عُرف الفنان عماد اليوسف كممثل كوميدي شارك في العديد من المسرحيات والمسلسلات طوال أكثر من ربع قرن، لكن الذي لا يعرفه الجمهور عن هواياته المتعددة، ولا حتى أبناء الوسط الفني، إلّا قلة قليلة جدًا من أصدقائه المقربين جدًا، هواية تربية الحيوانات الأليفة والمفترسة، وقد كان يتمنى دراسة الطب البيطري من أجل رعاية الحيوانات، لكنه تراجع لأسباب اجتماعية، «سيدتي نت» رافقت الممثل عماد اليوسف في زيارة خاصة إلى مزرعته؛ لمعرفة حكاية وردة، التي نافسته في الشهرة على الـ «سناب شات»، وفي الطريق إلى المزرعة حاورناه حول هواياته المتعددة، وبعض الأمور الفنية؛ خاصة أنه يستعد لعرض مسرحية نسائية، وهذا نص الحوار.
حكاية القردة وردة:
* الكثير لا يعرف عن هوايتك في احتضان ورعاية الحيوانات المفترسة والأليفة والدواجن والطيور، وما هي حكاية وردة؟
- بصراحة، جمهور «سناب شات» صار يسأل عنها أكثر مما يسأل عني «يقولها ويضحك». كان في المزرعة قردة كبيرة، وبعد أن ولدت بأسبوع اختفت؛ فقد خطفها ذئب، وبدأت أرعاها وأطعمها وأعلمها، وأطلقت عليها اسم وردة، حتى أصبح جمهور الـ «سناب شات» يسأل عنها إذا تأخرت في نشر مقطع لها.
* ولماذا اخترت لها اسم وردة؟
- لفتت نظري بحبها للورد؛ فتذهب تقطف وردة وتشمها ثم تأكلها.
* كم تمضي من الوقت مع القردة وردة؟
- بطبعي ليس عندي شللية، وبالتالي نسبيًا أنا انطوائي، وأغلب وقتي أقضيه في المزرعة أهتم بالحيوانات، وطالما أنا في المزرعة، تكون وردة هي الحارس الشخصي، وتقفز فوق أكتافي وتتعلق بساقي وأنا أمشي إلى أن أجلس وألعب معها وأصورها سناب.
* حسب علمنا، كان لديك أسد وغزال في المزرعة، لكننا لم نشاهدهما في مزرعتك، أين ذهبا؟
- الأسد بعته بعد أن كبر وصار التعامل معه صعبًا بالنسبة للحارس، الذي أصبح يخاف تقديم الأكل له، وأنا كثير السفر، وكذلك بعت الغزال، وأبقيت على القردة وردة وكلب الحراسة، خاصة بعد أن داهم السيل المزرعة وهدم حظيرة الأغنام وأغرقها جميعها «الله يعوضني خيرًا»، والآن أعيد تنظيم المزرعة بحيث تكون الطيور والحيوانات في المنطقة المرتفعة من المزرعة.
أسد البيوت ليس مفترسًا:
* حدثنا عن بعض المواقف التي تعرضت لها، خاصة مع الأسد؟
- المواقف كثيرة جدًا، وأفتكر من أطرف المواقف الغريبة التي مرّت عليّ، عندما اتصلت على دكتور بيطري وطلبت منه الحضور لأن نعجة على وشك الولادة، وجلست أنظر للنعجة وهي تنظر لي، وعندما زاد الطلق لم أجد بدًّا من المغامرة، ويبدو أنني سحبت الوليد من قدمه فخرج كأنه مشلول، لكن بعد ساعة قام ومشى.
أما مواقفي مع الأسد؛ فغالبًا سببها أنك لا تعرف سلوكه ومزاجه، فجأة تجد مزاجه انقلب إلى شراسة، ربما بسبب لون الملابس؛ فتجد مزاحه معي شرسًا، قد يعض ويجرح، وكم مرّة جرحني بمخلبه.
* ألا تخشى أن يفترسك أو يفترس الغنم أو الحارس؟
- الأسود التي تتربى في البيوت لا يمكن أن تفترس؛ لأنها لا تعرف غاية الافتراس، ولم تتعلمه من أمها، والأسد ربيته وهو صغير يشرب الحليب ويأكل اللحم المقطّع والمطبوخ، وأذكر عندما صار عمره ثلاثة أشهر وقدّمت له اللحم والدجاج النيّئ، استنكر رائحة الدم ولم يأكل منه يومًا كاملاً، ولمّا جاع أكله.
