ي قصتين منفصلتين جرت أحداثهما في الرياض، لم يدم اختفاء طفلة مصابة بالتوحد ومسنة مصابة بالزهايمر، رغم ظروفهما الصحية، سوى ساعات، حتى كانا بمساعدة الشرطة ومواقع التواصل الاجتماعي من جديد في أحضان أسرتيهما.
"سيِّدتي" تستعرض تفاصيل حصرية عن القصتين من خلال التقرير التالي:
طفلة التوحد
أثبتت قنوات التواصل الاجتماعي أنها باتت الوسيلة الأسرع والأوسع انتشاراً والأكثر لجوءاً من ذوي المفقودين لمساعدتهم مع الجهات الرسمية في البحث والتحري، إذ عثر المواطن صالح الجميعة، الذي كان في زيارة لوالدته في حي السويدي في الرياض، وتناول وجبة الإفطار معها، على طفلة يمنية تائهة ما بين الخامسة والسابعة من العمر بالقرب من أحد المساجد بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح، وكان يعتقد بداية، وكما يقول لـ"سيِّدتي"، أن والدة الطفلة لا تزال في المسجد لأداء الصلاة، بينما تسللت هي إلى الخارج، ولكن بعد ساعات من الانتظار دون جدوى، وفي ظل عدم قدرة الفتاة على التحدث ومعرفة أي معلومات عنها للاستدلال على ذويها، لم يكن أمامه سوى نشر صورها على مواقع التواصل مذيلة برقم هاتفه، إضافة إلى الاتصال بالشرطة لتسليم الفتاة لها، وأضاف: وبعد ساعات قليلة تلقيت بعدها اتصالاً هاتفياً من مشرفات في مركز للتوحد أكدن من خلاله تعرفهن على الفتاة، التي تتلقى العلاج والرعاية في المركز، وقمن بالتواصل مع والد الفتاة، الذي حضر لاستلام ابنته، التي تبين لاحقاً أنها تقيم مع والدها بعد انفصاله عن والدتها.
مريضة الزهايمر
القصة الثانية لمسنة سعودية في الرابعة والثمانين من عمرها مصابة بالزهايمر، حيث عادت إلى أحضان أسرتها بعد أقل من 24 ساعة من إبلاغ الجهات الرسمية باختفائها من منزل ابنتها في حي ظاهرة لبن في الرياض، وبمجرد نشر صورة لها على قنوات التواصل، تلقت الأسرة اتصالاً من جمعية الزهايمر، التي حصلت على مواصفات السيدة المسنة، ولم تمضِ 10 دقائق إلا وتم نشر خبر عن اختفائها ومواصفاتها في معظم المواقع الإخبارية ومواقع التواصل.
وعن تفاصيل اختفاء وعودة السيدة، يقول حفيدها صالح العيدان في تصريح لـ"سيِّدتي": استغلت جدتي وجود مفاتيح المنزل على الباب الخارجي، وتمكنت من الخروج دون أن يشعر بها أحد، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً افتقدت والدتي وجود جدتي في المنزل بعد البحث عنها، وعلى الفور قامت بإيقاظنا للبحث عنها، خاصة أن جدتي مسنة ومصابة بالزهايمر، لذا كانت والدتي في حالة من القلق والتوتر لا تحسد عليها، أما نحن فخرجنا للبحث عن جدتي بواسطة 3 سيارات، وقمنا بتمشيط الحي لساعات دون أن نجد لها أي أثر، ولم يكن أمامنا سوى اللجوء إلى مركز الشرطة وتقديم بلاغ رسمي عن اختفائها، بالإضافة إلى نشر صور لها عبر مواقع التواصل مع أرقام للتواصل بنا.
وبعد ساعات من البحث والانتظار والقلق على مصير جدتنا والخوف من أن يكون قد أصابها مكروه، تلقيت اتصالاً من مركز الشرطة يفيد بوجود سيدة مسنة في القسم، وطُلب مني الحضور للتعرف عليها بناء على بلاغي السابق، وعلى الفور، توجهت لقسم الشرطة، وكم كانت فرحتي كبيرة عندما التقيت بجدتي من جديد، وكانت بصحة جيدة، والتي حضرت إلى قسم الشرطة برفقة سائق ليموزين تنقل بها من مكان لآخر دون أن تتعرف على وجهتها المطلوبة، وعندما طلب منها النزول من السيارة ودفع الأجرة، أخبرته بأنها لا تملك مالاً، فاصطحبها إلى قسم شرطة الشميسي.
ويضيف صالح: على ما يبدو أن جدتي تنقلت مع أكثر من ليموزين حتى وصلت إلى منطقة قصر الحكم، وكانت تقدم للسائقين الحلي الذهبية، التي كانت ترتديها، كأجر لهم إلى أن نفذ ما معها من حلي ذهبية، مما أجبر سائق الليموزين الأخير على اصطحابها لقسم الشرطة.