9 لوحات رائعة غير مكتملة

لوحة معاهدة باريس

بعض الأعمال واللوحات الفنيَّة غير المكتملة تشكِّل لغزًا محيِّرًا للكثيرين، بدءًا من سبب عدم الانتهاء؛ فهل منع أحد الفنَّان من إكمالها أو أنَّ الموت حال بينه وبين ريشته؟ وهل كانت هناك ظروف أخرى خارج سيطرته كنقص المال أو التعرُّض للحروب أو أنَّه تعمَّد ذلك؟
يبدو أن وراء كل صورة تكمن قصة، فما قصة هذه اللوحات التسع، وماذا ينقصها وماهي قيمتها بحسب ما أفادنا به الفنَّان التَّشكيلي سعد السداوي؟.


 فيكتوري بوجي ووجي

أحد أعمال الفنَّان الهولندي بييت موندريان، ولم يتم الانتهاء من تلك اللوحة بسبب وفاة موندريان المؤسفة بعد إصابته بالالتهاب الرِّئوي في عام 1944، وبالنَّظر إلى الصُّورة من كثب، يمكننا أن نرى أنَّ خطوطًا أكثر جرأة تمَّ استبدالها بمربعات أصغر حجمًا وأكثر حيويَّة من الشَّريط اللاصق عند تطوير اللوحة، التي تعتبر من ممتلكات الدَّولة الهولنديَّة، وتوجد في مؤسسة الفنون الوطنية «ستيكتينغ ناتيونال فوندز كونستبيزيت».
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
لوحة تجريديَّة قد لا يبدو تماماً إن كانت انتهت أم لا، فالتجريدي لا حدود له في النِّهاية أو البداية.

 جيمس هنتر الأسود

إحدى لوحات البورتريه للفنَّانة الأميركيَّة أليس النيل، التي جسَّدت خلالها رجلًا أسود يدعى جيمس هنتر، حيث كانت أليس تطلب أن تخرج إلى الطَّريق، ثمَّ تطلب من النَّاس أن يسمحوا لها برسمهم، ولكن ما حدث مع جيمس أنَّه وافق على الجلسة الأولى، ولكنَّه تخلَّف عن الجلسة الثَّانية، ولا أحد يعلم ما حلَّ به؛ لذلك يظل ذلك اللغز المحيِّر يشغل الكثيرين.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
على الرغم من أنَّ الموديل لم يكن متوفِّراً في الجلسة التَّالية، إلا أنَّه كان من الممكن إكمال اللوحة، ولكن عدم إكمالها يدل على حالة غيابه، وأمه جزء من العمل، ما يعطي نوعاً من التلقائيَّة للعمل، ويسمح لخيال المشاهد بالانطلاق.

مادونا ذات الرَّقبة الطَّويلة

معروفة أيضًا باسم مادونا والطِّفل مع الملائكة والقديس، وهي لوحة زيتيَّة قام برسمها الفنَّان الإيطالي بارميجيانينو، واللوحة تصوِّر مريم العذراء جالسة على قاعدة عالية في الجلباب الفاخر، تحمل طفلًا كبيرًا في حضنها، وبجانبها ستة ملائكة مزدحمة، ورسمت اللوحة على مدار خمسة أعوام ما بين 1535 و1540، ولكن بسبب إصابة الفنَّان بالحمى، لم يتم إكمال اللوحة.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
تبدو اللوحة وكأنَّها مكتملة، وهي فعلاً كذلك، إلا إذا اعتبرنا بساطة الخلفية نوعاً من عدم الاكتمال، لكن في الوقت نفسه يمكن اعتبارها لوحة مكتملة؛ لأنَّ العديد من الفنَّانين يبسطون اللوحة للتَّركيز على الخلفية.

 صورة لجورج واشنطن

قام برسمها الرَّسام الأميركي كلبرت تشارلز ستيوارت، الذي يعتبر من أوائل الرَّسامين الأميركان بعد تأسيس دولة الولايات المتحدة في سنة 1776، وقد بدأ برسم هذه اللوحة في سنة 1796، ولم ينتهِ منها أبدًا، واللوحة عبارة عن بورتريه لأوَّل رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن، فبعد أن كانت اللوحة الأولى لجورج واشنطن في عام 1795 ناجحة، طلبت زوجة جورج مارثا من ستيوارت رسم صورة أخرى له في عام 1796، ولكنَّها لم تكتمل، ويرجع ذلك إلى أنَّ واشنطن حصل على أسنان جديدة كانت مصنوعة من المعدن والعاج والبقر، والأسنان البشرية تسببت في ظهور جراحة لتشويه وجهه، ولعلَّ ذلك ما جعله لم يكمل العمل.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
هي لوحة سيئة وغير مكتملة، حيث أنَّ هناك العديد من اللوحات قد يكون النقصان فيها نوعاً من الجمال، أما هنا فهي عبارة عن بقعة لونيَّة غير مكتملة.

