يؤدي ملايين الحجاج اليوم التاسع من ذي الحجة الركن الأعظم من الحج بصعودهم من مشعر منى حيث قضوا يوم التروية وباتوا فيها، إلى مشعر عرفات الذي يمثل موطن الحج الأكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".
ويتخلل يوم عرفة خطبة الحج من مسجد نمرة ثم أداء صلاة الظهر والعصر قصرا وجمع تقديم. ومسجد نمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات ويقع إلى الغرب منه.
ويجدر الذكر ان الرسول عليه السلام نهى الحجاج من الوقوف في الجزء الغربي للمسجد الذي يقع في "وادي عرنة"، كونه قريب من عرفه لكنه ليس جزءا منه .
حيث تبين حدود عرفة بعلامات وكتابات توضحها عن غيرها، فمن كان داخل هذه الحدود فهو في عرفة، ومن كان خارجها فهو ليس فيها، ويجب على كل حاج التأكد من ذلك، وأن يتعرف على تلك الحدود.
وقد مر مسجد نمرة بتوسعات كثيرة على مر التاريخ، فأصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات ونهايته أو آخره في عرفات، وتشير إلى ذلك لوحات إرشادية.
وعند غروب اليوم يبدأ الحجاج في النفرة إلى مشعر المزدلفة وهي ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات ويقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير وقصرا، ويجمعون منها الحصى لرمي الجمرات بمنى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح يوم عيد الأضحى، ثم يفيضون بعد ذلك إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي "النحر".
والمبيت بمزدلفة واجب ومن تركه عليه دم "الذبح"، وكلها موقف ما عدا "وادي محسر"، وهو موضع بين المزدلفة ومنى يسرع الحجاج في مرورهم منه.