لا يخلو منزل من العملات المعدنيَّة، فهناك من يجمعها ويحافظ عليها، وهناك من يهملها وكأنَّها شيء لا قيمة له، وفي الوقت الذي تستعد مؤسسة النقد العربي «ساما» للإعلان عن الإصدار السادس من العملة، والخاص بـ«الريـال المعدني»، لا يزال هناك من يجهل قيمة تلك العملة وكيفيَّة التعامل معها.
«سيدتي نت» ناقشت أهميَّة التعامل بالعملات المعدنيَّة بمختلف فئاتها، واستعرضت آراء بعض فئات المجتمع.
ترك الهللات قد يصل إلى آلاف الريالات
تقول نبيلة حسن العماد، مديرة تنمية الموارد بالوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز، (40 عامًا): «المسألة من وجهة نظري ليست بالسهولة، ولها علاقة بالحقوق بين التاجر والمستهلك، وفي التعاملات تعتمد على ثقافة الاثنين معًا؛ في تسليمها كحق أو طلبها كحق أيضًا». وتضيف أنَّ تجاهل وإهمال العملات من فئة النصف ريـال، نزولا إلى الهللة، يمثل هدرًا لا يدرك قيمته ولا فائدته الاقتصادية كثير من عامَّة الناس، وفي المقابل يستفيد كثير من الباعة.
قد تندثر العملات وتحل البطاقة بديلا
الإعلامي عبدالعزيز الساحلي، (33 عامًا)، قال: «بالنسبة للعملات المعدنيَّة فهي تمثل أحد التبادلات التجاريَّة التي كانت في وقت سابق تمثل بقيمتها؛ كالذهب والفضة والمعادن الثمينة، التي تسبك منها، ومع التطور أصبحت تمثل قيمتها كعملة متداولة.
فمثلا في بعض دول الجوار في الخليج؛ لا توجد لديهم فئة ورقية لبعض الفئات من العملة، وتستبدل بالعملة المعدنية، وهي أثقل في الحمل عن الورقية.
ونحن في المملكة لدينا الريـال، ونصف الريـال، أكبر العملات تداولا، ويوجد من الريـال الفئة النقدية، ما يجعل الريـال في صورة واحد أقل تداولا، ويصبح النصف ريـال هو الأكثر؛ بحكم أنَّ العروض تستهدف كسر القيمة باستخدام نصف ريـال».
نقاط تعرقل استخدامها
ويرى الدكتور أحمد العيد، اختصاصي طب الأسرة، (40 عامًا)، أنَّ هناك نقاطًا تشكل حاجزًا أو عاملا معرقلا لسرعة تقبل المجتمع للعملة المعدنيَّة، وبرأيي أنَّها عدة نقاط منها:
١- خفة وزن العملة الورقيَّة وسهولة حملها، يجعلها أفضل استخدامًا.
2- التعامل بالريـال الورقي أسهل وآمن من السقوط والضياع، بالنسبة للأطفال؛ كمصروف مدرسي أو يومي.
3- عدم وجود فئات أعلى من ريـال واحد، بحيث يشكل أهميَّة شرائيَّة عمليَّة.
4- انتشار ثقافة التعامل بالبطاقات الائتمانيَّة ربما يقلل من أهميتها.
نستبدلها بالورقية
بينما يرى وليد العماري، عضو لجنة شباب الأعمال ولجنة الأقمشة والملابس الجاهزة، ومدير محلات العماري للأقمشة، أنَّ فكرة التعامل بالعملات المعدنيَّة مرهقة جدًا، إلا في حال تم الاستغناء عن العملة المعدنية وانتهت، وتم استبدالها بالورقية.
لا بد من التوسع باستخدام العملات
ويرجع الدكتور فيصل العتيبي، المختص بقضايا الاقتصاد والتنمية، إلى عدم تعامل المستهلك بالعملات المعدنية، إلى أسباب اقتصادية تجاريَّة وليست اجتماعيَّة؛ كالتحرج من استخدامها من الدرجة الأولى، وتتمركز في عدة محاور؛ أولا عدم وجود قنوات استخدام للعملات المعدنية، ففي الغرب نجد أن مواقف السيارات تدفع بالعملات المعدنية، لكن في مجتمعنا بعض المناطق المحدودة وضعت مواقف للسيارات وتقوم باستخدام العملات المعدنية، كذلك نجد أن تكلفة المعيشة بالمملكة التي نجم عنها ضعف القيمة الشرائية للعملات المعدنية، وبالتالي لا يمكن للمستهلك الاستفادة منها لشراء سلعة معينة، حيث يندر وجود سلعه بنصف ريـال أو ربع ريـال في السنوات العشر الأخيرة، كما أننا لم نعد نرى العشرين هللة والخمس هللات، رغم وجود فروقات الأسعار بها، وبالتالي هناك تصريف لها عن طريق الأعمال الخيرية، حيث نجد صناديق مخصصة لوضعها، أو أن يقول البائع: هل تريد التبرع بالنصف ريـال لجهة ما خيرية، وهناك مراكز نقاط تجبر المستهلك على أخذ ما تبقى بسلعة صغيرة قد لا يكون بحاجة لها.
ويشير الدكتور العتيبي إلى أهميَّة التوسع في استخدام العملات، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تعزيز قيمة عملتها المعدنية، كما ينبغي رفع مستوى الوعي لدى المستهلك بقيمة العملة المعدنية، وتوفير بضائع من قبل التجار للأسر؛ تدخل في سعرها العملات المعدنية الصغيرة من فئة النصف والربع ريـال.
لا بد من وجود مكائن لاستبدال العملات
بينما ترى الباحثة في المجال الاقتصادي، ومستشارة تطوير المشاريع، نهى الجديبي، أن ثقافة المجتمع ما زالت غائبة في أهمية العملات المعدنية، ودليلنا على ذلك أنَّ التفاوضات لبعض الصفقات التجارية تتم بالنصف ريـال والريـال، خاصة في سلع البناء؛ كالأسمنت وغيره، داخل مجتمعنا، ما أدى إلى إهمالها، رغم حرصنا على تجميعها. لهذا أرى أنه من الضروري وجود مكائن تحويل العملات المعدنية إلى ورقية في جميع نقاط البيع؛ حتى لا تكون هناك حجة بأن تلك العملات ثقيلة، أو التحرج من استخدامها.