طرح الانفجار الذي وقع صباح اليوم في مدينة الرياض العديد من الأسئلة حول من ينقل الخبر؟ وما هي مصادر المعلومات عند وقوع حادث ما؟ هل هو الإعلام التقليدي من تلفزيونات وإذاعات وصحف أم الإعلام الجديد المتمثل بوسائل التواصل الإجتماعي مثل فيس بوك وتويتر؟
مع تضارب الأرقام حتى الآن حول الحصيلة الأولية لضحايا انفجار الرياض، الذي نتج عن اصطدام شاحنة غاز بجسر طريق خريص مع طريق الشيخ جابر شرقي العاصمة السعودية، تساءل المغردون في "تويتر" عن الأرقام الفعلية للضحايا والمصابين!
هنا تواترت التعليقات حول دور الإعلام الرسمي في تغطية الخبر، حيث اعتبر @marwanqassa: أن "انفجار الرياض يؤكد أهمية سرعة التغطية الإعلامية للحدث حتى لا يتم التهويل ومضاعفة قلق المواطنين".
وتساءلت @ANoud1410 عن دور الإعلام في تغطية الحدث؟!
فيما جزم @A7lam_M أنه "لولا وجود التقنية ما وصل الخبر إلى الناس".
وهذا كله يصب في عقد مقارنة بين دور الإعلام التقليدي ونظيره الجديد، الذي يصنعه الناس من دون انتظار، نقل الحدث عبر وسائط تلفزيونية أو صحفية.
بمعنى آخر بات المواطن هو الصحافي، الذي ينقل الأخبار من موقع الحدث إلى فضاء المجتمع. وعلى هذه القاعدة انتقد @yoraidi "البطء الشديد في التعامل مع خبر انفجار الرياض"، لأن ذلك حسب وجهة نظره "لا يصلح في زمن الشبكات الإجتماعية، فالناس يغطون الحدث منذ السابعة والنصف صباحا أما التصريحات الرسمية خرجت عند العاشرة صباحا!"
من ناحية أخرى ناقش مغردون مسألة نقل الغاز والنفط في السعودية، متساءلين عن عدم استخدام أطر النقل الحديثة، "بدلاً من حدوث هذه المصيبة" على حد تعبير @jalamair ، فيما اعتبر مغردون أن عدم وجود خطوط نقل للغاز حتى الآن، والاعتماد على شاحنات النقل يهدد حياة سكان مدينة كبير بحجم الرياض.
وأكد على ذلك @i Abuhesham قائلاً: "لم أتصور أن قوة تفجير هذه الصهاريج يمكن أن يكون بهذا الحجم المروع.. والمشكلة أنها تمشي بيننا يومياً وسط المدن وبين الكتل البشرية".
وأكد @malahmad11 "أن انفجار الرياض يدل على أن موضوع نقل الغاز عبر الشاحانات يحتاج ضوابط للسلامة أكثر".
ليس ذلك فقط، بل أشار آخرون إلى مشكلة أخرى تتعلق بشاحانات نقل النفط نفسها، التي تشكل خطر كبير على السائق والناس أثناء عملية النقل في الشوارع، لأن حسب @hessian_Mohd "أكثر من نصف شاحنات الوقود مهترئة وعرضة للحوادث".
وبعد وقوع الانفجار تدافع العديد من السعوديين إلى موقع الحادث لمتابعة الحدث عن قرب، فأدى التجمهر إلى تذمر الهيئات الإسعافية العاملة على الأرض - حسب ما ذكر المغردون-، حيث اعتبر @yzd8 المتجمهر "شخض فضولي يعيق تقديم المساعدة إلى من يحتاجها".
فيما أكد @malqass أن "الدفاع المدني كان سريعاً في الوصول إلى مكان الحادث، لكن التجمهر زاد من تعقيد حركتهم ووصول التعزيزات لهم".
من هنا تناقل المغردون على "تويتر" تحذير مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري من التجمهر الذي قال فيه: "لو حدث انفجار آخر أثناء التجمهر لحصد آلاف الأرواح".
على خط آخر انتقد @alyah2020 احتياطات السلامة أثناء عمل الدفاع المدني متساءلاً عن "الشريط الأصفر الذي يحمي المتجمهرين والناس بعد وقوع الحادث"، ثم جزم بأنه "لا يوجد تدريب واضح على الكوارث".
عند القراءة الأولية والسريعة لمعظم التعليقات على هاشتاق "انفجار_الرياض" نرى أن أولوية المغردين هي حث الناس على التبرع بالدم للمصابين، ما يدل على الدور الكبير الذي باتت تلعبه مواقع التواصل الإجتماعي في حياة الناس؛ فمثلا ناشد @hashksa عبر صفحته في تويتر المغردين قائلاً: "مستشفى الحرس الوطني بحاجة إلى متبرعين بالدم.. أنقذوا عشرات المصابين".
وأيضا دعا @almahzari إلى التبرع بالدم لأنه "عمل إنساني فلا تبخلوا على أخوانكم المصابين".
على كل مازال هاشتاق "انفجار_الرياض" نشيطا، حيث ارتفعت معدلات التعليقات إلى أكثر من 100 تغريدة في الدقيقة الواحدة. وهذا يؤكد على أهمية التدقيق في السؤال الآتي:
هل سيحل الإعلام الجديد مكان نظيره التقليدي في تغطية الأزمات والكوارث ليصبح هو مصدر المعلومة وناقل الخبر؟