن ضمن هذه الفعاليات النسائية، المصاحبة والفاعلة في مؤتمر (كوب 22)، اللقاء الذي نظمته جمعية «ديناميك فام» حول «التربية المستدامة، الهجرات والمشاركة السياسية للنساء»، بالمنطقة الخضراء بقرية (كوب22)، حيث تمت الدعوة إلى تكثيف تعبئة النساء وإشراكهن في أهمية الوعي بمخاطر التغيرات المناخية؛ للبحث عن حلول ناجعة ومستدامة.
وأبرزت الكاتبة العامة لجمعية التضامن النسوي، ليلى مجدولي، بالمناسبة، أن النضال من أجل بيئة سليمة، غيض من فيض نضالات الجمعيات المتواصلة والمستميتة لنيل الحقوق الاجتماعية والسياسية والإنسانية بشكل عام.
ولا تقتصر المسؤولية الدولية في تدبير المجال المناخي بالعالم على الرجال، فهناك عدة نساء لديهن مهام جسيمة على المستوى الأممي، من بينهن لورانس توبيانا، السفيرة المكلفة بالمفاوضات حول التغيرات المناخية.
فمن منطلق حرصها على الجودة في تطبيق اتفاق باريس، وعملها المضني من أجل بلورة سياسات دولية حريصة على البيئة ومتماشية مع التغيرات المناخية، أكدت لورانس توبيانا أنه رغم كون اتفاق باريس يعترف بدور النساء كفاعلات في مجال المناخ، إلا أنه يتعين منح النساء الوسائل والموارد المالية في مجالات الفلاحة والصحة والتربية وتمكينهن من الوصول إلى مراكز صنع القرار.
أما سيليستين كيتشا أبسي كورتيس، عمدة بانغانغتي (الكاميرون)، ورئيسة شبكة النساء المنتخبات المحليات في القارة الإفريقية، فاعتبرت أنه من خلال دعم مبادرات كبرى، مثل اتفاقية العمداء من أجل المناخ والطاقة، «سنحقق المبتغى».
وبغية جعل النساء رائدات في مجال البيئة، تم إصدار وثيقة تقنية تتضمن توجيهات وآليات إدماج النساء في المبادرات المناخية، التي أشارت إلى أن 34 في المائة من أصل 63 بلدًا قدم مساهمات وطنية في منتصف نوفمبر 2015، لها صلة بالنساء.
وأكدت أنه تمت الإشارة إلى مصطلحي «النساء» و«النوع» من قبل 27 بلدًا فيما يتعلق بالتكيف، و12 بلدًا بالنسبة للتخفيف، و9 بلدان بالنسبة لتنفيذ الالتزامات، وخمسة بلدان بالنسبة لتعزيز القدرات، و22 بلدًا فيما يخص النوع كقضية قطاعية.
وتم اعتبار النساء كفئة تعاني من الهشاشة في 33 من المساهمات المحددة على المستوى الوطني، ومستفيدات من المبادرات فقط في 20 مساهمة، وكصانعات قرار في إعداد السياسات المناخية في 14 مساهمة، وكفاعلات في التغيير في 6 مساهمات.
ويمكن القول إن هذا المؤتمر العالمي حوّل مدينة مراكش السياحية إلى عاصمة للعالم؛ لأنها أولت اهتمامًا بالغًا بموضوع حساس، وكذا لجعلها في صلب القضايا البيئية الدولية.
وقد بدا في جميع أطوار المؤتمر أن هناك نساء رائدات في مفاوضات المناخ العالمية، بفعل مجهودات مسؤولات ومشاركة منظمات وجمعيات نسائية دافعت على الأفكار النسائية التي تعتبر المرأة شريكًا وفاعلا أساسيًا في حماية المناخ.