* عماد، مَن مِن أولادك أخذ عنك بعض مواهبك وهواياتك؟
- ولا أحد، في الماضي حاولت مع أصيل ولدي وهو في عمر 7 سنوات إلى 9 سنوات أن أشركه في المهرجانات عن الحملات الأمنية، لكنني أيقنت أنه ليس له علاقة في التمثيل، أما ابنتي فتون؛ فأحيانًا تقدّم مسلسلات إذاعية في البيت، بينما ابنتي مايا، تهوى الحيوانات ورعايتها والاهتمام بها؛ فإذا وجدت الحيوان مريضًا، تأخذه وتطببه.
طبيب الحيوانات:
* على حدّ علمنا أنك من حبّك للحيوانات، كنت على وشك دراسة الطب البيطري؛ فلماذا لم تعزز هوايتك بالدراسة؟
- أنهيت الثانوية العام قبل 25 سنة، وفي ذلك الوقت كانت عبارة طبيب بيطري عيبًا، ويقال عنه طبيب الحيوانات، مثل «حلّاق الحمير»، وكنت أخشى أن أسمع تعليقات من الأصدقاء، كأن يقول لي أحدهم: ها عماد، ما لون الحمار الذي ستعود به إلى البيت؛ فصرفت النظر.
يصمت قليلاً، ثم يقول: «أيضًا كنت في تلك المرحلة شغوفاً بكرة القدم والموسيقى والغناء، وألعب في نادي الأهلي، وما أن أعود من النادي للبيت، أمسك آلة العود وأظل أعزف وأغني، لكن التمثيل كان أبرز هواياتي وعشقي؛ فقد كنت أمارس التمثيل في المسرح المدرسي، وكنت المسئول عن النشاط الإذاعي والمسرحي في المدرسة، من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وممثل الإذاعة الوحيد، أكتب وأخرج وأمثل جميع الشخصيات الإذاعية، سواء شاب أو عجوز، امرأة أو مغترب، وقد انتقلت معي هذه الهواية حتى الآن، وقد أكون أكثر ممثل سعودي أدّى شخصيات «كاركاتورية» مختلفة لعدة جنسيات، سواء في الصوت أو المصطلحات أو الأزياء ومخارج الحروف.
مسرحية «سواقة حريم»:
* علمنا أنك بصدد التحضير لعرض مسرحية نسائية، حدثنا عنها قليلاً
- اسم المسرحية «سواقة حريم» وهي تتحدث عن موضوع قيادة المرأة، الذي أشغلنا وقسم المجتمع بين مؤيد ورافض، وهي من تأليفي وإخراجي، وجميع الممثلات اللاتي اخترتهن من نجمات الـ «سوشيال ميديا» وهن وجوه جديدة تحتاج إلى الفرصة.
* ولماذا اخترتهن من نجمات الـ «سوشيال ميديا»؟
- لأنهن أصبحن نجمات المرحلة، والأكثر انتشارًا وشعبية، ونجمات الـ «سوشيال ميديا» ثلاث فئات: فئة تستحق النجومية لأنهن موهوبات، وفئة فقط لديهن كاريزما القبول عند الجمهور، والفئة الثالثة لديهن الشهرة، قد تفعل أي مشهد من أجل الشهرة، وهذه الفئة لم أختر منها أي واحدة.
* أين ستعرضها وليس أمامك إلّا الملاهي؟
- هذه هي مشكلتي الكبرى، حتى الملاهي لا تصلح للعرض المسرحي؛ لأن التاجر لا يعرف أن المسرحية تحتاج إلى قاعة مغلقة وفيها كواليس، في الملاهي يعتقدون أن المسرحية مجرد ترفيه، والمطلوب منك أن تضحّك زباينه، الملاهي قد تصلح لتقديم إسكتش أو برنامج ترفيهي أو مسابقات، أما مسرحية احترافية من ثلاثة فصول وفتح وغلق ستارة وتحكم بالصوت وديكور؛ فهذا لا يتوفر في الملاهي، سبق أن قدّمت مسرحية «عائلة خمس وحوش» بجدة، وكنت أستعين بممثل يلبس عباية نسائية ليؤدي دور امرأة، ونفس المسرحية عرضتها في دبي وحصلت على جوائز، طبعًا النص اختلف عن الذي عرضته في جدة، واستعنت بممثلات لأداء الشخصيات النسائية، والآن الصيف الثالث على الأبواب، وأنا أبحث عن قاعة لعرض مسرحية «سواقة حريم».