شفرة العداء

أوسكار بيستوريوس هو عداء سباقات جنوب أفريقيا، وهو أول عداء مبتور السَّاقين يشارك في الألعاب الأولمبيَّة، وقد فاز بست ميداليات ذهبيَّة في الباراليمبية، وللاحتفال به، تمَّ تكليف الفنَّانة الروسية ناتالي هولاند برسم عدَّة صور لبيستوريوس، وهذه هي الصورة الثَّالثة له، ولكن لم يتم إكمالها؛ بسبب انتشار خبر أن بيستوريوس أطلق النَّار على صديقته ريفا ستينكامب وقتلها، فأصبحت الفنَّانة غير قادرة نفسيًَّا على تقبُّل إكمال اللوحة.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
لوحه عاديَّة، والخطوط فيها تلعب دوراً رئيسيَّاً للتكوين العام لفراغ اللوحة والتَّشكيل مع بياض الخلفيَّة.

صورة لفرانكلين روزفلت

شغل فرانكلين روزفلت منصب الرَّئيس الثَّاني والثَّلاثين للولايات المتحدة من عام 1933 حتى وفاته في عام 1945، رغم أنَّ الفنَّانة إليزابيث شوماتوف لم تكن تريد أن ترسم فرانكلين روزفلت في البداية، فإنَّه أصر على ذلك، وسبب عدم استكمال الصُّورة أنَّ روزفلت في أثناء الرَّسم اشتكى من صداع، ثمَّ فقد الوعي، وقد تعرَّض لسكتة دماغيَّة، وتوفي في وقت لاحق من ذلك اليوم.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
رغم أنَّ اللوحة تبدو ناقصة، إلا أنَّها مكتملة تماماً من النَّاحية الفنيَّة، كما أن عدم إكمال الخلفيَّة وباقي الجسم يعدّ من الأساليب الفنيَّة الراقية المعترف بها فنياً.

 ذي إنتومبنت

من أعمال الفنَّان الإيطالي مايكل أنجلو، وهي قطعة لم تنتهِ تصوِّر جسد يسوع، توضع داخل قبره بعد الصَّلب، اللوحة محاطة بالسِّر، فليس هناك توقيع على القطعة، وهناك عدَّة شخصيات مفقودة داخل اللوحة لم يتم استكمالها.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
هي لوحة غير مكتملة العناصر كرسم، وناقصة التلوين، لكنَّ التكوين العام لعناصر الشخصيَّات ناجح، وهي لوحة متَّزنة الكتل والفراغات.

لوحة تحول الطَّريق

كان يخشى الفنَّان في أثناء رسم تلك اللوحة أن يضع بعض اللمسات، التي من شأنها أن تدمِّر اللوحة؛ لذلك نجد أنَّ في ذلك العمل العديد من الأجزاء غير المكتملة، ولكن البعض الآخر لا يقبل تلك الفرضيَّة، ويرى أنَّ هذا كان غير مقصود، وأنَّ ضعف البصر أدَّى به إلى تفويت أجزاء من الصُّورة، ولكن رغم ذلك، ما زالت الصُّورة عملًا فنيًّا رائعًا، وقد قام برسمها الفنَّان الفرنسي بول سيزان.
ماذا ينقصها؟.
رأي الفنَّان:
مع أنَّها لم تكتمل، إلا أنَّ اللوحة تبدو كعمل تجريدي ناجح مع معالجات لونيَّة لدرجات الرمادي والأزرق.


 لوحة معاهدة باريس

في 3 من سبتمبر عام 1783، انتهت الحرب الثوريَّة الأميركيَّة، وتمَّ تحديد معاهدة بين بريطانيا العظمى والدُّول التي تدعم القضيَّة الأميركيَّة، وحددت المعاهدة الحدود بين الإمبراطوريَّة البريطانيَّة والولايات المتَّحدة، وتخليدًا لتلك اللحظة التاريخيَّة، تمَّ تكليف الفنَّان التَّاريخي الشَّهير بنجامين ويست برسم صورة تصوِّر المناسبة، ولكن لسبب ما لم تكتمل الصُّورة، التي ظهر فيها كلٌّ من: جون جاي، وجون آدامز، وبنيامين فرانكلين، وهنري لورينز، ويرجع سبب عدم اكتمالها إلى أنَّ الوفد البريطاني شعر بالخزي من الهزيمة، فعارضها، ولم تكتمل اللوحة أبدًا.
ماذا ينقصها؟
رأي الفنَّان:
يرى الفنَّان سعد السداوي أن اللوحة تعبِّر اللوحة عن رأي سياسي صارخ وكأنَّ الرسَّام عبَّر عن الوفد البريطاني ببقعة جوفاء دون ملامح.