التاسع والعشرون من نوفمبر للعام الجاري 2016 لم يكن يوماً عادياً، والسبب أن أحد المتاجر الكبرى والمعروفة التي تتوزع فروعها في المناطق الرئيسية بالمملكة قامت بالإعلان عن قيامها بتخفيضات مجنونه في هذا اليوم.
ولأن مدينة "جدة" تعدّ من المدن الرئيسة في السعودية وكثافتها السكانية كبيرة، كان الإقبال على هذا المتجر كبيراً، وأسهم تعدد فروعه والإقبال الكثيف عليه في خلق زحامٍ مروريٍ شديد منذ الصباح وإزدحام الناس أمام بوابات المتجر مبكراً وإنتشار سيارات الشرطة.
"سيدتي" توجهت إلى أحد الفروع ورصدت إزدحام السيارات الشديد واكتظاظ الناس عليه، وتوجهت للناس لمعرفة مدى حقيقة هذه الأسعار، وهل تستحق كل هذا الإزدحام.
منتجات منتهية الصلاحية
"عفاف الصبحي" 47 سنة - ربة منزل، هي من السيدات اللواتي كنّ في أحد الفروع منذ الصباح الباكر قالت: فوجئت عندما ذهبت بأن الأسعار لم تتغيّر، والتغيير كان في الأوراق التي يضعون فيها التسعيرة مع إضافة شعارهم للتخفيضات المجنونة. ومن الأمور التي صعقتني وجود منتجات منتهية الصلاحية، فعندما ذهبت إلى منتجات الشعر وأردت شراء صبغة وجدتها منتهية منذ 2015، وأيضاً ذهبت إلى صفوف العصيرات ووجدته منتهي الصلاحية أيضاً. خرجت على الفور، ولم أكمل التسوق، وحزنت على الناس اللذين رأيتهم يملئون عرباتهم دون إدراك تحت تأثير ووهم (التخفيضات).
وقالت "هيفاء المربعي" غاضبة: هذه التخفيضات خلقت إختناقات مرورية شديدة جعلتني أتأخر للوصول للمنزل بعد العمل.
وقال "جابر الريمي" 27 سنة: عندما خرجت الصباح تفاجأت بتجمهر الناس وإزدحام السير واعتقدت بأن هناك حادثٌ مروريٍ حصل، لكني تفاجأت أن السبب هو إزدحام الناس أمام المتجر منتظرين إفتتاح بواباته للدخول.
لن أذهب ولو ببلاش
وكان هناك فئةٌ من الناس لم تستهويها الدعايات المنتشرة في أرجاء الشوارع، ولم تلتفت "للتخفيضات المجنونة" على حد زعمهم، فقالت عبير بن جحلان: أنا لم أذهب، ومستحيل أن أدخل في هذه الزحمة حتى لو إنها "مجاناً."
أما "محمد زمزمي" 19 سنة – مراسل صحفي، علّق على الحدث ضاحكاً: الوضع كأنهم والله يبيعوا ببلاش.
ما حصل "مهزلة" ويجب معاقبتهم
وعن هذا الموضوع وصف المستشار الإقتصادي الدكتور فهد الشمري أن ما حصل من قبل هذه الشركة "مهزلة" لا ينبغي السكوت عنها، وذلك من خلال خداعها المواطنين، وأقل عقاب لهم هو أن يتم إغلاق كافة فروع المتجر بالمملكة لمدة أسبوع على الاقل كي يكون ذلك عبرة لغيرها من الشركات التي تخدع المواطنين بتخفيضات وهمية.
وفيما يخص إكتشاف الكثيرين لهذه الخدعة، وعدم إنسياقهم قال: كلما ارتفع مستوى وعي المواطن كلما سهل عليه كشف مواطن الخلل ومن ذلك لعبة التخفيضات التجارية، وطبيعي أن المواطن اليوم ليس هو نفس المواطن بالأمس من حيث تطور وعيه نتيجة للتقدم في مستوى التعليم والانفتاح على الثقافات الاخرى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي اضافة الى ارتفاع سقف الحرية في المملكة الذي اتاحت للمواطن نقد الظواهر السلبية في المجتمع وتعريف بؤر الفساد اينما وجدت.
التجارة تتدخل
على إثر ذلك قامت وزارة التجارة والإستثمار بالتوجه إلى الموقع ومصادرة جميع المنتجات المنتهية الصلاحية، وأشارت في حسابها الخاص على تويتر أنه تم إيقاع العقوبة النظامية تجاه مخالفات الشركة التي قامت بترويج تخفيضاتها الوهمية.