* وما هو الحل من وجهة نظرك؟
- لا أدري، هل أحولها إلى مسرحية هزلية؟ صعب جدًا، المسرحية نسائية، ويجب أن تعرض في قاعة مغلقة، ومسرح أبرق الرغامة بعيد، ولن تجد من يحضرها سوى أبناء الحي، وقاعة جمعية الثقافة والفنون دائمًا مزدحمة، ورغم صغر القاعة، إلا أنها تفي بالغرض؛ فهي مغلقة وشبه مجهّزة لتقديم عرض مسرحي، لكن، ما شاء الله، مدير الجمعية، الأخ الفنان د. عمر الجاسر، جدول أنشطته في الجمعية يغطي عدّة أشهر، أعتقد أنني اقتربت من العثور على مصباح علاءالدين قبل العثور على قاعة تصلح لعرض المسرحية.
نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» بلا قدوة
* يلاحظ أن ثمة مساحة كبيرة بين نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» والنجوم الكبار، تعتقد ما هي الأسباب؟
- بكل بساطة وبالاختصار المفيد، أن نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» ليس لهم كبير، وأنهم نجوم الفترة، وهذا أكبر خطأ يقعون فيه، اليوم إذا قابلت الأستاذ محمد حمزة «متعه الله بالصحة والعافية»، ومحمد بخش، وأسعد خضر، أقبّل رأسه؛ فهذا الشخص هو قدوتي بمجالي، لأنني أستفيد من تاريخ المهنة، أما نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» فليس لهم قدوة يقتدون به، على اعتبار أنه لا أحد يحاسبهم، ومجرد تصوير وعرض مقطع غير مألوف، يجعل منه نجماً ومنها نجمة.
* تقصد مثل نصرة الحربي، التي ضاعت قطتها وهي ليست ممثلة ولا علاقة لها بالتمثيل؟
- نصرة كانت ممثلة قبل مقطع القطة، لكن لم تأتها الفرصة إلا بعد مقطع ضياع قطتها.
* أنت متهم بسلاطة لسانك وجرأتك على بعض الممثلين، وهي سبب معظم خلافاتك مع الفنانين؟
- «مقاطعة» الأهم من صراحتي ومن جرأتي أنني أعاني مع كل الممثلين الذين اشتغلت معهم من إنتاجي، بدون استثناء، من عدم الالتزام بالمواعيد، وأنا رجل مواعيدي أضبط من ساعة «بيغ بن»، ما عدا ذلك؛ فأنا مسالم مع الجميع.
الدراما السعودية:
* كيف تنظر لمستوى الدراما السعودية التي عُرضت خلال رمضان 2016م؟
- كدراما سعودية أو وسط فني سعودي، المستوى من حيث الإخراج والتصوير والصوت كان جيدًا إلى حدٍّ ما، وأصبحنا نشاهد كوادر فنية سعودية في مواقع التصوير، بعد أن كان وجودهم صفر%، أما من حيث المضمون؛ فلازلنا نعاني مشكلة الكاتب «السيناريست»؛ فإمكانيات الطرح موجودة، وكذلك الإمكانيات التقنية والفنية والإخراجية، إلى جانب إمكانيات الممثلين والأداء، لكننا نعاني من عدم وجود النصوص، وفي ظل عدم وجود كتّاب سيناريو سعوديين، ستظل الشكوى مستمرة، وفي المجمل، أرى أن الدراما السعودية تتطوّر بشكل جيد.
* لكن البعض يرى أن معظم الأعمال الدرامية السعودية قائمة على الكوميديا والسخرية والاستخفاف بالمشاهدين والأحداث المطروحة؟
- السبب من وجهة نظري يرجع إلى أن القضايا التراجيدية دائمًا تتناول قضايا اجتماعية قد لا تناسب مجتمعنا، مثل الشذوذ والمشاكل العائلية والاجتماعية والسياسية والعرقية، وهي موجودة في الدراما بصفة عامة، لكن نحن لدينا تحفظات على هذه الأمور؛ فتجد الكاتب لدينا لا يصل إلى هذه الخطوط؛ فنضطر إلى تناول هذه الموضوعات في قالب إسكتشات كوميدية وليس قصصًا طويلة ومتفرعة وتفاصيل التفاصيل.
