باتت الهواتف الذكية أحد الضروريات التي فرضّها الواقع على الأشخاص ، وثمةً ما وراء هذا الواقع من سلبيات تقابلها ايجابيات ، ووفقاً للإحصائيات العالمية فإنّ مستخدمي شبكة الفيسبوك يبلغ عددهم 1،6مليار فرد أي ما يُعادل ربع سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات ، وعملاق البحث العالمي شركة جوجل تعالج يومياً ما يزيد عن 4 ملايين طلب بحث.
لذا فإنّ أبرز المزايا التي وفرتها هذه الأنظمة الالكترونية هو سهولة الوصول إلى المعلومة ، فالمعرفة الإنسانية متاحة في أي وقت وبأي مكان ، لذا أصبح من السهل تعلم العلوم والمهارات الحديثة بطرق ممتعة وغير مُعقّدة ، فعلى سبيل المثال في السابق كان من النادر أن نرى فرد يتقن أكثر من ثلاثة لغات وربما كان يُطلق عليهم بعض الألقاب التي نراها اليوم أمراً مبالغاً فيه كـ " الرجل المستحيل " أو " الخارق " ، بينما في عصر التطبيقات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعية ، أصبح تعلم اللغات أسهل مما كان ونتيجة لتقارب الثقافات ، أصبحنا نرى نماذج لأشخاص متقنون لأكثر من لغة.
وبحسب فريق عمل موقع وتطبيق " Babble " الشهير والمختص بتعلم اللغات أنّ مليون شخص يتحولون إلى التكنولوجيا الحديثة بشكل موسمي لتعلم اللغات والعدد في ازدياد ، كما أعلنت الشركة في موقعها الإلكتروني أنّها كانت تمتلك في عام 2007م أربعة فقط من المؤسسين وخبراء اللغات ، بينما في تسع سنوات تضاعف العدد أضعافاً مضاعفة فأصبح عدد خبراء اللغة وناشئي المحتوى لدى الشركة 400 خبير لغوي ! فنتج عن ذلك 14 لغة أجنبية مختلفة من سبع لغات أصلية و98 من الدورات تعليمية.
ووفقاً لـ " Babble " خمسة أسباب جعلت هذه التطبيقات أكثر شعبيّة واستخداماً عما سواها:
1- شعبية تلك التطبيقات وإلمامها بكافة المتطلبات الفعالة التي تساعد على تعلم اللغات بأبسط الطرق ، حيث تمّ إنشاء شركة " Babble " في حي كروزبرغ في برلين الألمانية من مجموعة واسعة من الخبراء هدفهم الأول والمشترك هو خلق أفضل الأدوات لتعلم اللغات ، فقد تجد في تلك الشركات أحد اللغويون الاسبانيين يصمّم دورة في اللغة البولندية وقد ترى أحد مصممي الغرافيك يضفي طابعاً ولمسة فنية محلية على سبع لغات عالمية ! ، تلك الإمكانيات البشرية قادرة على الابتكار المتجدد ، ما جعل من تلك التطبيقات سلسة لغالبية الثقافات.
2- التعلم القائم على التطبيق يملك مزايا كامنة وجوهرية فهو وسيلة مريحة حيث يمتلك الفرد هاتف ذكي في متناول يده غالبية الأوقات ، مشحون بالكامل وجاهز للاستخدام وسبر أغوار كافة مجالات الحياة المعاصرة في أي وقت صباحاً أو مساء ، بعد القيلولة أو في فترة الاسترخاء .، علاوةً على ذلك فإنّ هذه التطبيقات منتجات قابلة للتحديث والتحسين المستمر من دون أن يضطر العميل إلى الذهاب إلى أحد مراكز المنتج ، الشبكة اللاسلكية كفيلة بإنجاز تلك المهمة عن بُعد وفي دقائق معدودة .
3- قصص وتجارب مستخدمين التطبيقات في تصاعد مستمر وهي نتيجة ردود الأفعال الناتجة عن رضا المستخدمين تجاه فعالية تلك المنتجات في حياتهم ، ما يُحفّز الغير على استخدامها ، وقد رصدت شركة " Babble " بعض التجارب المثيرة للمستخدمين ، فعلى سبيل المثال " جياني ، وهو أكبر مستخدمي هذا التطبيق والذي يبلغ عمره 101 عاماً ، كان أحد محبي استخدام برنامج " سكايب " للمحادثات الصوتية والمرئية فيقضي الساعات الطوال في محادثته مع ابنته في نيويورك ويحب ممارسة لغة جديدة مع أحفاده المتحدثين باللغة الانجليزية ، فاستخدم هذا التطبيق أخيراً لإثراء لغاته ، نموذج آخر وهي سيسيليا ، إيطالية الجنسية إلا أنها تعيش خارج أرض وطنها لسنوات عديدة وتتحدث لغات مختلفة وهي أحد مستخدمي تطبيق " Babble " لتعلم اللغة الألمانية بغرض الانتقال إلى برلين في السنوات المقبلة .
خاصية التحديات والمسابقات التي تتمّ بين المستخدمين تكسر القالب الروتيني لتعلم اللغات فيتقن الفرد اللغة التي يريدها في غضون فترة زمنية قصيرة ، فهناك من تخطى حاجز اللغة الفرنسية في أسبوع من التدريب والتعلم ، ومن أتقنّ اللغة التركية في غضون سبعة أيام فقط ! .
4- الذكاء الاصطناعي ، الواقع الافتراضي والواقع المعزّز ، كل تلك التقنيات التي كانت يوماً ما خيالاً علمياً لا أكثر ، أصبحت اليوم حقيقة واقعة ، فاتجهت بعض القطاعات الخاصة بالألعاب والسفر والسياحة في تبني الآليات الحديثة ، في ذات الوقت التي تخلفت فيه بعض قطاعات التعليم حول العالم في تبني وتطوير التكنولوجيا الرقمية لتعزيز التعليم ، لذا أصبح المجال واسعاً للتطبيقات الذكية للابتكار والإبداع والحفاظ على التعلم بوسائل فريدة ، فارتفعت نسب متعلمي اللغات بوسائل التعليم الغير رسمية .
5- بعض شركات التطبيقات الذكية المختصة باللغات قامت بتعزيز موادها التعليمية عبر وسائل أخرى تدعم المتعلمين شركة " Babble " أحد تلك الشركات كنموذجاً ، حيث قامت بتأسيس مجلة الكترونية قبل عامين ، تصدر بستة لغات عالمية " الإنجليزية ، الفرنسية ، الايطالية ، الألمانية ، الاسبانية ، البرتغالية " ، تتيح المجلة التسجيل بسهولة عبر الموقع الإلكتروني ، تحتوي على العديد من المواضيع الترفيهية والثقافية والرياضية والتقنية ، يتكون فريق التحرير من 18 شخصاً من ثمانية دول مختلفة ، معدل زوّار مواد مجلة "Babble " عشرة ملايين شخص شهرياً ! .