قدّمت الدراما السورية عبر أعمالها المختلفة، المرأةَ كرقم أساسي ومهمّ على مختلف الأصعدة، فجاءت الأعمال الاجتماعيّة لتقدّم مشاكل وهمومَ المرأة السورية، ولتتبعها الدراما التاريخية التي قدّمت سيراً ذاتية عن نساءٍ فاعلاتٍ في التاريخ، واستطاعت الممثلة السورية بشكل عام، ان تكون جزءًا فاعلاً من تاريخ وحاضر هذه الدراما، عبر تصديها لبطولة أهمّ الأعمال الدرامية، وأن تقدّم نفسها كجزء فاعل و أساسيّ لا بد منه في تقديم صور و قضايا المرأة .
شخصيات تاريخية مهمّة
الأعمال التاريخية جاءت منصفة لتاريخ المرأة العربية عموماً، فقدمت الدراما السورية العديد من الأعمال التاريخية المهمّة، التي تجسد مسيرة المرأة ودورها في التاريخ القريب و البعيد، ومنها مسلسل " زنوبيا " الذي ادت دور البطولة فيه " رغدة "، بالإضافة إلى أعمال تاريخية أخرى، كانت المرأة العربية لاعباً أساسيّاً فيها، بينما ظهر العديد من الشخصيات النسائية في العصر القريب، كجزء اساسيّ من الصناعة الدراميّة، حيث قدمت سيراً ذاتيّة عن حياة نجمات مثل " أسمهان " التي قدمتها النجمة السورية سلاف فواخرجي "
الدراما الاجتماعية و قضايا المرأة
وتعدّ الدراما الاجتماعيّة من أبرز صنوف الدراما التي قدّمت مشاكل المرأة في الدراما السورية، حيث قدّمت العديد من الأعمال النسائية ومنها " جلسات نسائية " و " أشواك ناعمة " وصولاً إلى" بنات العيلة "، ولم يمر أيّ عمل سوري إلا في ما ندر، من دون التطرق لمشاكل المرأة، فشاهدنا قصص الحب ومشاكل المرأة العائلية، وتعاطيها مع المشاكل الأسرية و دورها المهمّ في بناء الأسرة، بالإضافة إلى العنف الذكوري الذي تتعرض له، وصولاً إلى الأعمال التي تتناول مواضيع الخيانة الزوجيّة ودور المرأة و الرجل فيها.
الدراما الشامية الأكثر إثارة للجدل
وعلى صعيد آخر، فإنّ أكثر صنوف الدراما التي تُتّهم بالإساءة للمرأة، هي الفانتازيا الشاميّة والتي يأتي في مقدمها المسلسل الاشهر "باب الحارة"، حيث صُوّرت المرأة في هذا النمط من الأعمال على أنها مجرد جارية في المنزل، وليس لها أيّ دور في الحياة الثقافية والاجتماعية، وبدا همّها الوحيد الطبخ والثرثرة، والزواج والطلاق، وهو ما جعل هذه الأعمال عرضة لانتقادات كبيرة جداً، ولعلّ أهمّها الإساءة للمرأة وكذلك تشويه تاريخ مدينة دمشق، والذي كانت فيه النساء لاعباً أساسياً في مختلف جوانب الحياة .
وبالمقابل قدمت دراما التاريخ الشامي الدور الحقيقي للمرأة، فظهرت المرأة المثقفة والعاملة والطبيبة وغيرها، فجاءت أعمال " بواب الريح " و " طالع الفضة " و " حرائر " و " حدث في دمشق " وغيرها من الأعمال، لتُبرز الدور الكبير للمرأة في التاريخ الشامي والسوري، في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى الاقتصادية، حيث اعتبرها الكثير من النقاد والمتابعين أنها بمثابة ردّ اعتبار لمكانة المرأة .
نساء بصمنَ بقوة في الدراما السورية
وظهرت المرأة بقوة في الدراما السورية كجزء من صناعة العمل الفني، فكانت أساسية في كل نواحي الدراما، حيث برز العديد من الكاتبات المميّزات ومنهنّ عنود خالد، التي تصدت بقوة لدور المرأة في التاريخ الشامي، ورانية بيطار، وأمل وريم حنا، ونور شيشكلي وغيرهنّ، فيما لم تغب المرأة عن عالم الإخراج، فبرزت رشا شربتجي و سهير سرميني، وعلى الصعيد الفني برز الكثير من العاملات في المكياج، وموقع السكريبت، و المخرج المنفذ، ومنفذة الملابس وغيرها من المهن المرتبطة بالعمل الدرامي .
وعلى صعيد الممثلات، استطاعت الكثيرات من الأسماء ان يبصمنَ بقوة في تاريخ الدراما السورية، ومنهنّ منى واصف وسمر سامي، ونادين خوري وضحى الدبس، وغيرّهن من الممثلات و النجمات اللواتي برعنَ في الدراما السوريّة و العربيّة.