مرحبا خالة حنان،
أنا إنسانة واعية ومثقفة أنهيت دراستي العليا وبدأت حياتي العملية باختصاص مرموق، وتزوجت في عمر الـ30 بعد أن تقدم لي العديد، واخترت زوجي بعقلي وتنازلت عن الماديات وغلاء المهور، فهو طبيب ومن عائلة محترمة وأحبني وأحببته وتحملت ظروف حياته الصعبة في أول ثلاث سنوات، من اختصاص وعمل طويل وغياب ثم التحق بالجيش وحدثت الحرب، وافترقنا ولم أعد أستطيع العيش في مدينة وحيدة مع طفلين بعيدًا عن مدينته التي يخدم فيها، فبموافقة منه تركت البلد مع الطفلين، وسافرت لأهلي في بلد خليجي كي أؤمن حياة آمنة وكريمة لأولادي برضا وترحيب منه، ولكن بعد فترة بدأ يشعر بالوحدة وأصر أن نعود له، أنا رفضت خوفًا على أولادي من خطر الحرب، فبدون علم مني تزوج فتاة من نفس البلدة، وأنجب منها مع العلم أننا كنا نتواصل باستمرار لمدة 3 سنوات ولم يخبرني، لم أعلم بالموضوع إلا بعد أن تمت مهاجمة بلدته وهرب مع زوجته وابنه واختفوا، وبدأت أسأل عنه فاخبروني أنه خرج من البلدة مع زوجته وابنه، صدمت وجننت وبكيت وفقدت الإحساس بالحياة، لا أعرف كيف أتصرف إلا أن أطلب الطلاق وبعد فترة طلقني بعد إصرار مني، هو الآن في أوروبا معها، وهي حامل بالولد الثاني ويكمل حياته وبالرغم أنه متمسك بنا ويحاول أن يقنعني أن أعيش مع ضرة ولن تزعجني، ولكني لا أتقبل هذه الفكرة أبدًا، أشعر أنها دمرت حياتي، سأتمسك بأولادي، ولكني أشعر بغصة لعدم وجود أبيهم، وعدم وجود الاستقرار في حياتنا. ماذا أفعل عزيزتي؟
(تانيا)
الحل من خالة حنان:
1 ما ذا أقول لك يا بنتي وأنت في هذا الوضع البائس؟
2 لكن يجب أن نتصارح أنه لا يمكن أن نحمل زوجك كل التبعات، ونضعك في موقع المظلومة التي غرر بها زوجها وتزوج عليها.
3 أنت وهو من الضحايا وهم ملايين يتشردون وتتحطم حياتهم العائلية بسبب الحروب والكوارث والتهجير.
4 أنت أصررت على البقاء في بلد آخر بعيدًا عنه، فماذا تتوقعين؟ فهو لم يخبرك بزواجه خوفًا أو خجلاً، لكن النتيجة الواقعية هي أنه لم يستطع أن يعيش من دون حياة زوجية.
5 هذه هي الحقيقة المرة، وقد حدثت ولا مهرب منها، ومن الضروري ألا تستمري في اجترار الماضي وتحرمي نفسك وأبناءك من حياة معقولة يمكن أن تبدأ من جديد وبأمل بمستقبل أكثر رأفة بكم.
6 أمامك الآن احتمال أول لهذا المستقبل: فإما رضاك بمشاركته الحياة مع الزوجة الجديدة، فهناك نساء تقبل مثل هذا الوضع على مضض، وهناك نساء لا يمكن أن تتحمل ذلك مهما كان حجم الحرمان، وإما الاحتمال الثاني وهو اختيار أمومتك لتعيشي حياتك بهدوء، أو احتمال ثالث أطرحه أمامك كسؤال: هل يمكن أن تفكري بالارتباط برجل آخر؟
7 واجهي الواقع بجرأة رغم المرارة فمن هنا يبدأ الحل، فكري واستفتي قلبك واستخيري الله بأمرك ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، المهم، لا تعيشي في الماضي فتخسري حاضرك وآفاق المستقبل، أتمنى لك كل الخير وتأكدي أن الخير سيكون فيما يختاره الله لك، فتوكلي عليه واسعي في مساعدة نفسك وإسعاد أبنائك.
وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص khala.hanan@sayidaty. net
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة
يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.