فجع اعتداء اسطنبول في مطعم رينا الذي وقع ليلة استقبال العام الجديد عدداً كبيراً من العائلات اللبنانية الذين خسروا فلذات أكبادهم خلال احتفالهم بنهاية العام وسط أجواء ملؤها الفرح والسعادة .
"سيدتي نت" حضر إلى المكان الذي أقيم فيه عزاء الشاب الرياضي الياس ورديني (27 عاماً) وتحدّث مطولاً مع صديقة العائلة الدكتورة هند صعيب التي أشارت في بداية حديثها إلى أنّ "شقيقتيه ميرنا وميراي لا تزالان غير مصدّقتين حتى هذه اللحظة ما جرى لشقيقهما الصغير الذي كان كلّ حياتهما، وقد كرّستا من أجله أوقاتهما، فلم تفكرا يوماً في الزواج حرصاً عليه وعلى حياته ومستقبله ومتطلباته"...
وتقول الصديقة المفجوعة:
" ينتمي الياس إلى عائلة لبنانية راقية جداً وتتمتّع بسمعة طيبة بين الناس، ومن مميزاتها الأخلاق الطيّبة والعطاء المستمر والدائم من القلب لكلّ محتاج يطرق بابها، مع العلم أنّ هذه العائلة فقدت الوالدة بسبب مرضها منذ 10 سنوات. ومنذ 4 سنوات، فقدت الوالد، ولم يبقَ سوى ميرنا وميراي والياس وشقيقة ثالثة متزوّجة.
حاولت الشقيقتان القيام بدور الأم تجاه الياس، فنال الاهتمام الكامل لدراسته وبناء حياته و مستقبله وحتى تكوين شخصيته، ولم تبخل أيّ من الشقيقتين يوماً على أخيها، بل على العكس كانت التضحيات تتوالى من دون تردّد".
وأضافت صعيب:
" ميرنا وميراي حبستا أحلامهما في قفص أحلام شقيقهم الياس الذي كان مهذباً، ومؤمناً، وعصامياً، ومحبّاً للحياة والسفر، لدرجة أنه أحبّ الحياة حتى الموت.
قبل سفره إلى اسطنبول لاستقبال العام الجديد بخمسة عشر يوماً، طلبت منه شقيقتاه عدم السفر نظراً إلى الأحوال الأمنية غير المستقرة، إلا أنّه أصرّ على السفر، وقال لهما بأن خطيبته تريد السفر لتمضية أوقات مسلّية وممارسة "الشوبينغ" وهو لا يريد أن تغضب منه بسبب إلغاء فكرة السفر. عندها، رضخت الشقيقتان لطلب شقيقهما ولم تفتحا النقاش معه مجدداً إلى حين وقوع الكارثة".
وأضافت:
" أراد الياس أن يحجز في الصفوف الأمامية في ملهى "لا رينا"، وكان بينه وبين الموت دقائق معدودة، في وقت كان يعيش أجمل لحظاته مع خطيبته (ميليسا بابالاردو التي أًصيبت في وركها، وهي تخضع للعلاج في إحدى المستشفيات في بيروت، كما أنها تعاني من وضع نفسيّ صعب بعد موت خطيبها) وكان الإرهاب يضرب من كل حدب وصوب، فقرّر عندها الياس حماية خطيبته واحتضانها وحمايتها بظهره الذي كان من نصيبه 3 رصاصات كانت كفيلة بإنهاء حياته".
وختمت د. هند صعيب قائلة:
" تفكر الشقيقتان في إنشاء مشروع رياضي باسم شقيقهما المغدور حتى تبقى ذكراه موجودة، خاصّة أنه أستاذ رياضة يحبّ مهنته إلى أٌقصى الحدود ويهتم برشاقته وطريقة غذائه".