تستغرق حياة الناس دهورًا عديدة كي يصبحوا أبطالا، لكن أن يستغرق الأمر 41 يومًا لهو أمر عجيب، والأعجب.. أن يكون رضيعًا!
حيث أعرب والدا الطفل «تيودور أموندي» عن فخرهما بأن طفلهما الملقّب بـ«ثيو» قد أنقذ حياة شخصين، ليصبح بذلك أصغر متبرع بريطاني بالأعضاء، حيث لم يعش الرضيع «ثيو» طويلا، إذ تُوفِّي بعد ولادته بـ41 يومًا بمرض مفاجئ، إلا أن والديه قرّرا بأن يجعلا من حياة «تيودور» القصيرة قيمة كبرى وقصّة خالدة؛ وذلك بأن تحيا أعضاؤه في أجساد الآخرين؛ ليصبح طفلهما الرضيع بذلك أصغر متبرِّع بريطاني بالرئة.
الإنقاذ الأول
لم يصدّق والدا الطفلة «إيموجن بولتون» نفسيهما؛ حينما وردهما اتصال يفيد بأنهما وجدا رئة متبرّع مناسبة لابنتهما، والتي تعاني من خلل في الرئة، جعل رئتها تنمو بصورة شاذَّة، فلم تتمكن من القيام بوظيفتها بشكل جيد. وبعد عملية استغرقت 7 ساعات تم نقل رئة «ثيو» للطفلة التي يبلغ عمرها 5 أشهر؛ لتكون بذلك أيضًا أصغر مريضة بريطانية يتم زرع رئة لها. وبالرغم من معاناة الطفلة نتيجة التدخل الجراحي، إلا أنّها تماثلت للشفاء، وعادت إلى منزلها بين أحضان عائلتها.
الإنقاذ الثاني
تبرع «ثيو» بكليتيه الصغيرتين لينقذ بهما شابًا في مقتبل العمر، ويمكن لكبده أن تنقذ 6 أشخاص آخرين. ولم يرغب والدا الطفل بالكشف عن هويتيهما، لكنّهما أوضحا أنهما فخوران جدًا بأن طفلهما أنقذ حياة فردين، وصرَّحا لقناة التلفزيون المستقل البريطانية ITV بقولهما: «إننا على ثقة بأن ثيو كان سيتخذ القرار نفسه بمساعدة الآخرين، لو حظي بفرصة العيش مدة أطول».
وكان والدا «ثيو»، بالرغم من حزن الفقد، في قمة السعادة لإنقاذ حياة شخصين كانا يصارعان من أجل البقاء، وعبَّرا بكلمات مؤثرة، خصوصًا عن حالة الطفلة «إيموجين» البالغ عمرها 5 أشهر، أن: «كل نفَس تأخذه الطفلة إيموجين المُتبرَع لها، هو نفَس لابننا ثيو، وكل عيد ميلاد لها هو أيضًا عيد ميلاد لثيو، وإننا نتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه إيموجين وثيو يُطفئان شموع عيد ميلادهما معًا».