في كل عام يزورنا شهر رمضان الكريم، ويحمل في طياته الخير والمحبة والصفاء للمسلمين، والأهم من ذلك أنه يحمل المغفرة والرحمة، والفرصة للعتق من النار، وفي الثلث الأخير من شهر رمضان تتضاعف الحسنات وتتعدد المناسبات، وجعل الله تبارك وتعالى فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وهي إحدى ليالي الوتر من الليالي العشر الأخيرة، ومن هنا كان لزامًا على الأمهات الاهتمام والحرص على مساعدة أطفالهن، وتهيئتهم لاستقبال ليلة القدر، والمشاركة في إحيائها؛ بالصلاة والدعاء، وغير ذلك من أعمال الخير، ولكن كيف يمكن شرح معنى وفضل ليلة القدر للأطفال بطريقة سهلة تجذب انتباهم لعظم وأهمية هذه الليلة؟
«سيدتي» تواصلت مع المستشار الأسري والتربوي وخبير التدريب، الدكتور شاكر الحكير الثقفي؛ حتى يجيب عن الأسئلة التالية:
بداية أوضح الدكتور «الثقفي» أن فضل ليلة القدر يكمن في أن القرآن الكريم أُنزل فيها، ومن ثم نزل منجمًا على الرسول، صلى الله عليه وسلم، حسب الأحداث خلال 23 سنة، قال تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر»، كذلك من فضلها أن العمل الصالح فيها يعدل العمل في 83 سنة و4 أشهر «خَيرٌ من ألف شهر»، وأيضًا فيها يقدر ما للخلائق خلال العام.
• كيف تشرح الأم لطفلها فضل ليلة القدر؟
يؤكد الدكتور شاكر أن الأم يجب أن توضح لأطفالها أن ليلة القدر، كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، في أيام الوتر من الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، أما شرحها لهم عن عظم فضلها؛ فيجب أن يكون مبسطًا وعلى شكل قصة، بحيث تجلس الأم مع أطفالها، وتشرح لهم معنى «قدر»؛ كأن تقول: «نضع في الكأس شيئًا من الماء»؛ أي قدر معين.
• شرح الفضل من الناحية المعنوية
فيمكن أن يتم ذلك بالتشبيه؛ فتقول مثلاً: عمكم أو خالكم «فلان» رجل كريم وشهم وذو مكانة وشرف، فهو مُقدّر عندنا؛ أي له قدر ومكانة كبيرة.
• بيان فضلها رقميًا
وهنا أشار «الثقفي» إلى أنه يمكن للأم شرح ذلك بطريقة مبسطة حسابيًا؛ كون الأطفال يتقنون ذلك، فتبيّن لهم أن من قام ليلة القدر بالصلاة مع الإمام حتى ينتهي، كُتب له قيام ليلة كاملة، ولو صادفت بأنها ليلة القدر؛ فذلك يعني أنه كُتب له من القيام في الصلاة والذكر ما يُعادل 1000 شهر و4 أشهر، وأي عمل يقوم به في تلك الليلة، فإنه يعدل هذا الرقم في الأجر.