وري جثمان الممثل محمد حسن الجندي عصر الأحد الماضي بمقبرة الشهداء بالرباط عن عمر يناهز 79 سنة، بحضور جمهور غفير من المعزين، مثقفين وممثلين ومطربين وإعلاميين الذين ودعوا "عملاق الشاشة" المغربي إلى مثواه الأخير.
وقد بدا الفنان أنور الجندي نجل الراحل حزيناً لفراق والده وقال لـ "سيدتي نت" إن الساحة الفنية فقدت بوفاة والده واحداً من رواد الحركة الفنية والثقافية في المغرب والعالم العربي وواحداً من أعمدة المسرح والدراما المغربية الذي عرفه الجمهور بكثير من أدواره وخاصة شخصية (أبو جهل) في فيلم "الرسالة" ودور (رستم) في فتح القادسية فضلاً عن مشاركته في أعمال درامية عربية أخرى، وأن وفاته خسارة للساحة الفنية التي قدم لها الكثير كممثل ومخرج في الإذاعة والتلفزيون.
يشار إلى أن الراحل الفنان محمد حسن الجندي من مواليد مدينة مراكش سنة 1939 أحد رواد الحركة الفنية والثقافية في المغرب وعلم من أعمدة المسرح المغربي. جمع بين التأليف الإذاعي والمسرحي والتلفزيوني، وهو في نفس الوقت مخرج وممثل في السينما والتلفزيون والمسرح.
كما تمكن عبر الإذاعة من نقل نبض التراث المغربي إلى المجال الفني الحديث حققت نسبة استماع ومشاهدة غير مسبوقة. ومن أعماله "ظل الفرعون"، "طبول النار" لسهيل بن بركة، "القادسية" لصلاح أبو سيف، "الرسالة" لمصطفى العقاد، و"بامو" لإدريس المريني، وفي التلفزيون شارك في مسلسل "صقر قريش" للدكتور وليد سيف وإخراج حاتم علي والذي لعب فيه دور الأمير يوسف الفهري أمير قرطبة. كما عمل في مسلسل "آخر الفرسان" مع المخرج نجدة إسماعيل أنزور.
أما انطلاقته الفنية فكانت من مسرح الهواة بمراكش في فرقة "الوحدة" ثم فرقة "الأمل" عام 1957، حيث جمع أفضل الممثلين المراكشيين، والتحق بعدها عام 1958 بالإذاعة الوطنية بالرباط وإلى جانب مشاركته ي الدراما المغربية من خلال فيلم "القادسية" مع المخرج صلاح أبو سيف، ودور صخر في "الخنساء"، ومشاركة في "آخر الفرسان" مع نجدة إسماعيل أنزور وأدائه، وأدى دور عتبة بن ربيعة في مسلسل عمر بن الخطاب. فإن مشاركته الدرامية المغربية كانت متميزة حيث شارك في أعمال كثيرة، مثل: "ظل الفرعون" و"طبول النار" للمخرج سهيل بن بركة، و"بامو" لإدريس المريني، و"مطاوع وبهية"، والسلسلة الإذاعية "العنترية"، والمسرحيات الوطنية الاستعراضية التاريخية كثلاثية "ملحمة المجد". مما أهله للفوز بعدة جوائز وشهادات التقدير، بحيث حصل الراحل محمد حسن الجندي على أوسمة وجوائز عديدة، منها: وسام الثقافة من جمهورية الصين الشعبية، ووسام "عملة باريس" من مركز العالم العربي بباريس عام 1999، و"نجمة مراكش" في النسخة الثانية من مهرجان مراكش الدولي للفيلم. كما كُرّم في الدورة التاسعة من الملتقى الدولي للفيلم عبر الصحراء، كما كرم في فبراير 2013 على هامش الدورة الثالثة لمهرجان "مغرب المديح"، كما عمل بإذاعة الـ بي بي سي في سنوات السبعينيات بلندن معداً ومقدماً لبرنامج "كشكول المغرب". وحصل على وسام الثقافة من جمهورية الصين الشعبية. وكان أول ممثل مغربي يكرم في الدورة الثانية من مهرجان مراكش الدولي للفيلم "بنجمة مراكش" برفقة الأمريكي فورد كوبولا والهندي أعمير خان.