لا زالت قضية "التحرش الجنسي بالأطفال" تحظى باهتمام المغردين في تويتر، خاصة بعد تصريحات د. وفاء محمود عبد الله، الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود بكلية التربية وقسم علم النفس، عن دراسة سعودية تكشف ارتفاع نسب "التحرش الجنسي بالأطفال"، إذ يتعرض طفل واحد من بين كل أربعة لهذا الاعتداء.
فلقد انتشرت التغريدات على ما أطلقه بعض النشطاء في المجتمع المدني السعودي تحت عنوان "لماذا أنا ؟"، وهي حملة لمناهضة التحرش الجنسي بالأطفال، وتهدف إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع تجاه التحرش.
وحول كيفية تعاطي الأسرة والمجتمع مع التحرش الجنسي عموما والتحرش الجنسي بالأطفال خصوصا، تقول Tahani@: إن "إنتشار ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمعنا سببها القصور في الوعي بالثقافة الجنسية".
وتبرر zohoor03@ أسباب ارتفاع المشاكل الناجمة عن التحرش الجنسي بالأطفال قائلة: "عند لجوء الطفل لأمه بعد تعرضه للتحرش الجنسي، وخوفها من ردة فعل الأب وتكتمها وتعتبره بأنه مصدر عار، هذا ما يدفع الطفل للصمت عند تكرار التحرش".
ويتساءل @ahmad_089 عن كيفية الخروج من مسألة الصمت عن التحرش الجنسي و"نحن نحيا في مجتمع يدمن الإنكار والكذب على الذات؟!".
وتقول @sofi171513: "الاعتراف بالمشكلة يُعتبر بداية الوصول لحلٍ لها،لابد أن تبنى العلاقة الأسرية على مبدأ المصارحة والشفافية كي يسهل لجوء الأبناء لهم".
الرأي النفسي
تقول الباحثة الاجتماعية إيناس الحكمي لسيدتي نت أن: "التحرش الجنسي يترك أثر نفسي واضح على الطفل، فيصبح ضعيف الشخصية، منطوياً ومنعزلاً عن العالم بما فيها أسرته وزملائه في المدرسة.
كما قد يصيبه بالخوف من الاقتراب من أقاربه الذكور حتى لا يتكرر التحرش به."
وتضيف: "هناك بعض الأطفال الذين ينحرفون في طريق التحرش بعد اعتيادهم على هذا السلوك، وهؤلاء هم الذين يفتقدون إلى متابعة أسرية لسلوكهم."
دعم الأسرة
وحول كيفية تعاطي الطفل المتحرش به مع المتحرش تقول الحكمي: "يعتمد على مستوى الطفل وقدرته على التعامل مع الاخرين، فهناك اطفال يتولد لديهم الخوف والفزع والقلق والتوتر بمجرد مشاهدة المتحرش خصوصا اذا كان ذلك من الاقارب، فيبتعد عن العائلة."
وتضيف: "يجب على الطفل عند تعرضه للإعتداء أو التحرش الجنسي أن يخبر والديه، وأن لا يخاف من ردة فعلهما، خصوصا أن تأثر الطفل بواقعة التحرش أو الإعتداء الجنسي تختلف من طفل إلى آخر وأيضا حسب سنه والدعم الذي يجده من أسرته، وقوة الصدمة التي تعرض لها".
إعادة تأهيل
وتؤكد الحكمي على ضرورة ابتعاد الأسرة عن العنف في التعاطي مع طفلها الذي تعرض للتحرش الجنسي، لأنها بذلك لا تعالجه بقدر ما تزيد من جراحه.
ومن المهم أن يعلم الآباء والأمهات أبنائهم "إثبات الذات" الذي يترجمه التحدث بحرية وصوت عالي عن كل ما يحدث معه، وإشعاره بالأمان النفسي، وتعليمهم كيفية الاهتمام بنظافته الشخصية، وكيف يمنع الآخرين الاقتراب من جسده.
وبالرغم من أهمية الحملة وضرورتها علقت @azizayousef منتقدة مجلس الشورى السعودي: "حملة للتوعية بالتحرش الجنسي بينما مجلس الشورى يرفض مناقشة قانون لمعاقبة المتحرشين على أساس أنها غير موجودة".
من هنا : هل تكفي التوعية لتقليل معدلات التحرش الجنسي بالأطفال داخل المجتمع أم تحتاج إلى قوانين رادعة لحماية أطفالنا؟