* يلاحظ خلال السنوات الماضية، أن عددًا كبيرًا من الممثلين الهواة تحولوا إلى منتجين لأنفسهم، وحققوا النجاح، وأنت لديك مؤسسة إنتاج؛ فلماذا لا تنتج لنفسك؟
- صعب الجواب، صحيح أن أكثر المنتجين، أو أكثر نجوم الكوميديا لدينا أصبحوا نجومًا بعد أن أنتجوا لنفسهم، سواء فيصل العيسى و«شباب البومب»، أو فايز وحسن عسيري، وغيرهم، خاصة أنه لا يوجد لدينا المنتج المستثمر من رجال الأعمال؛ فيضطر الفنان إلى أن ينتج لنفسه، يأتي بكاتب ويكيّفه ليكتب حسب الشخصيات التي يريدها.
* هل تحتاج إلى شريك في إحدى القنوات ليشتري منك حقوق العرض، أو يتقاسم معك في الإنتاج؟
- تقصد أسلوب لي الذراع، نعم سمعت مثل هذا الكلام، لكنه لم يحدث معي، وبالنسبة لي، هذا فساد أرفضه وأحاربه؛ لأن ذلك يؤدي إلى ضعف الإنتاج، ويتحوّل من تقديم أعمال فنية إلى أعمال تجارية بحتة، المهم ماذا يكسب المنتج وكم يستفيد الشريك، والمتضرر هو المشاهد والممثل؛ فيعرض المنتج على الممثل أجراً زهيداً، إما أن تقبل، وهو أقل بكثير مما تستحق، أو اجلس في بيتك، غيرك يقبل، ويقال لك: لا يهمنا الأداء، سواء كممثل مبتدئ أو نجم مشهور.
* لماذا لا تستثمر مزرعتك لإنتاج مسلسلات؟
- المزرعة دخلها بسيط، ولهذا أكتفي بإنتاج بسيط للـ «يوتيوب»، عندما أتاجر في الفيلة سأنتج دراما، الآن أتاجر بالأغنام والأرانب والدواجن والطيور، وسأحاول أن أتاجر بالسمك، وأعمل مزرعة سمك هامور في المزرعة؛ كي أنتج أعمالاً درامية مثل: الهوامير الكبار «يقولها وهو يضحك».
حكاية القردة وردة:
* الكثير لا يعرف عن هوايتك في احتضان ورعاية الحيوانات المفترسة والأليفة والدواجن والطيور، وما هي حكاية وردة؟
- بصراحة، جمهور «سناب شات» صار يسأل عنها أكثر مما يسأل عني «يقولها ويضحك». كان في المزرعة قردة كبيرة، وبعد أن ولدت بأسبوع اختفت؛ فقد خطفها ذئب، وبدأت أرعاها وأطعمها وأعلمها، وأطلقت عليها اسم وردة، حتى أصبح جمهور الـ «سناب شات» يسأل عنها إذا تأخرت في نشر مقطع لها.
* ولماذا اخترت لها اسم وردة؟
- لفتت نظري بحبها للورد؛ فتذهب تقطف وردة وتشمها ثم تأكلها.
* كم تمضي من الوقت مع القردة وردة؟
- بطبعي ليس عندي شللية، وبالتالي نسبيًا أنا انطوائي، وأغلب وقتي أقضيه في المزرعة أهتم بالحيوانات، وطالما أنا في المزرعة، تكون وردة هي الحارس الشخصي، وتقفز فوق أكتافي وتتعلق بساقي وأنا أمشي إلى أن أجلس وألعب معها وأصورها سناب.
* حسب علمنا، كان لديك أسد وغزال في المزرعة، لكننا لم نشاهدهما في مزرعتك، أين ذهبا؟
- الأسد بعته بعد أن كبر وصار التعامل معه صعبًا بالنسبة للحارس، الذي أصبح يخاف تقديم الأكل له، وأنا كثير السفر، وكذلك بعت الغزال، وأبقيت على القردة وردة وكلب الحراسة، خاصة بعد أن داهم السيل المزرعة وهدم حظيرة الأغنام وأغرقها جميعها «الله يعوضني خيرًا»، والآن أعيد تنظيم المزرعة بحيث تكون الطيور والحيوانات في المنطقة المرتفعة من المزرعة.
