تسعى كافة الشركات الكبرى إلى إبراز هويتها التجاريَّة، ولعلَّ أحد أهم عناصر تلك الهويَّة هو شعار الشركة، الذي تهدف إلى إظهار رسالتها التي تميِّزها عن غيرها من خلاله. ويبذل المصممون في المقابل قصارى جهدهم؛ لوضع تلك المعاني في أقل مساحة ممكنة، لذا نجد أنَّ بعض الشعارات العالميَّة تخفي وراءها سرًا خفيًا قد لا يتم إدراكه إلا بعد الإمعان في تقنية التصميم المستخدمة، أو معرفة بعض أهداف الشركة. وهنا نلقي نظرة سريعة على بعض من تلك الشعارات.
- شركة فيديكس: إحدى الشركات العالميَّة المتخصصة في نقل البريد السريع، يحوي شعارها البسيط سهمًا في المساحة الفارغة بين الحرفين «E» و«X»، والذي قد لا يُرى من قِبل كثيرين، ويُعبِّر عن السرعة والدقة، وهي المبادئ التوجيهيَّة للشركة.
- متجر أمازون الإلكتروني: شعاره يساعدنا على فهم العلامة التجاريَّة الخاصة به، فالكل يرى السهم أدنى عنوان الويب والذي يشبه الابتسامة، إلا أنَّ امتداد السهم من الحرف «A» إلى الحرف «Z» يشير إلى أنَّ هذا المتجر يُلبي كافة احتياجاتك، ويحوي كل شيء.
- منظمة اليوغا الأستراليَّة: تمتلك شعارًا متميِّزًا؛ إذ يتضمن شيئًا من التحايل البصري، فالشعار يُظهِر امرأة تمارس رياضة اليوغا، إلا أنَّ المسافة بين يد الفتاة المنقبضة وساقها المرتفعة إلى الأعلى يُشكلان الخطوط العريضة لخريطة القارة الأُستراليَّة.
- مبادرة من أجل أطفال إفريقيا «HACI»: يُظهر شعار هذه المؤسسة أمرين، أحدهما قد يُرى من أول وهلة وهو وجود شخصين أحدهما طفل وآخر بالغ، والأمر الآخر هو وجود الخطوط العريضة لخريطة القارة الإفريقيَّة بينهما.
- شركة سوني فايو الشهيرة بتصنيع الأجهزة الإلكترونيَّة: يضمن شعارها أمرين؛ أولهما اسم الشركة سوني، والآخر كلمة «فايو»، الجزء الأول منها هي الموجة التي تحوي الحرفين «V» و«A»، التي ترمز إلى الموجات التناظريَّة أو التماثليَّة، التي ساهمت في صناعة الأجهزة القديمة، في حين أنَّ الجزء الآخر من الشعار الذي يحوي الحرفين «i» و«O»، يشيران إلى النظام الرقمي المكون من «صفر وواحد».
- أما إذا بحثت في شعار سباق السيارات الشهير «فورمولا واحد»، فسترى أنَّه يوحي بالانتقال من الجمود إلى السرعة الفائقة، تحديدًا عند رؤية الرقم واحد، الذي يتوسط كلا من الحرف «F» والخطوط الحمراء!
- بدأت شركة «BMW» كمصنعة للطائرات، وبقي شعارها وفيًا لتلك الجذور، إلا أنَّ ما ذُكر حديثًا أنَّ الشعار لا يصور فقط ريشة مروحة الطائرة، وإنَّما يُلمح أيضًا إلى علم جمهوريَّة بافاريا ذات الأنماط المختلفة.
- ويقول «روب جانوف» الرجل الذي صمم شعار شركة «أبل»: اشتريت كيسًا كاملا من التفاح، ثمَّ قمت برسم بعض التصاميم للتفاحة في محاولة لتبسيط التفاصيل، وفي مرحلة ما خلال تجاربي الفنيَّة أخذت قضمة من التفاح، لاحقًا دهشت حين وجدت أنَّ «القضمة» تشبه في معناها الحرفي الإنجليزي كلمة «بايت»، وهي الوحدة الرقميَّة في الاتصالات والحواسيب.
- أما شعار شركة «صن مايكروسيستمز» البسيط، الذي أنشأه الأستاذ بجامعة ستانفورد الأميركيَّة، فوغان برات، الذي اعتمد فيه على خاصيَّة التكرار، فيستطيع القارئ قراءة كلمة «Sun» من كافة الأركان.
- «بيج تين» أكاديميَّة أميركيَّة، وهي بمثابة الاتحاد الرياضي لعشر جامعات، في يونيو 1990م انضمت إليها جامعة بنلسفانيا، حينها قرَّرت الجمعيَّة عدم تغيير شعارها، وإضافة الرقم 11 إلى الشعار بطريقة ذكيَّة (يوجد الرقم 11 على يمين ويسار الحرف T من كلمة ten).
- ويرمز شعار شركة «مرسيدس بنز» إلى ثقة الشركة في الكمال، وتشير النجمة الثلاثيَّة إلى التفوق في البيئات الثلاث (الأرض والماء والهواء).
- هيئة الإذاعة الوطنيَّة «NBC» كانت مملوكة من قِبل RCA، التي كانت إحدى الشركات الرائدة في إنتاج التلفزيونات الملونة، والشعار لم يتغيَّر منذ ذلك الوقت، ومن شاهدوا أفلام الأبيض والأسود هم فقط من سيُدركون معناه منذ أول لحظة. يظهر في الشعار طائر الطاووس، وهو ينظر إلى جهة اليمين، وأجنحته محلّقة، ما يدل على ثقتهم تجاه ما يُقدمونه.
- توبليرون، الشركة التي تنتج الشوكولاتة، ومقرها في مدينة برن السويسريَّة، التي تُعرف بمدينة الدببة، وهو السبب في إدراج الشركة لصورة ظل للدب في شعارها.
- شركة الآيس كريم الشهيرة «باسكن روبنز»، ستلاحظ في شعارها عن قرب اللون الوردي لكل من الحرفين «B» و«R» التي تشكلت على رقم 31، ويشير إلى عدد النكهات المتوفِّرة.
- شركة كارفور، واحدة من أكبر متاجر التجزئة العالميَّة التي يقع مقرُّها الرئيس في فرنسا، ويظهر ذلك بوضوح في ألوان الشعار، بالإضافة إلى الأسهم في كلتا الجهتين، ما يدل على التوسع المستمر، وأول حرف من اسم الشركة يظهر بينهما.
- يتصور كثيرون أنَّ شعار سلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة بالوجبات السريعة مأخوذ من أول حرف للشركة، إلا أنَّ مستشار التصميم وعلم النفس، لويس شيسكين، يرى أنَّه يعني زوج الصدور المُغذية، وفي عام 1960م كادت الشركة تتخلى عنه، إلا أنَّ شيسكين حثهم على إبقائه. ألا يذكركم الشعار بشيء آخر، فيلم Coneheads مثلا!