مع نسمات صباح يوم السبت الموافق 26 نوفمبر، استضاف القنصل العام لجمهورية كوريا الجنوبية «ناك يونغ أوه» وحرمه السيدة مونيكا مجموعة من سيدات الأعمال والطالبات الجامعيات في جدة، في لقاء يجمع بين الثقافتين لمستقبلٍ أفضل، وانطلاقًا من تشجيع المرأة السعودية على استغلال الفرصة التي هيأتها لها رؤية 2030، اقترحت الكثير من الدراسات والمناقشات أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز التنمية ودعم التوظيف، ومن هنا كان اللقاء بابًا مفتوحًا لمشاركة تجارب سيدات الأعمال السعوديات.
جلسة إلهام
وفي جلسةٍ من الإلهام، ناقشت السيدات بداياتهن، وأبرز الإنجازات والعقبات في الطريق إلى تحقيق النجاح والتقدم في مجالات مختلفة، بدءًا بريَّا الثنيان صاحبة مشروع «سرايا فلاورز» وروعة الميرا صاحبة أستوديو «روعة التصوير»، ومها البيروتي صاحبة مشروع «البيروتي شوب»، كما شاركت بالحوار جود جمجوم في حديثها عن مخبز «زين كوكيز» التي أوجدته بمشاركة أخواتها، وشاركت طالبة طب الأسنان دروب قشاري عن تجربتها بين مدن كوريا وأبرز ما صادفته في ساحاتها، وعلى طاولة الغداء، اجتمعت الثقافتان باستضافة حرم القنصل السيدة مونيكا للتعرف على المأكولات الكورية وأنواعها، ثم تبادلت السيّدات الأحاديث عن الاختلافات الثقافية بين البلدين وقت احتسائهن للشاي الكوري بأنواعه المختلفة، ولم يقتصر الأمر على العمل فقط، فقد تعرّفت السيدات على مجموعة من المنتجات الكورية للعناية بالجمال والبشرة، وأفادت روعة الميرا، سيدة أعمال: «كان لقاءً ناجحًا فقد تعرّفنا على صفوة المجتمع من السيدات، حيث إن لكل سيدة تجربة خاصة فيها، وهذا يُعَرّف سيدات الأعمال الأخريات بالمشاكل التي قد يواجهنها وكيفية التغلب عليها للوصول إلى النجاح، كما تعرفنا على الطعام الكوري وفوائده، وقضينا وقتًا ممتعا مع القنصل وحرمه».
فيما عقّبت سديم المعلم، طالبة جامعية، 19 عامًا: «كانت تجربة ممتعة لي بمقابلة سيدات الأعمال، شعرت بالإلهام، واكتشفت أن عالم الأعمال ليس بالسهولة التي تصورت، وأنّه يتطلب الكثير من الصبر في مواجهة العقبات إلى أن تزدهر المشاريع».
للمرأة السعودية خصوصيتها
وأفادت حرم القنصل، السيدة مونيكا: «اليوم المرأة السعودية مبادرة ولها حياتها الخاصة، لقد قابلت سيدات أعمال شابَّات لديهن خطط، ويفكّرن بالقطاعات الأخرى كالنشاطات الاجتماعية، أنا منبهرة جدًّا وسعيدة لرؤية نساء ناشطات»، وأضافت: «هناك الكثير من التغييرات الرائعة بين النساء السعوديات وأنا أدعمهن، لأنهن ذكيّات بما فيه الكفاية ولديهن التشجيع الكافي، المرأة في السياق التقليدي تبقى داخل المنزل وتدير شؤونه، لكنّها خسارة كبيرة لأولئك اللواتي لديهن قدرات أكبر».
أبواب جديدة للنساء السعوديات
أعرب القنصل العام أن الاجتماع يفيد في مشاركة الخبرات، لمعرفة التحديات التي تواجههن كي تحدد السيدات والفتيات وجهتهن المستقبلية المهنية، ووضّح: «أنا أحاول أن أعطي السيدات السعوديات حلمًا بخطوات صغيرة، وهناك الكثيرون ممن يقترحون القيام بحملات لتشجيع الفتيات السعوديات على تجاوز العقبات، وأريد أن أريهم طرقًا عديدة»، وأضاف: «السعودية أكبر من كوريا الجنوبية بـ22 مرة، لكن التعداد السكاني في كوريا هو الضعف، وهذا يفسّر حجم المنافسة القوي جدًّا فيها، لذلك عندما تطّلع سيدات الأعمال السعوديات على كوريا يمكن أن تعطيهن الكثير من الأفكار».
كما أضاف أنه يعوّل على سيدات الأعمال لما لديهن من خبرة ورأس مال، لبدء مشاريع صغيرة في مجال المنتجات التجميلية الكورية بدايةً، وربّما الأغذية الصحية مستقبلاً، وختم حديثه بأن كوريا بدأت عملها مع السعودية منذ 40 عامًا، وأنّه حان وقت أن ترد الجميل لها.