تزامناً مع اقتراب موعد اختبارات نهاية العام الدراسي، استبدل طلاب المدارس السعودية، الكبار منهم والصغار، أقلامهم وكتبهم بلعبة spinner التي غزت أيدي معظم الطلاب، وباتت محور أحاديثهم، حتى أصبح الأهل يشتكون من انشغال أبنائهم طوال الوقت بها بدلاً من مذاكرة دروسهم، في حين فرضت عديد من المدارس عقوبات على أي طالب يتم ضبطه وهو يلعب بها، ومصادرة اللعبة الأشهر مؤخراً في الأسواق.
ناصر أحمد طالب، في المرحلة المتوسطة، لا ينكر تعلقه باللعبة التي اشتراها من زميل له في الصف يقوم ببيعها، وقال: "هي موجودة لدى الجميع. نقوم بالتحدي والمراهنة لإثبات مَن الأفضل فيها... أحياناً يكون الرهان للتسلية والمتعة فقط، وأحياناً على علبة مشروب غازي، أو ساندويتش، ويقوم بعض الطلاب بشرائها ومن ثم بيعها لآخرين بأسعار متفاوتة".
أما عبدالرحمن هشام، الطالب في المرحلة الثانوية، فأكد أنه يقضي وقته في المدرسة بالتحدي ومنافسة زملائه لإثبات مَن الأفضل في السيطرة على اللعبة، وقال ضاحكاً: "على الرغم من أن إدارة المدرسة منعت اللعبة، وبدأت في مصادرتها من أي طالب يحضرها معه، ومعاقبته حتى إن لم يكن يلعب بها، إلا أننا لا نهتم بذلك، ونحضرها إلى المدرسة، ونقوم باللعب بها في الخفاء بعيداً عن أعين المدرسين والإدارة".
في حين رأى أحمد مجدي، والد طالب، أن اللعبة باتت "موضة" في هذه الأيام، وحالها سيكون كحال عديد من الموضات السابقة، وقال: "هي ليست أول موضة تنتشر بين الطلاب ولن تكون الأخيرة، فعديد من الألعاب خاصة تلك المرتبطة بالتحدي والمنافسة، تنتشر بين الطلاب، ويتعلَّقون بها لفترة من الزمن، لكنهم سرعان ما يملون منها، ويجدون غيرها". وأضاف: "عندما أحضر ابني الأكبر اللعبة التي اشتراها من أحد زملائه في المدرسة، أُعجب بها إخوته الأصغر سناً، فأحضرت لهم مثلها، لأنني أعلم أن الأمر سيستمر وقتاً قصيراً وسينتهي، خاصة إذا ما اتخذت المدارس إجراءات بمنع الطلاب من الانشغال بها عن دراستهم، فجيل اليوم بطبعه يمل كثيراً، ويتخلى عن أي لعبة بنفس السرعة التي يتعلَّق بها".
وحول ما انتشر عن فائدتها في تهدئة التوتر والقلق، توجَّه موقع "سيدتي نت" بالسؤال لاختصاصية علم النفس سحر صادق، التي قالت: "علمياً لا علاقة لتلك اللعبة بتهدئة التوتر، أو القلق، كل ما في الأمر هو الشعور النفسي الجيد، والرضا عن الذات عند التحكم بدوران اللعبة، والقدرة على تثبيتها، والفوز بالمنافسة، ما يجعل اللاعب يشعر بسعادة الانتصار، وهذا طبيعي في ألعاب التحدي، مهما كانت، ولكن يجب ألا يكون اللعب بها، أو بغيرها على حساب وقت المذاكرة سواء كانت اللعبة مفيدة، أم لا".
ورداً على ما انتشر عن ضررها خاصةً تأثيرها على الذاكرة والأعصاب، وأنها تسبِّب ضعف النظر، قالت صادق: "كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده"، هذه اللعبة لا تختلف كثيراً عن الجوال، فقضاء ساعات طويلة بالنظر إلى الجوال يعتبر أكثر خطورة وضرراً على الكبار والصغار، وكذلك الأمر مع الألعاب الإلكترونية، كل شيء يجب أن يتم التعامل معه بشكل معقول ومقبول، وتكمن المشكلة في المبالغة، وأنصح الأهل بمتابعة أبنائهم في أي لعبة يمارسونها لتفادي خطر المبالغة فيها.
جدير بالذكر، أن لعبة سبينر هي لعبة ثلاثية الأجنحة تقوم بالدوران بشكل محوري حول نفسها، وتتضمن جزء بالوسط مسؤول عن التحكم والمسك، والعديد من المواقع الإلكترونية، ومحلات الألعاب تبيع هذه اللعبة بأسعار تبدأ من 7 ريالات، وحتى 30 ريالاً لتلك التي تحتوي على ضوء.