برغم اتّجاه خطوط الموضة العالميّة في عالم الديكور، حالياً، نحو التصاميم المبتكرة والألوان الصّارخة الجريئة، التي استطاعت أن تحجز مكانها في البيت السعوديّ، إلا أنّ ذلك لم يحدّ من ميل السعوديين الغالب باتّجاه التمسّك بالتراث، من خلال بعض التّصاميم التقليديّة أو نثر بعض "الأكسسوارات" التقليديّة في زوايا المنزل، مشيرة بشكل قاطع إلى هويّّة المالكين!
ويبدو اهتمام السعوديين بالموروث الشعبيّ، من خلال تخصيص ركن تراثيّ، يتمّ من خلاله عرض كلّ ما يتعلّق بماضي الأجداد أو عبر ملاحق خارجيّة للمنزل أو بيوت شعر، يتمّ تأثيثها بمجالس عربيّة أرضيّة ووضع مساند وكراسٍ تراثيّة موزّعة في أرجاء المكان، مع استخدام سجّادة شرقيّة. وما تزال هذه المجالس تخصّص ركناً للضيافة والترحيب يسمّى "ركن القهوة"، يحتوي على الدلال والأباريق والفناجين والمنفاخ والملقاط...
وفي البيت السعوديّ المعاصر، لا يقتصر توزيع التّحف التراثيّة في أماكن محدّدة بعينها، بل يُمكن دمجها مع "الأكسسوارات" الحديثة، بصورة لا تجعلها تفقد أهميّتها التاريخيّة، علماً أنّ البعض يحرص على اقتناء تحف تراثيّة أصليّة مهما ارتفع ثمنها. ومن بين الأفكار، في هذا المجال، استغلال أحد الجدران لتعليق بعض البنادق القديمة أو السيوف والخناجر، وكذلك استخدام فوانيس للإنارة بدلاً من المصابيح، فضلاً عن توزيع الصناديق التراثيّة الخشبيّة أو الحديديّة المعروفة بنقوشها في البهو الرئيسيّ أو في الصالونات، وإضافة بعض السُبح والأقمشة النّاعمة إليها، ما يكسبها لمسة عصريّة!
ومن اللافت أنّ الصالونات العصريّة تحتمل وجود القطع الأثريّة، ضمن توليفة خاصّة، تتمثّل في حمل الطاولات الجانبيّة للمبخرة والمرش والمكحلة والنقود ومجسّمات مختلفة تعبّر عن حياة البدو والبيئة الصحراويّة، فضلاً عن احتضان الجدران للوحات فنيّة بألوان الزيت النّابضة بالأصالة.
شغف التراث في ديكور المنازل السعوديّة
- منزل وديكور
- سيدتي - عتاب نور
- 17 أكتوبر 2012