اركضوا إليها. احضنوها. اغمروها بحبكم بحنانكم بوجودكم. اقتنصوا الساعات واختطفوا من الزمن ما استطعتم، وامنحوها لمن تستحق الأجمل في هذه الحياة. امنحوها لمن كانت هي العطاء والإيثار والتضحية. امنحوها كل شيء فالفرص الجميلة لا تتكرر.
الأم التي لا تعرف في هذه الحياة طموحات وأهدافاً أهم من أن يكبر أبناؤها، وأن يحظوا بتربية صالحة وبيئة سعيدة مسالمة. كل قواميسها كلمات حب وحنان، وكل عالمها سعادة الأبناء. كل شيء في عالمها تتسامح فيه وتتغاضى عنه ماعدا ما يمس أبناءها. هنا تنتهي كل المهادنات والتسويات. الأبناء الخط الأحمر الذي لا تسمح لأحد أن يقترب منه.
الأم عالم من الاهتمامات الشيء الوحيد المفقود فيه نفسها. فهي دائماً في ذيل القائمة. هرم مقلوب من الأولويات. يبدأ بالأبناء ويدور في محيطهم، وينتهي عندهم. وتسألها عن ذاتها تبتسم وتقول الحمد لله بخير ما دام أولادي بخير فكل شيء طيب.
ما هذا السيل الجارف من العطاء. ما هذا الكم الهائل من الإيثار وإنكار الذات؟
كم نحن مقصرون مهما عملنا. وكيف نستطيع أن نجاري مداد عطاء المحيط ببعض الكلمات؟. ما أصعب الشعور حينما تدرك البون الشاسع بين ما ترغب وما تستطيع.
ليت الزمن يتوقف لأثبته على لحظة تقبيلي ليديك. ليت العمر يهدى لأغرف من سنين عمري وأضعها بخجل بين راحتيك. ما من سعادة في هذا الكون أكثر من طلة محياك وابتسامة رضاء على وجنيتك.
ما أجمل أن أختم يومي بدعوة صادقة منك تجعلني أملك كل الكون وأشعر بكل الأمان. وأنام لأحتضن السعادة وكلمات الدعاء. وأتفاءل بغد جميل يبدأ بابتسامتك وقبلة فرح على تلك اليدين..
اليوم الثامن:
حياتنا تنقسم إلى قسمين: سعادة وأمان مع أمهاتنا
وعمر آخر محسوب علينا نستعيد فيه الذكريات ..
@mfalharthi