أصبح لا يخلو بيت أو مكتب من الأجهزة الذكيَّة، والتي أصبحت تحتل المرتبة الأولى في حياتنا، بدءاً من الهواتف الذكيَّة، وصولاً إلى جهاز "اللاب توب"، ورغم قدرتها على جعل العالم كأنَّه قرية صغيرة تتنقل خلالها بواسطة الأزرار، إلا أنَّ ذلك الجهاز العجيب لديه جانب آخر شرس قد يغفله البعض، وقد يعاني البعض من أمراض وآلام قد يجهل مصدرها، وقد يكون المسبب الرئيسي لها هو "اللاب توب".
وهنا نلتقي مع طبيب أمراض المخ والأعصاب محمد سعد الدين لمعرفة الأسباب والأمراض الطبيَّة، التي من الممكن أن يتسبب بها "اللاب توب".
متلازمة الجلد المحمَّص: هو مرض جلدي ينتج عن التعرُّض الطَّويل للحرارة، حيث تظهر على فخذي الشَّخص المصاب بقع أشبه بالحرق وتغيُّر في صبغات الجلد، وهناك عدَّة أسباب لظهورها، منها: التعرُّض المتكرر للحرارة نتيجة استخدام "اللاب توب" بشكل مباشر على الفخذين، مما يعمل على ارتفاع درجة الحرارة لفترات طويلة، الأمر الذي يؤدِّي إلى ظهور طفح جلدي أشبه بالحرق.
صداع وأرق وقلَّة نوم: الجلوس لفترات طويلة أمام "اللاب توب" يؤدِّي إلى تسرُّب بعض الإشعاعات الضَّارة، التي من شأنها التَّأثير على العينين، كما تعمل الذَّبذبات على التَّأثير على الدِّماغ، مما قد يسبب ارتفاعاً في ضغط الدَّم، وتشتت الذِّهن، وصداعاً نصفيَّاً، وأرقاً، واكتئاباً في بعض الأوقات.
التهاب مفاصل وآلام أسفل الظَّهر والرَّقبة: عدد كبير من المستخدمين يجلسون بطريقة خاطئة، مما يجعل هناك ضغط كبير على العمود الفقري وفقرات أسفل الظَّهر، الأمر الذي قد يؤثِّر على الحركة، وقد يسبب انزلاقاً غضروفيَّاً أو التواء في الأعصاب، وقد يتطلَّب العلاج تدخُّلاً جراحيَّاً، لذلك يفضَّل دائماً الجلوس في الوضعيَّة الصَّحيحة، وممارسة الرِّياضة من فترة إلى أخرى، والتحرُّك كل ساعة لمدَّة 5 دقائق.
العقم لدى الرِّجال: لا يؤثِّر وضع "اللاب توب" على الفخذين على الجلد فقط، بل قد يؤثِّر أيضاً لدى الرِّجال على المناطق الحسَّاسة، التي تنتج الحيوان المنوي، مما يضعف قدرتها على الإنجاب، لذلك يجب وضع عازل على القدم للوقاية.
فوائد التِّكنولوجيا الحديثة على حياتنا اليوميَّة هائلة، والكثيرون منا لا يمكن أن يتصوَّروا العيش من دون أدوات لدينا، مثل: الهواتف الذكيَّة، والأقراص، وأجهزة الكمبيوتر المكتبيَّة والمحمولة، كما ينفقون المزيد من الوقت على التَّفاعل مع التِّكنولوجيا الحديثة، فظهرت بعض الاضطرابات والمتلازمات النَّادرة أو حتى الغير معروفة سابقاً، ولكنَّ عدداً قليلاً منَّا يعرف بعض النَّصائح والعلاجات، لذلك يجب التَّحذير دائماً من الاستخدام الخاطئ والغير سليم.