من مبدأ نشر الخير والإخاء الإنساني، قرَّر فريق مجلة «سيدتي» المشاركة إعلاميًا وتطوعيًا في مشروع «أرزاق رمضان ١٤٣٨هـ»، الذي تنظمه الجمعيَّة الخيرية لرعاية أيتام الطائف بجدَّة، في موسمه الرابع عشر، من خلال حملة «بادر بالخير»، التي تنظمها المجلة لشهر رمضان هذا العام. وخلال ثلاثة الأيام التي قضاها فريق «سيدتي»، في مقر «كهاتين» التابع للجمعية الخيرية لرعاية أيتام الطائف، أخذ على عاتقه تسليط الضوء على المبادرات الخيريَّة الحقيقيَّة، والكشف عن كواليسها؛ حيث تقدِّم الجمعيَّة دعمًا ماديًا بالدرجة الأولى، وتوفير السكن الآمن لبعض الأسر، بشراء المنازل لهم وإلحاق الأبناء بالمدارس للتعليم مهما كانت أعمارهم، وتوفير بعض الأنشطة الترفيهيَّة والتعليميَّة والتطويريَّة لهم، بالإضافة لكسوة العيد والسلال الغذائيَّة الرمضانيَّة، وبيّنت مسئولة مكتب الجمعية في جدَّة «حنان النويصر» كيفيَّة الدعم قائلة: نقدم لكل أسرة ٥٠٠ ريال لليتيم الواحد؛ فالأسرة التي تؤوي ١٠ أيتام، نصرف لهم ٥٠٠٠ ريال شهريًا، لكن مع الوقت شعرنا بأنَّ ذلك المبلغ لا يكفي؛ فقرَّرنا صرف ٤٠٠ ريال إضافيَّة للأسرة ككل، كدعم كفالة، هذا علاوة على المساعدات التي نتبناها، من سكن وتعليم وتأثيث منازل وكسوة عيد وأرزاق رمضانيَّة، وربما تتساءلون، هل تجوز على أيتام جمعيتنا الزكاة، سأقول لكم نعم؛ لأنَّهم ليسوا مجرد أيتام؛ بل فقراء ومساكين أيضًا؛ فبعض الأسر أثناء زيارتنا للمناطق، تتجاوز نسبة الفقر لديهم الـ٨٠٪، وهم من أبناء الوطن، وهذا مؤلم جدًا.
وأوضحت النويصر بأنَّهم يقيمون نشاطات سنويَّة تمثل لهم الدخل الأساسي كمهرجان أيتامنا، ويعتبر المهرجان الأضخم في جدَّة؛ حيث يستقطب ١٣٠ ألف شخص، ويتضمن برامج ترفيهيَّة للعائلات، وتشارك فيه أكبر المؤسسات الحكوميَّة والخاصة؛ ليذهب ريعه للمشاريع الخيريَّة التي سبق ذكرها، بالإضافة لمشروع «أرزاق رمضان»، الذي يقدِّم بعض السلال للبيع؛ ليشتريها البعض ويقدِّمها للأسر المحتاجة التي يعرفها، ويذهب ريع البيع لمستحقي الجمعيَّة؛ مؤكدة أنَّه رغم المبالغ التي تأتي من هذه المشاريع، التي تتجاوز أحيانًا المليون ونصف المليون، إلا أنَّها لا تغطي احتياجات الأيتام كاملة لتوفر لهم حياة كريمة تليق بالمواطن السعودي داخل وطنه.
وعن «أرزاق رمضان» تابعت قائلة: كل عام نقدِّم ٦٠٠٠ سلة غذائيَّة تحتوي على ٢٣ صنفًا غذائيًا من أجود العلامات التجاريَّة، توزع على أغلب مناطق المملكة ولا نقتصر على الطائف، وتلك السلال تقسم ما بين خيري وبيعي، ٤٠٠٠ سلة تذهب إلى جهات رسميَّة في المناطق، كجمعيات البر ومركز الملك عبدالله لغسيل الكلى، ومراكز نقص المناعة ومعاهد الأمل، ولا نسلمها لأفراد أو أسر بعينها؛ فهذا ما تتولاه الجهات التي نرسل لها السلال، أما السلال البيعيَّة؛ فوضعها مختلف؛ فنحن نبيعها لمحبي الخير ليقوموا هم بتوزيعها لمن يعرفونه من المحتاجين، ويذهب ما يتم جنيه من تلك السلال كمصروفات للمواد الغذائيَّة؛ خصوصًا أنَّ شركات المأكولات ليست كلها تقدِّم منتجاتها مجانًا فنضطر للشراء، وباقي المبلغ يذهب لدعم أيتامنا.
والتقت «سيدتي» بعدد من المتطوعات في هذا المشروع، اللاتي كن ما بين المرحلة المتوسطة إلى الجامعيَّة، واللاتي كان عددهن قليلاً؛ مقارنة مع السنوات الماضية بسبب تقديم موعد الاختبارات.