لأنَّ أجهزة الجوال غالبًا ما تكون مليئة بصور وملفات خاصة بصاحبه، تجد السعوديات صعوبة في ترك أجهزتهنَّ عند المهندسين والفنيين بمحلات الصيانة في حال احتجن لإصلاح عطلٍ ما، وإن كان لا بد؛ فينتقين من هو أهل للثقة؛ حفاظًا على خصوصيتهنَّ.
عبدالله وخالد وصالح شباب طموح، تكفلوا برفع معاناة هؤلاء الفتيات، فأسسوا شركة SAUDI SMART REPAIR لصيانة الهواتف الذكيَّة بجدَّة، وما يميزها أنَّها متنقلة، وهم من يذهبون للعميل بسيارتهم المجهزة بكل ما يلزم.
«سيدتي» التقت هؤلاء الشباب أصحاب الشركة، كما رصدت آراء الفتيات حولها..
بداية أوضح خالد محمود (19 عامًا) أنَّهم هدفوا من خلال شركتهم إلى دعم الشباب السعودي بعد قرار توطين قطاع الاتصالات، وتقديم خدمة صيانة ذات جودة عالية، بالإضافة إلى الحفاظ على خصوصيَّة العميل، وبأسعار منافسة.
وعن الإقبال على التعامل معهم، قال صالح البوشي (19 عامًا): «بصراحة لم نكن نتوقع أن يكون الإقبال بهذا الحجم، خصوصًا من النساء، فقد اتضح لنا مدى حاجة المجتمع لهذا النوع من المشاريع، فحصدنا 570 عميلا، 61% منهم نساء».
وعن طموحهم المستقبلي، قال عبدالله شيخ (19 عامًا): «نطمح أن تكون لدينا أفضل ورشة متنقلة لإصلاح الهواتف الذكيَّة في المملكة، وأن نكون في المركز الأول بين منافسينا».
الرعاية الفكرية لشبابنا
وعن هؤلاء الشباب الثلاثة قال التربوي، الأستاذ خالد تركستاني: «خالد وعبدالله وصالح هم من ثروات الوطن الفكريَّة الرائعة، فمشروعهم البسيط اقتصاديًا، والكبير معنويًا، وهم في هذه المرحلة العمريَّة، دلالةٌ على ذكائهم». وأضاف قائلا: «يجب أن يتفهم الآباء والأمهات ميول أولادهم، ويمنحوهم شيئًا من الثقة الموزونة، ويكونوا لهم عونًا على تنمية أفكارهم وإبداعاتهم، فهذا جزء من مشوار التربية الطويل. وعلى المعلمين أن يرعوا طلابهم فكريًا ومهاريًا وتنمويًا، حتى بعد تخرجهم، فهذا مجال عملهم ومهنتهم، ولا حدَّ له».
نهاية معاناتنا
هبة الغفاري (24 عامًا)، معيدة، تحكي معاناتها في السابق عند الرغبة في إصلاح جهازها قائلة: «في السابق كنت أذهب مع السائق إلى محلات الجوال، وأعاني من الزحمة وعدم وجود مواقف للسيارات، إضافةً إلى مضايقات الرجال، وبعد بحثٍ عن المحل المناسب، أبقى في المحل لأرى سير عمل المهندس على جهازي؛ خوفًا على الخصوصيات الموجودة به، إلى أن تعرَّفت إلى شركة حلّت لي هذه المعضلة، وأزاحت عني الخوف على خصوصياتي».
أما جودي حاتم (17 عامًا)، طالبة، فقالت: «في السابق عندما يتعطل جهازي لم أكن أتجرأ على إرساله لمحلات الإصلاح؛ بسبب الخوف على صوري وبياناتي وخصوصياتي، فسمعت عن شركة صيانة جوالات متنقلة تأتي للمنزل، بعدها لم أعد أُعاني».