بسبب انتشار الإعلانات التجاريّة على حسابات المشاهير، مؤخرًا، «بطرق مباشرة وغير مباشرة»، شكا بعض الجمهور من كثرة تلك الإعلانات التي تشعرهم بأنَّهم مستغلون من قبل المشاهير الذين يتابعونهم، خصوصًا عند عدم إشارتهم إلى أن تلك الفقرة مخصصة للإعلان عن منتج أو خدمة ما.
وبهذا الخصوص، تواصلت «سيدتي نت» مع مشاهير من السوشيال ميديا، ومتتبعيهم من الجمهور، وأصحاب الاختصاص؛ للتعرف على رأي ووجهات نظر جميع الأطراف بهذه الظاهرة الاجتماعيّة الجديدة.
أقوم باختباره قبل الإعلان عنه
الشاب محمد بكر، طالب قسم إدارة أعمال، وواحد من أبرز مشاهير السوشيال ميديا، يصل عدد متابعيه إلى أكثر من 564 ألف متابع، يخبرنا بأنّه يقوم بتجربة المواد والمنتجات التجاريّة التي يعلن عنها شخصيًا قبل الإعلان عنها على حساباته.
كما أطلعنا على سياسته الخاصة المتبعة في أداء الإعلانات، قائلا: «أفضّل دائمًا أن أقدم الإعلان في قالب طبيعي عفوي دون أي تكلف، مع جعله قصيرًا مختصرًا؛ حتى لا ينفر المتابع».
وبهذا السياق تكشف لنا فينيسيا، أيضًا -وهي واحدة من أكثر السيدات شهرة على السوشيال ميديا؛ حيث يتابعها ما يقارب المليون ونصف شخص من مختلف أنحاء العالم- عن السياسة التي تتبعها للإعلان عن المنتجات التجاريّة والأماكن الخدميّة، قائلة: «موافقتي لتقديم الإعلان تمرّ بخطوات أساسيّة، أهمها: عمل بحث على الشبكة العنكبوتيّة عن حسابات الجهات الراغبة بالإعلان عن منتجاتها وتقييمها، ثم الذهاب لتفقد المنتج أو المركز بنفسي؛ ففي حال كان المكان المراد الإعلان عنه مطعمًا؛ أقوم بالدخول إلى المطبخ لتفحصه، أما في حال كان مركزًا تجميليًا نسائيًا؛ فأقوم بالتأكد من نظافة الأدوات التجميليّة المستخدمة، وهكذا... أخيرًا: بعد إنهائي التصوير، أقوم بنشره على مواقعي الخاصة بالسوشيال ميديا، والتواصل مع أصحاب المنتج؛ لمعرفة مدى نجاح الإعلان».
لا مشكلة طالما كان المنتج مفيدًا وممتازًا
يرى المهندس باسم الأحمدي، «26 سنة»، أنَّه ليس ضد فكرة الإعلانات؛ خصوصًا إن كان المنتج المعلن عنه مفيدًا وذا نوعيَّة ممتازة؛ معتبرًا ذلك وسيلة إعلانيَّة مثل غيرها من الوسائل المختلفة التي تستخدم للإعلان عن المنتجات من قبل الشركات المروجة، كما ذكر أنَّه قد سبق له التفاعل بالإيجاب مع تلك الإعلانات، لكن بنسبة بسيطة.
كثرة الإعلانات تسبب لي الإزعاج
سماهر فلمبان، «31 سنة»، ماجستير اقتصاد ومدير مساعد خدمات الموارد البشريّة بهيئة المدن الاقتصادية، ترى أن كثرة الإعلانات على حسابات مشاهير السوشيال ميديا، تجعل المتابع يشكّ في مصداقية ذلك المشهور الذي يتابعه! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تلك المنتجات أو الخدمات المعلن عنها قد جربت فعلاً من قبله، أم أن هذا الإعلان قد تم مقابل مبلغ مادي؛ استغلالاً لعدد المتابعين الضخم؟!
أما فيما يخص التفاعل الإيجابي مع تلك الإعلانات؛ فقالت: «نعم قد جذبني أكثر من منتج، لكنني لم أقم بالشراء بمجرد رؤيتي للإعلان؛ بل قمت بالبحث أولاً».
الإعلان شيء جميل
المهندس متعب المشاري، «24 سنة»، يؤيد رأي الشاب الأحمدي؛ معتبرًا أنَّه لا ضير من إعلانات المشاهير على حساباتهم؛ خصوصًا أنَّها تعتبر مصدر رزق لهم، وذلك نتاج شهرتهم، خاتمًا حديثه بجملة: «الإعلان شيء جميل»!
تخصصه بنفس المجال
من جهته، يخبرنا المهندس حسام القرشي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس التسويق والشؤون الخارجية بشركة النهدي، أن أهم المعايير التي يجب أخذها في الحسبان عند اختيار الشخصية المعلنة هي: تطابقها مع طبيعة الإعلان أو الخدمة المقدمة؛ فمثلاً: ليس من المعقول أن نأتي بشخص كوميدي ونكلفه بالإعلان عن منتج اقتصادي! ولا يصح تكليف شخص يعمل في المجال الطبي للترويج عن مادة ترفيهية، ثانيًا: معرفة عدد ونوعية متابعي ذلك المشهور؛ إذ إن البعض من المشاهير يقومون بشراء عدد كبير من المتابعين الوهميين!
ثالثًا: مدى الصدق والعفوية اللذيْن يتمتع بهما الشخص المعلن؛ بحيث لا يظهر للمتابع أنّه يؤدي الإعلان بجدية، بقدر ما يظهر بأنه نوع من التفاعل مع الخدمة لتحقيق هدف الترويج.
استطلاع
وحسب استطلاع تم إجراؤه على 65 مشاركًا من المجتمع السعودي، معظمهم من الإناث بفئة عمرية ممتدة من 18-27 سنة، لقياس مدى تفاعلهم وتأثرهم بالإعلانات التي يقوم بها المشاهير على حساباتهم، بطرح سؤال: «هل سبق لك أن تفاعلت بالإيجاب مع المنتجات والخدمات التي يقوم المشاهير بالإعلان عنها في حساباتهم، بحيث قررت اختبار خدمة أو شراء منتج؟»؛ لتظهر النتائج متقاربة؛ حيث أجاب 50.9% بـ«لا»، بينما 49.1% أجابوا بـ«نعم».