انطلاق فعاليات «إبداع الشيف السكري» في جدَّة

حنان كعكي و آمال أنديجاني و إيمان عثمان
بصمة السعادة في نهاية اللقاء
جمانة تعد الأرنب بالجبن والخضار
جرعة من السعادة في حصة اليوجا
شهد العتيبي
زينة تضع اللمسات الأخيرة على الطبق
دانة الغامدي
غزل وبصمة السعادة
عبدالعزيز بعد إنهائه للطبق
غزل وبصمة السعادة
عبدالملك وسعادته بطبق قوس قزح بالفواكه
11 صور

في المركز الدولي للعناية بالسكري بجدَّة، كان كل طفل في حالة ترقب وقلبه الصغير نابض بالحماس، ينظر كل منهم للآخر مبتسماً وعيناه البريئتان تقولان «مرحباً رفيقي السكري، لا تقلق فنحن معاً سنضيف للحياة سكري وحلاوة بإبداعنا اليوم»، وما إن دقَّت ساعة الانطلاق حتى بدأ الحماس الفعلي وأخذ كل طفل يساعد والدته في ابتكار طبقه الصحي المنسق بشكل إبداعي.
تلك كانت الأجواء في فعالية «إبداع الشيف السكري» الذي أقامها مشروع كابتن ماما الحائز في العام الماضي المركز الأول في جائزة ريادة الأعمال، متعاوناً مع مركز «سيمبلي هيلثي»، حيث دعت الفعالية عدداً من أطفال مرضى السكري لإعداد وجباتهم الصحيَّة المفضلة وتقديمها بأسلوب فني وإبداعي.


أطفال السكري ليسوا وحدهم
هذا ما أكدت عليه إيمان عثمان، المديرة التنفيذيَّة ومؤسسة مشروع «كابتن ماما» كهدف للفعاليات التي يقيمها مشروعهم، الذي انطلق العام الماضي بدعم ورعاية خاصة من مجلة «سيدتي» في فعاليته الأولى، أما فعاليتهم الثانية فأفادتنا عنها إيمان إلى أنَّها تسعى لدمج أطفال السكري بالمجتمع وفي الوقت نفسه إعطائهم إحساساً بأنَّهم ليسوا وحدهم في هذا العالم بمشاركة كل طفل أمه وبعض الإخوة الأصحاء في إعداد وجبة خفيفة بطريقة صحيَّة وفنيَّة إبداعيَّة لتشجيعه على أكلها.
وتواصل حنان كعكي، شريك مؤسس لكابتن ماما واختصاصيَّة سكري الأطفال، أنَّ الفعاليَّة أيضاً ستضم تمارين يوغا بعد تناول الوجبات الصحيَّة ليربط الطفل بين أهميَّة الطعام والرياضة، ويتخذها أسلوباً يومياً لحياته.


ماذا بعد الفوز بجائزة رائدات الأعمال
تقول عثمان: فاز «كابتن ماما» بالمركز الأول في مسابقة رائدات الأعمال2016 بمجال تطوير التعليم والصحة، وهذا الفوز أعطانا حماساً أكثر، ودعماً أكبر بأن نستمر ونمضي في خطط مستقبليَّة بتطوير وتوسيع نشاطات مرضى السكري والتثقيف بجوانب الصحة والسلامة للأطفال والأمهات.

الفعالية
ضرورة تثقيف الأم
افتتحت الفعالية أنشطتها بمحاضرة ألقتها آمال أنديجاني، اختصاصية التغذية بمركز «سمبلي هيلثي» للأمهات مع أطفالهنَّ بأهميَّة الغذاء الصحي، وأهم العناصر الغذائيَّة في وجبات الطفل السكري والطرق الجذابة لتحبيب الأطفال بالغذاء الصحي، وأكدت على أهميَّة جهود الأمهات في تنظيم حياة أطفالهنَّ السكريين وترغيبهم بالأنظمة الصحيَّة وجعلها أسلوب حياة دائماً.
وبعد إتمام المحاضرة قام الأطفال بإعداد أطباقهم الصحيَّة الخفيفة بشكل فني مبتكر بمساعدة أمهاتهم، ليُقدِموا بعد ذلك على تناول وجباتهم بتشجيع فريد من القائمين على الفعالية.


ممارسة اليوغا
بعد إنهاء نشاط الوجبات الصحيَّة اتجه الأطفال السكريون إلى صالة الرياضة لممارسة اليوغا، وفجأة دب النشاط في الأطفال بطريقة عجيبة ولافتة، لتؤكد لنا مدربة اليوغا، سمراء العباسي، على أهميَّة هذه التمارين للأطفال، فهي تفيدهم من الناحية الصحيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وترفع من مناعة الجسم، خصوصاً وهم يمارسون تمارين التنفس ويوفرون القدر الكافي من الأكسجين في الدم، علاوة على اللياقة البدنيَّة المهمَّة للطفل لتزيد من نشاطه، كما أنَّها مفيده للتخلص من الضغوط والتفكير السلبي، فيكون هنا الطفل السكري طفلاً إيجابياً واثقاً من قدراته الجسديَّة والصحيَّة في مواجهة الحياة.


بصمات السعادة
بعد أن اتجه جميع الأطفال لطباعة بصمتهم على لوحة تحمل شعار (يداً بيد نتعايش مع السكري)، عبرت الطفلة دانا الغامدي (10 سنوات) عن سعادتها لـ«سيدتي» قائلة: سعيدة بالتعرف على أصدقائي السكريين، وبتناولي طبقي الصحي الذي صنعته مع والدتي، واستمتعت كثيراً بممارسة اليوغا. أما والدتها فأكدت أن ما يقدِّمه كابتن ماما للأمهات والأطفال يعطيهم دافعاً أكبر للتعايش مع السكري بوعي عالٍ، خصوصاً أنَّ دانة أصيبت به، وهي في الرابعة والنصف من العمر.


أما والدة شهد العتيبي فكانت لها هي وابنتها المشاركة الأولى في فعاليات خاصة بالطفل السكري وقالت لنا بأنَّها ندمت على عدم مشاركتها بالبداية بفعاليات كهذه، خصوصاً أنَّها ترى ابنتها شهد ذات الـ8 سنوات قد كسرت قيود الخجل وشاركت الأطفال في كل الأنشطة وكان أول سؤال لها عندما وصلت إلى الفعالية: «ماما هؤلاء جميعهم مثلي مرضى سكري»، شعورها بأنَّها ليست الوحيدة ورؤيتها لتفاعل ونشاط الأطفال كان له أثر كبير عليها.