أسدل "أيّام التصميم دبي" الستار عن نسخته السادسة، التي دارت في حيّ دبي للتصميم/"دي ثري". وقد سجّلت الأخيرة هذا العام رقمًا قياسيًّا جديدًا في عدد العارضين الإقليميين والعالميين المشاركين، بلغ مائة وخمسة وعشرين مصمّمًا ممثّلًا لخمسين صالة عرض، وأربعمائة عمل فني.
كان التطوّر واضحًا في معروضات "أيّام التصميم دبي"، التي تنوّعت بين قطع الأثاث والإنارة والإكسسوارات المنزليّة، وذلك في توليفة تمتعت بالحرفية والمعاصرة والتقنية العالية، ما جعل من المعرض علامة مرجعيّة، وتعبيرًا عن قوّة مشهد التصميم الناشئ في دولة الإمارات العربية المتحدة.
عبّر الانتشار الواسع للمسات المعدن البرّاقة في أنحاء المعرض عن التوجّهات العالميّة في حقل التصميم، وذلك بالتشابه مع صورة دبي عالميًّا. وفي زيارة "سيدتي. نت" لأجنحة المعروضات، لاحظت أن المُصمّمة الإماراتية الواعدة جود لوتاه، استوحت من باب لقصر الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) في العين، القصر الذي تحوّل إلى متحف، تصاميم الـ"فازات". وقد أنتجت خمس قطع حصريّة من التصميم الواحد. باعت أكثرها للفنادق.
كما أحالنا فضاء شركة "مدن"، ومقرّها في السعودية ودبي، إلى مشهد عالمي وقفت خلفه مجموعة من المصمّمين، وهم: ستيليوس موساريس وطارق قصوف وندى دبس. تصميمات "مدن" قام بها فريقان من جيلين مختلفين، وذلك لإنتاج صورة معاصرة، بدون إدارة الظهر إلى الروح التراثيّة. أمّا المصمّم نادر جمّاس، هو من لبنان ومقيم في دبي، فعرض ثريات فاخرة اتصفت بالغرائبيّة، وبأسمائها غير المألوفة، ومنها: "زعنفة الثريا" و"وجه خشن" و"الفانوس النحيل" و"البرج القصير" و"البرج الطويل"...
بدوره، قدّم فيك فانليان من لبنان، تصميمات من طاولات وكراس عبّرت عن رؤيته للازدواجية والمساواة بين الرجل والمرأة، مستوحيًا من الأساطير والتماثيل اليونانيّة الكلاسيكيّة. وتعاون فانليان مع مُصمّم الأزياء زهير مراد، في تصميم أحذية ملوّنة تتمّ تصميماته، ومن بينها: "منضدة كراتوس" و"منضدة نايكي".
المعماري والمصمّم الداخلي جعفر دجاني من الأردن، عرض طاولة بعنوان "دائرة الثمانية"، مستوحاة من طراز "ممفيس"، بالإضافة إلى طاولة أخرى بعنوان "جبل عمّان"، وخزانة باسم "البرقع".
في زاويةٍ أخرى من المعرض، وقف فرح كيال من شركة "أبيرسو ديزاينز" من الأردن، أمام معروضات الشركة، التي كانت تثير التساؤلات عن موادها الخام.
إشارة إلى أن فلسفة كيال في أعماله تقوم على فكرة الجمال في النقص، وهي إيقاف الزمن عند قطعة الخشب مثلًا، وإعادة الحياة إليها من جديد.
زاوية سجّاد "إيوان مكتبي"، قدّم فيها محمد مكتبي، من لبنان، قطعًا لمصمم السجّاد الكولومبي الشهير خورخي ليزارازو.
إبداعات ماري منير، من لبنان، نشرت النور في المعرض، وخطفت الأضواء بالفعل. وهي حاولت أن تجسّد فيها تصميماتها السابقة من المجوهرات، ولكن على صورة قطع منزلية فاخرة.
وفي زاوية "نقاش غاليري"، ومقرّها في الإمارات، صادفنا قطعًا فنيّةً ذات أسلوب أنيقٍ بعيدٍ عن التكلّف. وقد تفاعل روّاد المعرض مع طاولة تحمل ثلاثيّة "الفوز والنصر والحب" للشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
من جهة ثانيةٍ، بدت تفاصيل البيوت الدمشقية القديمة، في جناح "استوديو فادي سري الدين"، حيث يركّز المصمّم على فهم جذور الهندسة الإسلاميّة، جنبًا إلى جنب، مع التطوّر الذي شهدته التصميمات الآسيويّة والغربيّة.
* تابعوا مقابلات شيّقة مع العارضين في "أيّام التصميم دبي"، في العدد 1882 من "سيدتي" الأسبوعيّة.