أسد البيوت ليس مفترسًا:
* حدثنا عن بعض المواقف التي تعرضت لها، خاصة مع الأسد؟
- المواقف كثيرة جدًا، وأفتكر من أطرف المواقف الغريبة التي مرّت عليّ، عندما اتصلت على دكتور بيطري وطلبت منه الحضور لأن نعجة على وشك الولادة، وجلست أنظر للنعجة وهي تنظر لي، وعندما زاد الطلق لم أجد بدًّا من المغامرة، ويبدو أنني سحبت الوليد من قدمه فخرج كأنه مشلول، لكن بعد ساعة قام ومشى.
أما مواقفي مع الأسد؛ فغالبًا سببها أنك لا تعرف سلوكه ومزاجه، فجأة تجد مزاجه انقلب إلى شراسة، ربما بسبب لون الملابس؛ فتجد مزاحه معي شرسًا، قد يعض ويجرح، وكم مرّة جرحني بمخلبه.
* ألا تخشى أن يفترسك أو يفترس الغنم أو الحارس؟
- الأسود التي تتربى في البيوت لا يمكن أن تفترس؛ لأنها لا تعرف غاية الافتراس، ولم تتعلمه من أمها، والأسد ربيته وهو صغير يشرب الحليب ويأكل اللحم المقطّع والمطبوخ، وأذكر عندما صار عمره ثلاثة أشهر وقدّمت له اللحم والدجاج النيّئ، استنكر رائحة الدم ولم يأكل منه يومًا كاملاً، ولمّا جاع أكله.
* عماد، مَن مِن أولادك أخذ عنك بعض مواهبك وهواياتك؟
- ولا أحد، في الماضي حاولت مع أصيل ولدي وهو في عمر 7 سنوات إلى 9 سنوات أن أشركه في المهرجانات عن الحملات الأمنية، لكنني أيقنت أنه ليس له علاقة في التمثيل، أما ابنتي فتون؛ فأحيانًا تقدّم مسلسلات إذاعية في البيت، بينما ابنتي مايا، تهوى الحيوانات ورعايتها والاهتمام بها؛ فإذا وجدت الحيوان مريضًا، تأخذه وتطببه.
طبيب الحيوانات:
* على حدّ علمنا أنك من حبّك للحيوانات، كنت على وشك دراسة الطب البيطري؛ فلماذا لم تعزز هوايتك بالدراسة؟
- أنهيت الثانوية العام قبل 25 سنة، وفي ذلك الوقت كانت عبارة طبيب بيطري عيبًا، ويقال عنه طبيب الحيوانات، مثل «حلّاق الحمير»، وكنت أخشى أن أسمع تعليقات من الأصدقاء، كأن يقول لي أحدهم: ها عماد، ما لون الحمار الذي ستعود به إلى البيت؛ فصرفت النظر.
يصمت قليلاً، ثم يقول: «أيضًا كنت في تلك المرحلة شغوفاً بكرة القدم والموسيقى والغناء، وألعب في نادي الأهلي، وما أن أعود من النادي للبيت، أمسك آلة العود وأظل أعزف وأغني، لكن التمثيل كان أبرز هواياتي وعشقي؛ فقد كنت أمارس التمثيل في المسرح المدرسي، وكنت المسئول عن النشاط الإذاعي والمسرحي في المدرسة، من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وممثل الإذاعة الوحيد، أكتب وأخرج وأمثل جميع الشخصيات الإذاعية، سواء شاب أو عجوز، امرأة أو مغترب، وقد انتقلت معي هذه الهواية حتى الآن، وقد أكون أكثر ممثل سعودي أدّى شخصيات «كاركاتورية» مختلفة لعدة جنسيات، سواء في الصوت أو المصطلحات أو الأزياء ومخارج الحروف.
