تنامت في الآونة الأخيرة ظاهرة لجوء الآباء إلى تعنيف الأطفال انتقاماً من الأُم ليقحموا الأبناء في حلبة الصراعات الزوجيَّة لتنتهي بمأساة تحل على هؤلاء الأطفال.
«سيدتي» استعرضت آراء بعض المختصين حول ظاهرة تعنيف الآباء لأطفالهم.
بداية أوضحت الاختصاصيَّة الاجتماعيَّة، دعاء زهران، أنَّ ظاهرة تعنيف الأطفال الرضع انتقاماً من الأم، خاصة بعد انتشار مقطع أب يعنف ابنته الرضيعة، التي لا تتجاوز الثلاثة أشهر، وهذا خلاف المقاطع التي انتشرت منذ فترات لتعنيف الأطفال، أمر يشيب له الرأس، كيف لأب أن يفعل ذلك في فلذة كبده. فحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم، فالأب يفترض أن يكون نبع الحنان والطمأنينة والسكينة للبيت وصمام الأمان للطفل، لكن
للأسف ازدادت هذه الجرائم بجميع أنواعها وأشكالها ولَم ويعاقب فاعلها بحجم فعلته فلو عوقب كل أب وشهر به على الملأ من دون رحمة أو شفقة ومن دون أن نضعه تحت غطاء ومظلة «مريض نفسي» ما سمعنا بها كذا جرائم.
مضيفة: أما عن السبب الرئيس لكل تلك الأفعال هو بعد كثير من الآباء عن مخافة الله، وعدم خوفهم من العقاب ما ساهم وساعد على اضطهادهم وإجرامهم في حق أبنائهم، فنجد الأب يعاقب زوجته أو طليقته في أبنائهما ويستخدمهم كسلاح ناسف لوالدتهم, حيث تشير الاحصاءات التابعة للأمان الاسري ان عدد الاطفال المعنفين دون السنة بلغت20%.
أسباب تعنيف الآباء لأبنائهم بعد الانفصال عن الأم:
ـ ندم الزوج على فقدانه للحياة الأسريَّة.
ـ رغبته في الانتقام.
ـ يشعر بأنَّ أبناءه من أملاكه الخاصة يفعل بهم ما يريد.
ـ بعض ترسبات الماضي.
ـ انتقامه من نفسه.
ـ إثبات قوته لمن حوله حتى لا يشعر بالهزيمة والانكسار.
وتشير زهران إلى دور المجتمع في التعامل مع المعنفين لأبنائهم بتجريمهم ومحاسبتهم وعدم الرأفة والتعاطف معهم، فليس هناك أي نص شرعي يسمح أو يعطي الوالدين حق ظلم أبنائهم، بل أعطاهم مكانه وعزة وجعل حقوق الأبناء تسبق حقوق الآباء فليس لهم ذنب لوجودهم في هذه الدنيا، وليعلم كل أب ظالم جاحد متجبر بأنَّ الأبناء نعمة، وهم زينة الحياة الدنيا فليس له حق في تعذيبهم وتدميرهم جسدياً أو نفسياً. فأب كهذا من المفترض أن يعاقب بأقسى أنواع العقوبات، وأن يشهر به، ومنعه منعاً باتاً من حضانة أطفاله حتى يكون عظة وعبرة لغيره من الآباء الذين تجردوا من معالم الإنسانيَّة.
العقوبة القانونيَّة
من جهته أوضح المحامي أسعد الغامدي أنَّ هناك نظام حماية من الإيذاء صدر بتاريخ 24/10/ 1434هـ، وكان بداية جيدة للمشرع لدينا من أجل حماية الأطفال، فلم يكن هناك شيء يحميهم من التعرُّض للاعتداءات الجسديَّة والجنسيَّة سوى الشريعة الإسلاميَّة، لتأتي تحديد العقوبة ضد من ارتكب الجرم بحق الطفل، وأي من الأفعال المنصوص فيها في المادة الأولى والثانية، وتنص على المساعدة وتوفير الحماية لتكون العقوبة من شهر ولا تزيد عن السنة مع غرامة 5 آلاف ريال ولا تزيد عن 50 ألف ريال وأحياناً تصل إلى العقوبتين، ويضيف: للأسف هذه العقوبة غير رادعه لأنَّه في أوقات نجد العنف يسبب ضرراً نفسياً، ويتسبب في إعاقات جسديَّة.