حقيقة الصيام.. هل فُرض للإحساس بالفقراء فقط؟

د.محمد السقاف
د.أحمد عمارة
الصوم الحقيقي لايشعرك بالتعب والجوع
فرض الصوم لإعادة شحن أرواحنا
5 صور

جاء طفلٌ لأبيه يوماً وسأله: لماذا نصوم يا أبي؟ فرد عليه: لنشعر بجوع الفقراء والمساكين، فقرَّر الطفل صيام شهر رمضان وبعد ثالث يوم، توقف وقال لأبيه بضجر: ألا يكفي أن نشعر بهم أياماً قليلة، لقد فهمت إحساسهم بالجوع وسأمد يد العون لهم، لكن لن أستمر في الصيام.
موقف هذا الطفل كموقف كثيرين: لماذا فُرض علينا الصوم؟ هل فعلاً كما قال الأب وكل الآباء والمعلمين غيره؟ أم أنَّ هناك سبباً آخر يخصنا نحن وهو الأهم ليُفرض من أجله الصيام، لا في الإسلام فقط، بل في كل الديانات.


الصوم إعادة شحن للروح
يقول الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسيَّة والطاقة الحيويَّة، أنَّ الإنسان عبارة عن جسد تسكنه نفس مشحونة بروح، وتلك الروح، كما نعلم هي نفخة من رَوح الله، وطوال العام يكون الإنسان مجاهداً في معترك الحياة وربما يُجهد نفسياً وجسدياً وفكرياً، وهنا يبدأ شحن الروح بالتضاؤل حتى يصبح الإنسان كائناً بلا روح، كما يقال، منهكاً متعباً مليئاً بالأفكار والطاقات السلبيَّة، وما أن يأتي الصيام حتى يكون فرصة لإعادة شحن النفس الإنسانيَّة بروحها من جديد، من خلال الاتصال بالمصدر، وهو الله.


الصيام خطة انسجام ما بين الروح والعقل والجسد
وتحدثت «سيدتي» مع الدكتور محمد السقاف، طبيب واستشاري في الطاقة، الذي نصح باستشعار جوهر العبادات وجوهر رمضان، مفسراً ذلك قائلاً: الجسد يحتاج للأكل والشرب كغذاء، ويستهلك في ذلك طاقات ذات ذبذبات عالية، كذلك النفس تحتاج إلى طاقات كونيَّة ذات ترددات لطيفة، ولتستفيد النفس من هذه الطاقات يجب أن تكون المعدة والجسم في حالة سكون حتى تبدأ تلك الترددات بالتغلغل كطاقات كونيَّة داخل النفس لتغذي الروح، بعدها سيشعر الإنسان بطاقة عالية جداً من دون الشعور بالجوع أو العطش أو التعب، وذلك بسبب الانسجام ما بين العقل والجسد والروح.


ويواصل: كثير من الأشخاص يتسابقون بكثرة قراءة القرآن والصلاة كمظاهر من دون استشعار معاني تلك السلوكيات وطاقاتها والرسائل التي تكمن حولها، فالصلاة الحركيَّة من دون عمق ولا خشوع مجردة من التجليات التي تحصل للإنسان الذي تسمو روحه ليجد البشارات والرسائل الإلهيَّة، وتُفتح له أبواب المعاني والذوق الوجداني، فهنا في هذا الشعور والوعي يكمن رمضان الحقيقي.