أصبح إهمال الأزواج لزوجاتهم هذه الأيام موضة وحسب المزاج، فحب زمان أصبح في مهب الريح؛ لأن الملل أصاب قلوب الرجال، وأصبحوا أقل اهتماماً بالمرأة التي اختاروها، هو يهملها أم هي التي تتسبب في إهمال نفسها؟
«في حال إحساسي أن زوجي يهملني أتحدث معه في أسرع وقت ممكن»، تصرف لا تستغني عنه نفين كرم، ربة بيت، لكنه تشترط التنازل من كلا الطرفين، على أن تبدأ هي بالكلام والنقاش؛ لتعرف لماذا أهملها زوجها فقد تكون نسيت بيتها أو نفسها، تتابع: «على كل امرأة أن لا تتكبر وتقول كرامتي؛ حتى لا تخرب بيتها بيدها».
تختلف معها ديما علي، موظفة في مركز تجاري، فهي تفترض أن يتحمل الرجل المسؤولية؛ لأنه لا يُقدّر تعب المرأة، تتابع: «أنا أعمل في المركز منذ الصباح حتى الساعة السادسة أحياناً فتكثر تهديدات زوجي بإخراجي من عملي، الذي يحتاجه لتحسين ظروفنا المادية، فأنا التي بحاجة لمن يهتم بي، وليس الرجل الطماع الذي يريدني بكامل زينتي، وأن أساعده مادياً في الوقت نفسه».
هو متعب!
تتذمر سارة هاني، موظفة في شركة طيران، من كثرة طلبات زوجها، الذي يضع مدى تلبيتها لها في كفة، وعدم إهماله لها في كفة، وتعتبر تهديدها بالطلاق استغلالاً، فيما تستدل أنيسة أحمد، موظفة، بأن الرجل يهمل زوجته حينما يبدأ في البحث عن أخرى تستدرك: «مشكلة الزوج أن عنده وقتاً لكل شيء، لنومه وعمله وسهره مع أصحابه وزيارة بيت أهله وأكله، لكنه يرجع آخر الليل يريد أن يرى كل شيء جاهزاً، وإذا قالت زوجته «تعبانة» يقلب الدنيا ويحتج ويقول: «أنت بماذا مشغولة طوال اليوم؟»
ليس مشغولاً
المشكلة الحقيقية، كما تراها هدى خليفة أحمد، ربة بيت، في أن الزوج أغلب الأحيان لا يشعر بوجود الزوجة إلا عند احتياجه إليها كأنثى، ومشكلتها مع زوجها، كما تقول، غيابه الطويل عن البيت، فهو يعود من العمل ويتناول طعام الغداء، وينام ويشرب الشاي ويفتح «اللاب توب»، وبعد ساعات يخرج للقهوة ثم يعود إلى البيت ليجلس أمام اللاب توب.
تتابع هدى: « إذا قلت له الولد مريض هل يمكننا الذهاب إلى الدكتور، يصرخ منتفضاً: «بعدين». ولا أستبعد أنه يفكر في امرأة ثانية».
فيما تستبعد غدير عبد الله، وجود زواج ناجح إلا على حساب كرامة الزوجة، تتابع غدير: «تزوجت منذ ثلاث سنوات، وخلالها كان زوجي مشغولاً جداً دائماً، ، فهو يوم الجمعة نكد ونائم، يذهب لأصحابه، ثم أهله، فتركته ورجعت لبيت أهلي ».
إسراء عبد الرحمن، في قسم التمريض، هي الأخرى تصف زوجها بالعنيد والنكدي، يهملها معظم الأيام وليس بالساعات، فإذا غضب، يظل على حاله أياماً وأياماً، حتى تذهب هي وتعتذر له، تتابع إسراء: «لا يبالي بي أبداً، وإن لمسته يبتعد عني، بعد أن كان، يتمنى أن ألمس يده حتى أنه لا يقبلني إلا خلال الممارسة الحميمية، التي يطول انتظارها شهوراً عدة؛ فأنا المهملة وغير المرغوب بها».
الأزواج.. عليها يقع الإرضاء
كل الرجال يتحدثون عن المؤسسة التي يسعون لإنجاحها، وتربية الأولاد تربية صالحة، وهذه الحالة المكافحة، هي التي يلتزم بها محمد المغني، موظف حكومي، الذي يتابع: «هناك نوع الرجل فيه يرى الزوجة جزءاً من حياته، والأولاد قد يكفيهم المال، ولكن هذا الحال على المدى البعيد يؤثر على الزوجة، وتهمل نفسها وجمالها وجاذبيتها، وتكون النتيجة أن يبحث عن غيرها خارج البيت، والسبب هي!».
إهمالها أولا بواجبات الزوج، هو سبب إهماله هو، برأي يوسف عبد السلام، موظف في وزارة، الذي يطلق تنبيهاً يشبه النفير للزوجات: «على كل زوجة الانتباه؛ فإهمال الزوج خط أحمر؛ لأنه يمس الرجل برجولته»
يوافقه الرأي عبد العزيز محمود، تجارة حرة، وهو الآخر يطلق ليس نفيراً بل تهديداً ويقول: «قبل أن تفكر في إهمال زوجها لابد أن تعرف أن مصيرها الرجوع إلى دار أبيها»
تقربي مني!
بعض الرجال ينطبق عليهم المثل القائل: «احترنا يا قرعة من وين بدنا نمشطك»، فزوجة سالم حسن، طبيب في مركز صحي، لا تهتم به بقدر اهتمامها بنفسها، يتابع: «لا أغضب عندما تذهب إلى النادي الرياضي، لكن الزوج له متطلباته واحتياجاته، ولا يعني أنه أعطاها الحرية أن تبتعد عنه».
وبرأي سالم بدر موظف، أن بعض الزوجات يستفززن الرجل، ويستبعد تماماً، أن تكون القساوة من الرجل، ويتابع: «عن تجربتي لا أحب أن تتذمر زوجتي، فالشكوى الكثيرة وخاصة من الأولاد دائماً تأتي في حالات انشغال الزوج، وهنا يفترض عليها التقرب منه من خلال التعرف على مشاكله».
ولأن عمر فرحات، موظف في أبو ظبي، ويسكن في الفجيرة، فهو يقضي وقته على الطريق، وينادي: «ياناس، ليس هناك وقت للزوجة أبداً، فكله عمل ونوم وسفر على الطرقات، والإهمال عادي؛ فالرجل والمرأة منفصلان، وتقول: زوجي يهملني! هذه ليست الحقيقة والرجل هو المظلوم».
حمل الكاتب الإماراتي، أحمد إبراهيم، الرجل السبب في الإهمال، مستنداً إلى نظرية أن تكون المرأة جاهلة وغافلة عن مطالبه؛ لأنه لم يسألها؟ ويتابع: «الرجل الإماراتي يدرك ما تحتاجه زوجته، إلا أنه مقصر في ذلك كثيراً، حيث تجده معظم الوقت خارج المنزل، وكأن البيت فندق للأكل والنوم؟ والنتيجة أنه هو الذي يتحمل نتائج الإهمال وإن كانت الزوجة تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية أيضاً».
هو الملام!
جاسم محمد مكي، رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم رأس الخيمة، يضع اللوم على الرجل الذي لا يحاول فهم زوجته، يتابع: «أغلب النساء يشتكين من غياب الزوج عن البيت لساعات طويلة، وهذا قمة الإهمال، إحدى النسوة لجأت إلينا وهي متزوجة من رجل يترك البيت لساعات طويلة، وببساطة قالت: «ما يلزمني»!