انتقادات شديدة وجهتها عدة جهات إعلامية إلى شركة فيسبوك، وألقت عليها بعض اللوم لدورها في تغيير أحداث العالم حتى وصل الأمر إلى التأثير على حياة الناس، وذلك بتداول أخبار وتقارير وهمية وكاذبة دون التحقق من مدى دقتها، ومنها علاج غير مؤكد لمرض السرطان، واختلاق قصص وهمية عن المشاهير، حتى إن بعض التقارير اتهمت قصص فيسبوك الملفقة بأنها كانت وراء تغيير نتائج الانتخابات الأمريكية، وفوز ترامب بالرئاسة، حيث تداول مشتركو الموقع قصصاً عاطفية عن المرشحَين للرئاسة، ما أثر في مشاعر الناس والمفاهيم العامة، والسبب كما ذكرت مجلة نيويورك يعود إلى اعتماد "فيسبوك" على خوارزمية تصنف الأخبار وتظهرها بناءً على طبيعة القراءات والتجربة الشخصية للمشتركين الباحثين عن مثل هذه الأخبار دون تحقق بشري من قِبل الموقع من مدى صدقها وصحتها.
كما تردد أخيراً تهديد بعض الحكومات بفرض غرامات لقاء كل رابط يُنشر يحتوي على بيانات كاذبة إذا لم يتخذ الموقع الإجراءات اللازمة ويبذل الجهود الكافية لوقف تدفق وانتشار الأخبار المضللة الوهمية، وربما كان هذا الأمر الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وجعلت شركة فيسبوك تعتمد إجراءات جديدة لمواجهة ما وصفته بتحدي الأخبار الوهمية والكاذبة على منصتها الاجتماعية، وستبدأ أولى خطوات هذا التحدي خلال الفترة المقبلة وفي ألمانيا تحديداً، لكونها ستشهد انتخابات برلمانية، ولا تريد "فيسبوك" تكرار خوض التجربة مع الأخبار الوهمية كما في الانتخابات الأمريكية.
حيث أعلنت "فيسبوك" أنها ستختبر طرقاً مختلفةً للإبلاغ عن الأخبار الوهمية والكاذبة بشكل يدوي بسيط، حيث سيتمكن المستخدم من الإبلاغ عن وهمية أي خبر، وبالتالي ستتعرف "فيسبوك" إلى الأعضاء الذين ينشرون أخباراً وهمية من التقارير التي ستصلها من المستخدمين عن تلك المنشورات والأخبار، أما كيفية التعامل مع تلك الأخبار المشكوك فيها فسيكون عبر وضع بطاقة عليها عبارة "غير متفق عليه" تشير إلى أنها قد تكون غير موثوقة، مع وجود رابط بديل للخبر الموجود.
ولاشك أنها مهمة صعبة تلك التي تتعامل معها "فيسبوك"، والفترة المقبلة في ألمانيا ستعكس ما إذا كانت قادرة على السيطرة على ما ينشر عبر شبكتها من أكاذيب أم لا، وهل ستتمكن من الخروج من دائرة الانتقادات العديدة لمواقعها للتواصل الاجتماعي، بأنها تسعى فقط إلى ربح المال دون مراعاة المصداقية.
انتبهوا لرؤية هذه العبارة على "فيسبوك"
- أخبار
- سيدتي - ياسمين نصر
- 18 يناير 2017