علي برني، شاب في الثالثة والعشرين من العمر رياضي ويمارس لعبة كرة القدم ضمن نادي من القسم الثاني.
أصيبت أمّه بقصور كلوي منذ أربعة عشر عامًا، وقد هجرها زوجها منذ أن اشتدّ بها المرض، وبقيت مع أبنائها تعتني بهم وتخدمهم، رغم مرضها المزمن.
ولماّ كبر ابنها علي أحسّ بما تقاسيه أمّه من عناء وهي تقوم بغسيل الكلى يومًا بعد آخر، ولفرط حبّه لأمه وبرّ بها فكّر في منحها إحدى كليتيه ليريحها من عذاب مرضها، ولكنها رفضت رفضًا قاطعًا، اقتراحه لخوفها على ابنها، وكانت تكرّر له أن صحته هو عندها أغلى من روحها هي، وأنها لن تقبل المخاطرة بسلامة فلذة كبدها، ورغم إلحاحه وطمأنته لها بأن الطب تقدم وأنه لا خطر يهدده بمنحه إحدى كليتيه لها، لكنها أصرت على الرفض.
في التلفزيون
وأمام رفضها قرّر ابنها علي دعوتها إلى برنامج «عندي ما نقلّك» في قناة الحوار التّونسي دون أن تعلم من دعاها ولماذا ليترجّاها وهو يبكي أن تقبل منه كليته.
ودار بينهما حوار أبكى كلّ التونسيين الذين شاهدوا البرنامج تأثّرًا وتعاطفًا، فالابن يتوسل لأمه أن تقبل تبرعه لها بإحدى كليتيه وهي ترفض؛ خشية من أن يصيبه أذى من ذلك.
وفي الآخر، وبعد سعي من مقدم البرنامج علاء الشابي إقناع الأم بألا خوفًا على الابن من العملية وأن هناك أطباء أكفاء يجرون كلّ التّحاليل قبل الإقدام على عمليّة زرع الكلى قبلت الأم على مضض، وهي تدعو الله ألا يصيب ابنها بأي مكروه، مكررة أنه شاب صغير وتريد أن تراه عريسًا ومعه أولاده وأنها هي راضية بما كتبه الله لها.
ولكن الابن أصر وألح وهو راغب عن قناعة وحب وطيبة خاطر أن يتبرّع لأمّه بكليته لتعيش بلا ألم وبلا عذاب من عمليات غسيل الكلى التي أرهقتها وأتعبتها منذ 14 عامًا.