مسرحية «سواقة حريم»:
* علمنا أنك بصدد التحضير لعرض مسرحية نسائية، حدثنا عنها قليلاً
- اسم المسرحية «سواقة حريم» وهي تتحدث عن موضوع قيادة المرأة، الذي أشغلنا وقسم المجتمع بين مؤيد ورافض، وهي من تأليفي وإخراجي، وجميع الممثلات اللاتي اخترتهن من نجمات الـ «سوشيال ميديا» وهن وجوه جديدة تحتاج إلى الفرصة.
* ولماذا اخترتهن من نجمات الـ «سوشيال ميديا»؟
- لأنهن أصبحن نجمات المرحلة، والأكثر انتشارًا وشعبية، ونجمات الـ «سوشيال ميديا» ثلاث فئات: فئة تستحق النجومية لأنهن موهوبات، وفئة فقط لديهن كاريزما القبول عند الجمهور، والفئة الثالثة لديهن الشهرة، قد تفعل أي مشهد من أجل الشهرة، وهذه الفئة لم أختر منها أي واحدة.
* أين ستعرضها وليس أمامك إلّا الملاهي؟
- هذه هي مشكلتي الكبرى، حتى الملاهي لا تصلح للعرض المسرحي؛ لأن التاجر لا يعرف أن المسرحية تحتاج إلى قاعة مغلقة وفيها كواليس، في الملاهي يعتقدون أن المسرحية مجرد ترفيه، والمطلوب منك أن تضحّك زباينه، الملاهي قد تصلح لتقديم إسكتش أو برنامج ترفيهي أو مسابقات، أما مسرحية احترافية من ثلاثة فصول وفتح وغلق ستارة وتحكم بالصوت وديكور؛ فهذا لا يتوفر في الملاهي، سبق أن قدّمت مسرحية «عائلة خمس وحوش» بجدة، وكنت أستعين بممثل يلبس عباية نسائية ليؤدي دور امرأة، ونفس المسرحية عرضتها في دبي وحصلت على جوائز، طبعًا النص اختلف عن الذي عرضته في جدة، واستعنت بممثلات لأداء الشخصيات النسائية، والآن الصيف الثالث على الأبواب، وأنا أبحث عن قاعة لعرض مسرحية «سواقة حريم».
* وما هو الحل من وجهة نظرك؟
- لا أدري، هل أحولها إلى مسرحية هزلية؟ صعب جدًا، المسرحية نسائية، ويجب أن تعرض في قاعة مغلقة، ومسرح أبرق الرغامة بعيد، ولن تجد من يحضرها سوى أبناء الحي، وقاعة جمعية الثقافة والفنون دائمًا مزدحمة، ورغم صغر القاعة، إلا أنها تفي بالغرض؛ فهي مغلقة وشبه مجهّزة لتقديم عرض مسرحي، لكن، ما شاء الله، مدير الجمعية، الأخ الفنان د. عمر الجاسر، جدول أنشطته في الجمعية يغطي عدّة أشهر، أعتقد أنني اقتربت من العثور على مصباح علاءالدين قبل العثور على قاعة تصلح لعرض المسرحية.
نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» بلا قدوة
* يلاحظ أن ثمة مساحة كبيرة بين نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» والنجوم الكبار، تعتقد ما هي الأسباب؟
- بكل بساطة وبالاختصار المفيد، أن نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» ليس لهم كبير، وأنهم نجوم الفترة، وهذا أكبر خطأ يقعون فيه، اليوم إذا قابلت الأستاذ محمد حمزة «متعه الله بالصحة والعافية»، ومحمد بخش، وأسعد خضر، أقبّل رأسه؛ فهذا الشخص هو قدوتي بمجالي، لأنني أستفيد من تاريخ المهنة، أما نجوم ونجمات الـ «سوشيال ميديا» فليس لهم قدوة يقتدون به، على اعتبار أنه لا أحد يحاسبهم، ومجرد تصوير وعرض مقطع غير مألوف، يجعل منه نجماً ومنها نجمة.
* تقصد مثل نصرة الحربي، التي ضاعت قطتها وهي ليست ممثلة ولا علاقة لها بالتمثيل؟
- نصرة كانت ممثلة قبل مقطع القطة، لكن لم تأتها الفرصة إلا بعد مقطع ضياع قطتها.
