عندما لا يرزق زوجان بالأولاد يتحدث الناس فورا عن احتمال أن الزوجة عقيمة لا تستطيع الحمل والإنجاب دون أن يخطر على بالهم بأن العقم يمكن أن يكون عند الرجل، هكذا جرت العادة منذ القدم ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا في كثير من المجتمعات.
ولكن في يومنا هذا لم يعد عيباً أن يتم التطرق إلى موضوع عقم الرجل لأسباب علمية طبية معترف بها، لكن الرجال مازالوا يعتقدون بأنهم لايمكن أن يكونوا عقيمين وأن السبب في عدم الانجاب هو المرأة.
نسبة لايمكن السكوت عنها
قالت دراسة طبية برازيلية، وربما يكون لدهشة الكثيرين، ان الرجال هم وراء 40 % من حالات العقم، فكيف اذن يلقى اللوم دائماً على المرأة؟ وتابعت الدراسة: "يمكن أن يصاب الرجال بالعقم لأسباب تتعلق بأسلوب الحياة ونمط المعيشة والعادات والأمراض الجنسية والوراثة وغيرها".
لكن عدم اعتراف الرجل بعقمه يؤدي الى نسبة طلاق تصل الى 15 % بين الأزواج. فبعد سنتين أو ثلاثة من الزواج وعدم حمل المرأة يبدأ الرجل بممارسة ضغوط عليها متهما إياها بأنها عقيمة دون أدنى إشارة إلى ذاته. فتسرع الزوجة الى العيادات الطبية المختصة ويتبين بأنها سليمة مائة بالمائة. ثم يأتي دور الرجل الذي من شدة غروره قد لا يعترف حتى بنتائج الفحوص الطبية، التي أجرتها زوجته، ويصر على أنه لايعاني من العقم.
وفي كثير من الأحيان تمتنع المرأة عن إبلاغ زوجها بأنها سليمة، وبأن العقم يكمن فيه هو وذلك لعدم جرح مشاعره الذكورية وفحولته التي تباهى بها.
الإخفاء لايفيد
قالت الدراسة بأن الزوجين يحاولان اخفاء حقائق العقم عن الآخرين اذا كان الرجل هو الطرف العقيم. وأضافت: "إن ذلك لا يحل المشكلة، ولا ينزل الأطفال من السماء. أمر العقم يجب أن يعامل بصورة طبيعية ان كانت المرأة أو الرجل سبباً في ذلك. فاذا كان العقم مرتبطاً بالمرأة منذ القدم فإن النظرة قد تغيرت الآن. والرجل دخل في الميدان أيضاً، وليس من المفيد إنكار هذه الحقيقة، لأنه ليس من العدل أن تتهم المرأة دائما ًبأنها هي السبب في عدم الحمل والإنجاب".
الدراسات مستمرة
الدكتور فيليب كامارغو المتخصص بمعالجة عقم الرجل أكد بأن الدراسات الطبية مستمرة لمعرفة المزيد عن أسباب عقم الرجل، موضحاً بأن الكثير من الجوانب مازالت مجهولة على الطب، وان كانت بعض الأسباب قد أصبحت معروفة. وأضاف الدكتور الذي أعد الدراسة: "القلق ينتاب الزوجين بعد مرور عامين أو ثلاثة على الزواج، وتظهر التصرفات العصبية واليأس والشعور بالإخفاق".
وأشار الطبيب إلى أنه يمكن تفادي هذه التصرفات العصبية اذا كان الزوج والزوجة على قدر كاف من المسؤولية لاجراء فحوصات عليهما معا. أو اذا كان ولابد، فإن المرأة يمكن أن تتأكد أولاً من سلامتها فإن كانت سليمة يجب أن يبادر الرجل على الفور لاخضاع نفسه للفحوصات اللازمة لمعرفة إن كان هو السبب في عدم حمل المرأة.
عقمه وراثي
برأي الدكتور فيليب بأن هناك أسباباً عدة لعقم الرجل، بعضها معروف وبعضها الآخر مازال غير معروف بالنسبة للطب. ومن الأسباب المعروفة هو كمية وتحركات الحيوانات المنوية عند الرجل. فإذا كانت الكمية قليلة وحركتها بطيئة باتجاه البويضة في رحم المرأة، فإن التلقيح لن يتم ولن يحدث الحمل.
ومن الأسباب الأخرى لعقم الرجل هو نقص هرمون التستيرون. وأضاف: "عقم الرجل ربما يكون ناجماً أيضاً عن بعض العادات التي يمارسها كالتدخين المفرط وتناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية، التي تؤثر سلباً على حركة الحيوانات المنوية وكميتها.
وإذا كانت هذه العادات هي السبب، فإن المعالجة تكون سهلة، أما أكثر الأسباب تعقيداً لعقم الرجل، فهي الناحية الوراثية، التي لم يتمكن الطب حتى الآن من إيجاد ما يشفي ذلك، هذا اضافة الى وجود أسباب أخرى مازالت عصية على الطب الحديث".
حان الوقت لتعترف
ينصح الطبيب الرجل العقيم بالآتي:
1 – إذا تبين أنك سبب عدم حمل وانجاب زوجتك للأولاد، فاعترف حتى لا يؤثر ذلك على حالتك النفسية.
2 – أنت أيضاً طرف في المعادلة الزوجية، ويتوجب عليك تقبل حقيقة عقمك واللجوء للمعالجة.
3 – اعلم أن عقمك ليس من المحظورات في القرن الحادي والعشرين. وهو مرض ككل الأمراض.
4 - ليس هناك ما ينتقص من قيمتك كرجل عندما تعترف بأنك مصاب بالعقم، بل في هذا الاعتراف شجاعة كبيرة تقدرها النساء.