يطل علينا يومياً برنامج «رامز تحت الأرض»، الذي نشاهد فيه تنفيذ مقلب في أحد الضيوف، حيث يقع في بركة من الرمال المتحركة، ويُخيل له أنَّه سوف يغرق فيها، وينتاب بعضهم حالة من الرعب والزعر نتيجة الخوف من الغرق في تلك الرمال. فما هي حقيقة الغرق في الرمال المتحرِّكة؟ وهل يمكن أن تبتلع الإنسان حقاً حتى الموت؟ ولماذا يصعب الخروج منها؟
«سيدتي» تُقدِّم لكم الإجابة على هذه التساؤلات من خلال التحقيق التالي:
من ماذا تتكون الرمال المتحرِّكة؟
الرمال المتحرِّكة تتكون من مزيج مشبع بالماء من الرمال أو الطمي أو الملح، وتوجد في أغلب الأحيان في أودية الأنهار، تبدو التربة صلبة من بعيد، لكن الرمال تبدأ بالتفكك بمجرد أن يطأها أحد، ثم تنفصل الرمال عن المياة تاركة طبقة رميلة مشبعة بالمياة يمكن أن يعلق بها الإنسان، حيث يقل الاحتكاك بين حبيبات الرمل فتفقد القدرة على تحمل وزن من يعلق بها، فيغوص بها في بادئ الأمر، لذلك إذاحاول المرء تخليص نفسه ممكن أن يغوص فيها أكثر، لكن هل تبتعله بالكامل؟
هل من الممكن أن تبتلع الرمال المتحرِّكة الإنسان بالكامل؟
بحسب موقع BBC future فإنَّ أحد العلماء ويدعى دانييل بون أعاد تصنيع رمال متحركة في المعمل ووضع فوقها حبيبات من الألمنيوم موصلة ببعضها لها نفس كثافة الشخص العادي فكانت تغوص في البداية، لكن مع امتزاج الرمال بالمياة تدريجياً عادت حبيبات الألمنيوم وطفت على السطح، ثمَّ وضع أشياء مختلفة معدة معملياً فوق هذه الرمال فكانت تغوص إذا كانت كثافتها تحاكي كثافة الشخص العادي، لكنَّها لم تصل أبداً إلى حد الغوص الكامل، بل إلى المنتصف فقط.
إذن لماذا يلاقي بعض من يقع في الرمال المتحرِّكة حتفه؟
حتى وإن كانت الرمال المتحرِّكة لا تواصل سحب جسد الإنسان، وحتى وإن كانت محاولة المرء العالق تحرير نفسه منها لا تؤدي إلى أن يغرق فيها أكثر، لكن يتوجب الحذر فالرمال المتحركة يمكن أن تكون خطيرة بحق ويمكن أن يلقى المرء حتفه في حال اجتاحه تيار مدٍ عالٍ وهو عالق فيها، وذلك إذا لم ينجح في تحرير نفسه منها في الوقت المناسب.
هل يمكن أن يحرِّر الإنسان نفسه منها؟
أشارت الدِّراسات التي أجرها بون إلى أنَّ تحرير الإنسان نفسه من دون أي مساعدات خارجيَّة يحتاج إلى قوة هائلة قُدرت بأن تحريك قدم واحدة غارقة في الرمال المتحركة تحتاج قوة مقدارها 100 نيوتن، وهو ما يعادل القوة اللازمة لرفع سيارة متوسطة الحجم.
لكن إذا وجد الإنسان نفسه وقد زلت قدمه ووقع في رمال متحرِّكة مشبعة بالمياة وألتصق فيها من دون أن يغرق، فيجب أن يحرِّك ويهز ساقه قليلاً حتى يدفع المياه إلى الإمتزاج بالرمل المحيط بقدمه حتى تتفكك التربة الرمليَّة مرَّة أخرى، ومن الضروري أن يبقى هادئاً، ويحاول أن يستلقي على ظهره مع فرد أطرافه حتى يتوزَّع وزنه بشكل أكثر توازناً، وينتظر حتى يطفو جسده مرَّة أخرى على السطح.