تنظم وتصمّم ديكورات الأعراس، وتبحث عن كل جديد لتنافس الخليج وتطمح للوصول للعالمية بصناعة أرقى وأفخم ديكورات حفلات الزفاف، فيما تأمل بأن يحقق كلّ سعودي وسعودية طموحاتهم بالوصول إلى أعلى المراتب لتحقيق رؤية 2030.
كان لـ "سيدتي" هذا الحوار مع مصمّمة ديكور حفلات الزفاف سارة آل الشيخ:
برأيك، تصميم ديكور حفلات الزفاف دراسة أم هواية؟ وكيف بدأت معك؟
منذ صغري أعشق الفن، وفتحت عيني على أعمال والدتي الخاصّة في مجال تصميم وتنفيذ ديكورات حفلات الزفاف، فاتجهت أثناء دراستي الجامعية إلى قسم التربية الفنية، لاعتقادي بأنها ستصقل موهبتي. وبعد الدراسة، لاحظت أنني لم أجد نفسي في هذا التخصص، وأنه بعيد جداً عن هدفي، فتوقفت عن الدراسة بعد زواجي في السنة الأولى، وقمت بتطوير نفسي باللجوء إلى دورات عالمية في لندن وإيطاليا وفرنسا في تخصص التصميم والديكور، كما قرأت كثيراً من الكتب، بالإضافة إلى متابعتي فنانين لهم بصمتهم في هذا المجال.
ما هي أسعار الكوش التي تصمّمها سارة؟ وهل تعتمدين على الصناعة المحلية؟
بالنسبة إلى الأسعار، فإنّه يصعب تحديدها، لأنها تعتمد على عوامل كثيرة، وتستطيع العروسة أن تحدّد ميزانيتها. وبناء على هذه الميزانية، تحدّد الأسعار المناسبة لها، لأن التصميم عندما يصمّم ـ للمرة لأولى ـ للعروس من قطع أثاث واكسسوارات تختلف أسعاره، عندما يستخدم لعدة مرات. فعندما تكون القطع قد سبق استخدامها، تنخفض قيمتها بقدر10% في كلّ مرة. أمّا بالنسبة إلى المواد، فمن الطبيعي أن 90 % منها محليّ. وهناك أشياء لا بدّ من استيرادها أو إحضارها معي إذا أعجبتني في السفر.
*تميّزت تصميماتك بعدم اعتمادك الكليّ على الورود، وتركيزك على الخلفيات ثم الجرأة في اختيار الألوان غير المعتادة، لماذا؟
فعلاً، فأنا أحبّ الإبداع وتغيير النمط واستخدام الخامات المكلفة والقطع الأثرية التي تعطي جمالاً وأناقة، وتدلّ على فخامة الكوشة، باعتبارها أهمّ جزء يضفي رونقاً على حفلة الزفاف؛ وذلك لا يعني أن نستغني عن باقي الديكورات في سبيل اهتمامنا بالكوشة فقط؛ لذلك لا بدّ من ربط كلّ قطعة في الصالة بالحفلة، بالاعتماد على الخبرة ووضع الخطة بوضوح والتجهيز المسبق حتى يكون هناك تصور كامل للصالة والوقت اللازم للإنجاز.
هل تفضّلين نوعاً معيناً من الورد لاستخدامه؟ وما أحدث الصيحات الدارجة الآن؟
من أهمّ وأحبّ الورود إلي في العمل هي "السمبيديوم" بجميع درجاتها، و"الميرلس" التي تندر ويصعب طلبها، لأنها تمثل العصرية ولها ثلاث درجات من الألوان: "الأحمر، والمشمشي، والأبيض المائل للبيج (Off (White"، في الوقت الذي لا نستغني فيه عن "التوليب، والكالا، والليوم، والبيونا، والهايندرنجا بجميع ألوانها. لكنه قليل جداً ما أقوم باستخدام "الروز"، لأنه ليس من الورود التي تلفت نظري.
هل تعتمدين الألوان الدارجة بقرار شخصي منك؟
الألوان تعتمد بشكل كبير على اختيار العروس في ليلتها الأهمّ؛ فأنا أقدّم لها النصائح من خلال خبرتي وأساعدها على الاختيار الصحيح؛ ولذلك يتمّ الدمج بين اختيارات العروس وما هو دارج حالياً، والتنسيق في ما بينهما لصنع تمازج بين شخصية العروس وروح العصر.
ما هو جديد 2017 في عالم تصميم ديكورات حفلات الزفاف؟
امتازت سنة 2016 بأنها تميل إلى العصرية بكلّ تفاصيلها، لأنها أسهل في التنفيذ وتحتاج إلى ألوان ومساحات واسعة وقلّة في قطع الديكور حتى تصل إلى الـ" Ultra Modern"، الذي هو ديكور صامت، وغير متحدّث، ويحتاج إلى ألوان الباستيل (البني، والرمادي، والبيج)، ولا تتخلّله الألوان الزاهية نهائياً، في وقت تمتاز الورود فيه بألوان الأبيض المائل للبيج Off White) ) والأبيض والفواتح.
أما عام 2017 فتميل للكلاسيكية وقلّة الورود مع البذخ بالزخارف والخشب المحفور والقناطر في الكوش وبوابة العروس والثريات والاكسسوارات الفخمة، التي تشعركِ وكأنكِ في شرفة قصر لتعيشي لحظات في عالم الأساطير والملوك .
أيهما يزداد عليه الطلب أكثر من المجتمع السعودي حالياً، ولماذا؟
الديكورات الكلاسيكية بالطبع، لأنها تمتاز بكثرة وزخم تفاصيلها، والكثير من الأهالي لهم وجهة نظر (الديكورات العصرية البسيطة لا تستحق التكلفة المرتفعة)، باعتبار أن الديكورات العصرية تحتاج لشخص خبير جداً لتنفيذها، وهي نادرة؛ وبعض الأهالي لا يستوعبون أنّ القطعة بفن الـ Ultra Modern باهظة الثمن، ومن الممكن أن يصل كرسي العروس وحده فيها إلى 80 ألف ريال، لتميّزه بجلد طبيعيّ واستيراده من إيطاليا أو أوروبا. فالمعيار ليس بقلة التفاصيل وكثرتها بل بجودتها.
ماهي أهم الدورات التي ساعدتك في حياتك العملية؟
دورات مكثفة عن كيفية تصميم واجهات المعارض الزجاجية لشدّ انتباه الزوار، وكانت من أهمّ الدورات التي حصلت عليها؛ فمن أجل أن تنجحي بتصميم 4 أو 5 واجهات معارض، على مساحة صغيرة لا تزيد عن 3*2 من الأمتار، لعرض منتجات آخر صيحات السنة بطريقة لافتة وجذابة بالتركيز على الإبهار البصري؛ فكذلك فكرة الكوش في حفلات الزفاف، التي تعتبر نقطة ارتكاز التصميم في ديكور بسيط ولافت يوضح أجواء الحفل. هذه الدورة كانت من أمتع وأنجح الدورات التي أفادتني في عملي .