تحديد التخصص المناسب ليس بالأمر البسيط، فهو سوف يشكل مستقبلك فيما بعد على مر سنوات طويلة، وقد يسبب ذلك ارتباكاً للكثيرين في بداية حياتهم، حيث سيتوجب على الفرد معايشة قراره لبقية حياته، كما أن الضغوط الأسرية قد يكون لها دور كبير في ذلك الاختيار، وأن التخصص ليس لتحديد مجال عملك في المستقبل فقط، بل شكل وطريقة حياتك.
لذلك يقدم "سيِّدتي نت" عدة نصائح لك باستشارة أخصائية الإرشاد النفسي منى باصره مدربة معتمدة من المركز الخليجي للتنمية البشرية في البحرين:
اكتشاف نفسك وقدراتك وميولك: تنصح منى باصره بإجراء مقياس تحديد الميول المهنية باستخدام المقياس الموجود على هذا الرابط.
تحديد التخصص المناسب: لتحديد التخصص يجب تحديد الميول، والتي يمكن معرفتها من خلال الرابط السابق، حيث تحتاجين لكشف نفسك وقدراتك وميولك، وكذلك التعرف على التخصص والوظائف المتاحة، ثم اختيار التخصص المناسب لهذا الاختيار، والتوجه للعمل المناسب.
مواجهة التحديات والعقبات والمحبطات:
التحديات نوعان: التحديات الداخلية ويطول شرحها، والتحديات الخارجية، ومنها: عدم وجود التخصص المناسب في المدينة، ويحل هذا التحدي بالسفر إلى خارج هذه المدينة أو خارج الدولة، ومن الممكن أن يكون التحدي هو عدم القدرة على السفر، ويتم التغلب عليه بإيجاد تخصص مقارب لنفس التخصص، وقد يكون التحدي هو صعوبة المنهج، ويتم التغلب عليها بالتحضير المناسب قبل دخول الجامعة بحضور دورات أو قراءة كتب متخصصة في المجال، ومن الممكن أن يكون التحدي هو عدم القدرة المالية، ويتم التغلب عليه بإيجاد عمل إضافي في وقت مختلف عن وقت الدراسة وسداد الرسوم الدراسية.
بدء تخصص جديد.. هل فات الأوان؟
لا يوجد وقت محدد لتحديد التخصص المناسب، فلو كان الطالب بدأ دراسته في تخصص معين لا يميل له، فلا بأس أن يكمل في هذا المجال، ثم يحضر الماجستير والدكتوراه في المجال المناسب لميوله.
دور العائلة وأثره في مستقبل الفرد:
في بعض الأوقات تكون العائلة جزءاً من التحديات الداخلية، لذلك أقترح على العائلة الحديثة المتطورة عدم التدخل في ما يفضله الفرد ويميل له؛ لأنه هو من سيواجه هذا العمل طيلة أيام حياته، وللعائلة دور إيجابي في عرض المهن على الأبناء من خلال الألعاب في الصغر، واكتشاف الميول وتوجيهها، والعناية باهتمامهم حتى يأتي وقت الدراسة الجامعية، ثم العمل.
الهواية قد تكون هي عملك: الهواية ممارسة بعض الأنشطة خلال أوقات الفراغ بقصد المتعة أو الراحة، وقد تؤدي إلى اكتساب مهارات ومعرفة كبيرة، وترى منى باصره أن أغلب الناجحين هم أشخاص يعملون فيما يحبون، لذلك قد تكون هوايتك خياراً ممتازاً لتحديد تخصصك والنجاح به.
الحياة العملية ودور متطلبات سوق العمل: أغلب الطلاب يختارون تخصصاتهم الدراسية بناء على حاجة سوق العمل، ورأيي الشخصي أن هذا خطأ؛ لأن حب التخصص وحب العمل ونوع العمل هو الذي يميز الفرد ويجعله ناجحاً ومميزاً في مجاله، وهذا ما يوصله للنجاح والغنى والتمييز.
الجدير بالذكر، للتعرف أكثر على الخيارات المتاحة لوظيفتك المستقبلية، عليك الجلوس والتحدث مع العديد من المتخصصين في المجالات المختلفة لكي يطلعوك على الصعوبات والتخصصات الدقيقة التي سوف تواجهك مستقبلاً، كما أن قدراتك وميولك أنت أعلم الناس بها، لذلك يجب أن تكوني محبةً لمجال العمل الذي تتخصصين فيه.