شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «تويتر»، أهميَّة كبيرة في حياة الشعوب وتوجههم، وفي السعوديَّة ودول الخليج نجدها ربما الأكثر استخدامًا؛ لسهولة الحصول عليها، فلا يكلف الأمر سوى تحميل التطبيق والتسجيل، ومن ثمَّ بدء المشاركة.
«سيدتي» تستعرض آراء الشباب من الجنسين، وكذلك رأي المختصين؛ للوقوف على ظاهرة إطلاق هاشتاقات بين الطرافة والتفاهة.
هاشتاقات للتسلية
بداية، أوضحت مباركة الزبيدي، الباحثة المدرِّبة في التنمية البشريَّة والاجتماعيَّة، أنَّه وبغضّ النظر عن التوجهات الشخصيَّة، التي تتلخص في تغريدات المغردين أو المرتادين لهذا الموقع، تطالعنا هاشتاقات منها ما هو إيجابي، يفيد المجتمع وتوجهاته، وبعضها الآخر من الواضح أنَّ أصحابها أطلقوها للتسلية لا أكثر، والغريب أنَّها تحتل ترتيبًا متقدمًا متعدية الهشتاقات الهادفة بعدد كبير من المشاركين، وتظل ثابتة لوقت طويل محافظة على ترتيبها، وهذا من وجهة نظري ينبهنا إلى أنَّه إما أن يكون أكثر المرتادين لهذا الموقع هم من فئة صغار السن من المراهقين والشباب في مقتبل العمر، وإما أن يكون مستوى ثقافة معظم مرتادي هذا الموقع أقل من المفترض أن تكون، ما جعلهم يرحبون بالمشاركة في هذه الهاشتاقات عن غيرها.
وسيلة للفضائح
وتضيف فاطمة آل عمرو، إعلاميَّة وروائيَّة، بقولها: كلنا يعلم أنَّ الهاشتاقات في مواقع التواصل، وخصوصًا في «تويتر»، لها تأثير مهم في حياتنا، سلبًا أو إيجابًا، في ظل الأزمات التي نعيش بها، فنجد هاشتاقات تافهة وفاضحة لا معنى لها، يستخدمها في الغالب فئة الشباب، تستهدف شخصيات معيَّنة، وللأسف بعضها أصبحت وسيلة للفضائح ونشر الشائعات والتشهير والشتائم، وبما أنَّ شبابنا العربي واعٍ ومدرك، عليه أن يستغلها في المنفعة، سواء كانت قضايا إنسانيَّة أو اجتماعيَّة، لا أن تُستخدم في سبيل الشهرة والتشهير.
للأسر دور في التوعية
من جهة أخرى، تقول مصممة الأزياء السعوديَّة، إلهام العوفي: لا ننكر بأنَّ الهاشتاق قد يجدي نفعًا في كثير من الأحيان لمن يُحسن استخدامه، ويخاف الله، لذلك فللأسرة دور كبير في توعية أبنائهم، ونأمل في تشديد الرقابة على الحسابات المساندة لتلك الهاشتاقات المضرَّة والجارحة وغير المحترمة، ومحاربتهم وعدم متابعتهم، والإبلاغ عنهم، ولم أجد أي إجابة عن الهدف وراء استخدام تلك الهاشتاقات التافهة.
الهاشتاقات جانب استعراضي
بينما يقول صبري باجسير، مسؤول برنامج (سيدتي وساعة شباب) بقناة روتانا خليجيَّة بجدَّة: إذا تحدثت عن فئة الشباب تحديدًا، فقد اتجهت الهاشتاقات في كثير من الأحيان إلى جانب الاستعراض، بما يمكن أن نسميها (القوة السوشيالية) الموجودة لدى بعض المغردين وكثرة متابعيهم، تعززها الحريَّة الموجودة لإطلاق الهاشتاقات في أي وقت وتحت أي معنى، وكان واضحًا من استخدام المفردات المستفزة أحيانًا الحصول على ردة فعل أكبر ونشر الهاشتاق على أوسع نطاق. والمشكلة أنَّ كثيرًا من المشاركين في هذه الهاشتاقات يرفضونها تمامًا، لكنَّهم يغفلون عن واقع مهم باعتبار مجرد مشاركتهم فيها ولو بالرفض، تعتبر مساحة انتشار أكبر لها. نقطة أخرى تتضح من رغبة الشباب بتسجيل موقف عن كل ما يحدث من حولهم بالتعبير الساخر أو الطريف أو الهجومي في أحيان أخرى.
متنفس للشباب
وأرجع الشاب عادل بازياد اتجاه الشباب للهاشتاقات غير الهادفة إلى أنَّها أبسط وأسرع وسيلة ممكن أن تكون متنفسًا لهم وتخرجهم من الملل والروتين اليومي الموجودين فيه؛ بسبب ضعف المناطق والمتنزهات التي يستطيعون التنفيس فيها عما بداخلهم، والفراغ العائلي، وعدم احتوائهم من قبل أسرهم. فأصبح كل شاب وفتاة يبحث عن موضوع ولو كان غير هادف.
إثارة الجدل بلا هدف
بينما ترى الشابة رزان مغربي أنَّ السبب يرجع إلى حبِّ بعض الشباب للمواضيع التي تُثير «الجدل»، حتى وإن كانت بلا هدف، كما أنَّ البعض لديه هواية تبهير وتكبير المواضيع التافهة، فيجدون متعتهم في مثل هذه الهاشتاقات، والبعض يتفاعل معها من أجل التسلية أو «الطقطقة» والضحك وغير ذلك.
في حين يرى الشاب عبدالله عناية أنَّ الفراغ وعدم وجود أهداف بالحياة، والكبت الاجتماعي هي عوامل مؤثرة في سلوك الشباب وطريقة استخدامهم وتعاملهم مع مواقع التواصل الاجتماعي.
الرأي الاجتماعي
وأوضحت الاختصاصيَّة النفسيَّة ومدربة التطوير السلوكي، أهداب باصهي، أنَّ السبب وراء توجه الشباب لمثل هذه الهاشتاقات هو:
ـ ارتباطهم وتعلقهم العاطفي ببرامج التواصل الاجتماعي.
ـ شعور الشاب بأهميَّة أن يكون من أول من شاهد وعمل الريتويت لجذب أكبر نسبة من المتابعين.
ـ الشعور بالقيمة الذاتيَّة لشخصه من خلال إنشاء هاشتاق، وإن كان بلا معنى أو هدف.
ـ عدم وضوح الرؤية المحددة لدى بعض الشباب، ما يجعله ينساق وراء أي شيء تافه أو طريف.
ـ الأهميَّة التي تخصصها بعض القنوات الإعلاميَّة في البرامج عن أشهر الهاشتاقات.
ـ الفراغ الداخلي وعدم وضوح القيم الحياتيَّة للشباب.
هاشتاقات «تويتر» بين الطرافة والتفاهة
- أخبار
- سيدتي - ريهام المستادي
- 11 يناير 2017