* أنت متهم بسلاطة لسانك وجرأتك على بعض الممثلين، وهي سبب معظم خلافاتك مع الفنانين؟
- «مقاطعة» الأهم من صراحتي ومن جرأتي أنني أعاني مع كل الممثلين الذين اشتغلت معهم من إنتاجي، بدون استثناء، من عدم الالتزام بالمواعيد، وأنا رجل مواعيدي أضبط من ساعة «بيغ بن»، ما عدا ذلك؛ فأنا مسالم مع الجميع.
الدراما السعودية:
* كيف تنظر لمستوى الدراما السعودية التي عُرضت خلال رمضان 2016م؟
- كدراما سعودية أو وسط فني سعودي، المستوى من حيث الإخراج والتصوير والصوت كان جيدًا إلى حدٍّ ما، وأصبحنا نشاهد كوادر فنية سعودية في مواقع التصوير، بعد أن كان وجودهم صفر%، أما من حيث المضمون؛ فلازلنا نعاني مشكلة الكاتب «السيناريست»؛ فإمكانيات الطرح موجودة، وكذلك الإمكانيات التقنية والفنية والإخراجية، إلى جانب إمكانيات الممثلين والأداء، لكننا نعاني من عدم وجود النصوص، وفي ظل عدم وجود كتّاب سيناريو سعوديين، ستظل الشكوى مستمرة، وفي المجمل، أرى أن الدراما السعودية تتطوّر بشكل جيد.
* لكن البعض يرى أن معظم الأعمال الدرامية السعودية قائمة على الكوميديا والسخرية والاستخفاف بالمشاهدين والأحداث المطروحة؟
- السبب من وجهة نظري يرجع إلى أن القضايا التراجيدية دائمًا تتناول قضايا اجتماعية قد لا تناسب مجتمعنا، مثل الشذوذ والمشاكل العائلية والاجتماعية والسياسية والعرقية، وهي موجودة في الدراما بصفة عامة، لكن نحن لدينا تحفظات على هذه الأمور؛ فتجد الكاتب لدينا لا يصل إلى هذه الخطوط؛ فنضطر إلى تناول هذه الموضوعات في قالب إسكتشات كوميدية وليس قصصًا طويلة ومتفرعة وتفاصيل التفاصيل.
* يلاحظ خلال السنوات الماضية، أن عددًا كبيرًا من الممثلين الهواة تحولوا إلى منتجين لأنفسهم، وحققوا النجاح، وأنت لديك مؤسسة إنتاج؛ فلماذا لا تنتج لنفسك؟
- صعب الجواب، صحيح أن أكثر المنتجين، أو أكثر نجوم الكوميديا لدينا أصبحوا نجومًا بعد أن أنتجوا لنفسهم، سواء فيصل العيسى و«شباب البومب»، أو فايز وحسن عسيري، وغيرهم، خاصة أنه لا يوجد لدينا المنتج المستثمر من رجال الأعمال؛ فيضطر الفنان إلى أن ينتج لنفسه، يأتي بكاتب ويكيّفه ليكتب حسب الشخصيات التي يريدها.
* هل تحتاج إلى شريك في إحدى القنوات ليشتري منك حقوق العرض، أو يتقاسم معك في الإنتاج؟
- تقصد أسلوب لي الذراع، نعم سمعت مثل هذا الكلام، لكنه لم يحدث معي، وبالنسبة لي، هذا فساد أرفضه وأحاربه؛ لأن ذلك يؤدي إلى ضعف الإنتاج، ويتحوّل من تقديم أعمال فنية إلى أعمال تجارية بحتة، المهم ماذا يكسب المنتج وكم يستفيد الشريك، والمتضرر هو المشاهد والممثل؛ فيعرض المنتج على الممثل أجراً زهيداً، إما أن تقبل، وهو أقل بكثير مما تستحق، أو اجلس في بيتك، غيرك يقبل، ويقال لك: لا يهمنا الأداء، سواء كممثل مبتدئ أو نجم مشهور.
* لماذا لا تستثمر مزرعتك لإنتاج مسلسلات؟
- المزرعة دخلها بسيط، ولهذا أكتفي بإنتاج بسيط للـ «يوتيوب»، عندما أتاجر في الفيلة سأنتج دراما، الآن أتاجر بالأغنام والأرانب والدواجن والطيور، وسأحاول أن أتاجر بالسمك، وأعمل مزرعة سمك هامور في المزرعة؛ كي أنتج أعمالاً درامية مثل: الهوامير الكبار «يقولها وهو يضحك».