العديد من الشباب أصبحوا لا يستطيعون التحكم في عصبيتهم وتقديرهم للأمور، ودائماً ينظرون لأي نقاش كأنه ساحة معركة عليهم الانتصار فيها، لذلك يلجأ الكثير منهم لإثبات آرائهم بشتى الطرق بدون الرجوع والتأكد أولاً من صحة معلوماتهم، مما قد يؤدي إلى أضرار كثيرة قد تلحق بهم مستقبلاً.
ويبدو أن تلك العادة السيئة مازالت متأصلة في نفوس بعض الشباب، فمازال العديد من الشباب يراهنون على أهاليهم، مما يتسبب في أذى لهم، ويرجع ذلك إلى التعصب الأعمى في الكثير من الأمور، فمنذ أيام واجهت عروس سعودية أسوأ يوم في حياتها، فبعد زواجها بأسبوعين، قام زوجها بتطليقها بعدما كان يحادث صديقاً له عبر الهاتف، وأثناء جداله معه بسبب مباراة كرة قدم، قام بالحلف بالطلاق على زوجته، ثم تحول شهر العسل إلى كابوس مرير يؤرق كلاً منهما بعدما خسر الزوج الرهان، فرجعا إلى مدينتهما في الباحة لإيجاد حل لتلك المعضلة.
ومن هنا، تواصل "سيِّدتي نت" مع الداعية ومستشار لجنة "تراحم" الشيخ محمد الغضبة للوقوف على صحة الطلاق من عدمه، وأفاد بأنه إذا كان الحلف بغرض الطلاق، فهنا يقع، أما إذا كان بغرض تغليظ الحلف، فهنا لا يقع الطلاق، حيث لا تتوفر نية الطلاق، ولكن هنا يؤخذ على يد الزوج وتعنيفه كي لا يكرر فعلته مرة ثانية ويستهين بأمر الله.
ومن الجدير بالذكر أن الله عز وجل قد حرم الرهان، فهو درب من دروب القمار، وجاء ذلك التحريم؛ نظراً لما فيه من مفسدة، فهو قد يفرق الأزواج، ويدمر البيوت، ويشتت الجمع، وقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ" (90) سورة المائدة.
في إطار ذلك، طالب البعض بنشر التوعية بين الشباب وحديثي الزواج بشأن هذا الأمر، حيث يعتبر أن عديمي الثقة هم من يرفضون استشارة من حولهم أو الاستئناس برأيهم حول قضية من القضايا خشية أن يُظهر ذلك عدم كفاءتهم أو عجزهم عن اتخاذ القرارات، أما الواثقين فيحرصون على الشورى، ولا مانع عندهم من العودة في آرائهم متى رأوا الصواب في غيرها.