خيبة أمل جماهيرية من حلقة زياد الرحباني

دعاية ضخمة حظيت بها حلقة الفنان زياد الرحباني التي بثت مساء أمس على شاشة "الميادين"، التي كانت هي كمحطة ناشئة بأمسّ الحاجة إليها، انتهت بخيبة أمل، بسبب إصرار المحطة على قطع الحوار، لتقسيم الحلقة إلى جزئين، يعرض الجزء الثاني منها مساء الجمعة المقبلة.
الحوار لم يخرج عن التوقعات، لناحية المحاور التي طرحت، مواقف زياد، وإيقاع الحلقة الذي حاول الإعلامي غسان بن جدو حرفه إلى مسار أكثر جدية، غير أن طرافة زياد كان لها الكلمة الفصل، رغم الجو الثقيل الذي فرضته أسئلة بن جدو وإصراره على التحدث بالعربية الفصحى، واتخاذه دور محامي الشيطان، وهو ما لم يؤثر في زياد، الذي لم ينفعل ولم يتفانى في الدفاع عن أفكاره، إنما أصرّ عليها ببرود الواثق من نفسه، وسخريته اللاذعة، وطرافته التي جعلت مضيفه يخرج مراراً من الإطار الجدي الذي رسمه لنفسه، ويغرق هو نفسه أيضاً في موجة من الضحك.
تحدّث زياد في السياسة، عن المفصل التاريخي الذي كوّن شخصيته، بعيد الهزيمة التي مني بها العرب في حرب ال67، وقال زياد إنّ العنفوان العربي الذي كرسه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لم يعد موجوداً إلا في المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
كما تحدث زياد عن دعمه للمقاومة الفلسطينية في منتصف السبعينات، دعم دفعه ليعبر بين شطري الوطن المنقسم آنذاك، حيث لا يزال مستقراً في منطقة اختارها عن قناعة رغماً عن المحيط الذي نشأ فيه.
وبالحديث عن وضع الإعلام في لبنان، طالب زياد بتدخل قائد الجيش لضبط الفلتان الحاصل، وهو ما استفز مضيفه، الذي رأى في دعوته تناقضاً مع آرائه كمدافع عن الحريات، فأجابه زياد إنّ ثمة رقابة ذاتية تمارسها المحطات التلفزيون لتمنع هذا التدخل.
زياد وصف الاعلام اللبناني بالفالت والوقح وقال إن لا ضوابط لديه، ولم يفته انتقاد الإعلامي مارسيل غانم بطريقة مبطنة، واعتبر أسلوبه وقحاً.
ولم يفت زياد الحديث عن مصر وعن الأحداث التي تجري فيها منذ اندلاع الثورة، وقال إن لجوء الشارع المصري إلى العنف لحسم المشهد السياسي، هو أفضل من البقاء في هذا الوضع المبهم.
وبالانتقال إلى فنه، تحدّث زياد عن أغنية "عودك رنان" وقال إنّها كانت وليدة اللحظة وسأل "ألم تلاحظوا أن اسمها عودك رنان وهي معزوفة على البزق؟"، وأوضح زياد أنه يكره آلة العود، كما يكره البلوز، ورفض أن يتم حصره في خانة الجاز، وانتقد بعض الشعراء الذين يصفّون كلمات لا معنى لها، وشبههم بالرسامين الذين يخطّون لوحات دون معنى، كل ذلك في إطار طريف وساخر يشبه زياد العائد الأسبوع المقبل بمحاور أكثر سخونة، حيث سيتطرق إلى ما يسمى "الربيع العربي"، ويتحدث عن فنه وعن محاور كان يمكن أن تتضمنها حلقة كاملة، إذ أن تقطيع الحوار وهو في أوج حماوته، أفقده الكثير من متعته.
ويبقى السؤال، ما مدى صحة ما قيل عن أنّ زياد سيفجر في نهاية الحلقة المقبلة مفاجأة انضمامه إلى قناة "الميادين"؟