حكايتنا تبتدئ كحكاية عاشق فقد الحبيبة، لكنه ماانفك يستحضرها في هزيع الليالي وانبلاج فجر الأيام.. يحضنها.. يشم عطر جسدها.. تغمره بدفئها؛ فينسى برودة الهجر والوحدة.
فينيسيا، وسالزبورغ، نجمتان في سمائي إيطاليا والنمسا، كانت زيارتهما في الخاطر منذ سنوات، على الرغم من دنوّك منهما مراراً وتكراراً، لكن لم تتح لك فرصة تنشّق نسائمهما والجلوس على أرصفتهما، والتمتع بلياليهما.
إذًا، ها هي الحكاية تنطلق على لسان دعوة وجهتها مراكز «مكارثرغلين ديزاينر آوتلتس»، McArthurGlen Designer Outlet شركة مراكز التسوق العالمية، لزيارة هاتين المدينتين الساحرتين، وكأنها تقول لك: «ها هي الحبيبة بين يديك؛ فلا تضيّع فرصة احتضانها من جديد».
بالدلال المعتاد، نقلتنا طيران الإمارات من دبي إلى فينيسيا، وما أن اقتربنا من المدينة البديعة؛ حتى بدت عروسة البحر الإدرياتيكي تغتسل بمياهها التي تتوزع بين جنباتها كشرايين الحياة.. وما هي إلا دقائق معدودة حتى خرجنا من مطار ماركو بولو الدولي، لتقلنا سيارة فارهة إلى حدود مدينة العشق والهوى، ترافقنا تلك المناظر الساحرة لسيمفونية تناغم التاريخ والطبيعة الملهمة.
ليس للسيارات مكان
ها نحن نودع اليابسة، ونستقل القارب إلى فندقينا Campo Santa Sofia، وPalazzo Giovanelli، فهنا ليس للسيارات مكان.. كل الطرقات هي صفحات من المياه المتماوجة التي تحكي قصة مكان نادر ليس له مثيل في العالم، وحين وصلنا لم يكن من وقت نضيعه.. وضعنا الحقائب وانطلقنا نتلمس حجارة وأزقة المدينة التي تشعرك بأنها تغمرك بحنان ودفء غريبين.
هناك تعبر الأزقة والشوارع الضيقة.. تجتاز الأقبية فوق الجسور الصغيرة وأنت ترى القوارب المتنوعة تجوب كل فرع منها بأشكالها المختلفة.. تقل السياح من مكان إلى آخر على أنغام الموسيقى والغناء، وكانت بداية جولتنا زيارة The Merchant Of Venice
«Mocenigo Palace» متحف العطور في فينيسيا، وهو نتيجة للتعاون بين مافيف، شركة العطور التاريخية، وفونديزيون موسي سيفيسي فينيسيا، يقع متحف العطور في بالازو موسينيغو المرموقة في سان ستاي، الذي يضم بالفعل متحف تاريخ النسيج والأزياء.
يتضمن قسم العطور ست غرف؛ حيث قدموا لنا عرضًا عن تاريخ مستحضرات التجميل، ومن بين الأشياء المختلفة المعروضة، قناني عطر يبلغ عددها أكثر من 2500 قطعة، يعود تاريخ بعضها إلى عام 2000 قبل الميلاد، واطلعنا على ديناميكية المتحف، الذي هو أيضًا مركز دراسة على العطور.
أزقة وقنوات ومهارة يدوية
بعد ذلك تابعنا سيرنا بين المحلات المزدحمة بالناس؛ لترى الهدايا المصنوعة يدويًا، والأقنعة التي اشتهرت فيها مدينة الحب، وإلى جانبها تتوزع محلات أشهر الماركات العالمية؛ فتدهشك تلك الطرقات، كيف تخلق من أصغر المساحات أمكنة لمحلات ضخمة يوجد فيها كل ما يتمناه الشخص، من ملابس وإكسسوارات وهدايا ومطاعم ومقاه؛ لتصل إلى أشهر ساحات فينيسيا، «ميدان سان ماركو»؛ حيث القصور والكنائس والمطاعم المنتشرة هنا وهناك، والتي تتميز بوجود فرق موسيقية محترفة تعزف أجمل الألحان لروادها في الهواء الطلق.
في المدينة الكثير من الأماكن التاريخية البارزة التي تجذبك بلوحاتها وتماثيلها وعمارتها اللافتة، وقد تحتاج إلى أيام حتى تطلع على جزء بسيط منها، وأهمها تلك الواقعة على ضفتي القناة الرئيسة.
بعد يوم حافل، كان لنا موعد مع عشاء لطيف في مطعم L’Alcova على ضفة القناة المركزية، التي يتفرع منها ما يقرب من 158 قناة مائية صغيرة، تذوقنا خلاله أطيب الأطباق الإيطالية المشهورة.
اكتشاف أسرار فينيسيا
اليوم التالي شهد جولة أخرى من اكتشاف أسرار فينيسيا، وبيوتها العتيقة المزينة بالورود، قبل أن ننتقل إلى دار الأوبرا مسرح لا فينيس «العنقاء أو فينيكس»، ويعد أحد أشهر المسارح في أوروبا، ومكان العديد من العروض الأوبرالية، واسمها يعكس دورها في «النهوض من تحت الرماد»؛ إذ تعرضت للحرق وأعيد بناؤها أكثر من مرة، وهي تحفة فنية حقيقية لا يمل الناظر من التمتع بجمالها.
من هناك انطلقنا إلى قرية التسوق «نوفنتا آوتليت» التابعة لـ «مكارثرغلين ديزاينر آوتلتس»، والتي تقع على بعد 20 دقيقة تقريبًا من المدينة، وهي مكان مصمم بشكل جميل، ويضم معظم الماركات العالمية المشهورة، ويقام فيها حاليًا «مهرجان حياكم»، الذي يقدم الكثير من العروض المغرية والهدايا للمتسوقين بأفضل الأسعار، ويبدأ من 24 يونيو وحتى 3 سبتمبر 2017، وبعد غداء خفيف في مطعم Farinella تضمن أطباقًا إيطالية تقليدية، بدأنا جولة تعرفنا من خلالها على أقسام القرية، بمحلاتها ومطاعمها ومقاهيها، بدأت رحلة التسوق لنكتشف المزايا الموجودة والماركات الفاخرة بأسعار معقولة وفي متناول الجميع.
قبل الغروب كنا على موعد مع الحفل الموسيقي الأوبرالي «مودا ميوزيك»، الذي قدمه أعضاء فرقة الأوبرا في فينيسيا، وقدموا فيه أجمل المقاطع الأوبرالية لأشهر الموسيقيين الإيطاليين والعالميين.. ومن ثم عدنا محملين بالسعادة إلى الفندق، ونحن نودع فينيسيا مستمتعين بالحياة الليلية النابضة بالحركة والناس والموسيقى؛ لنستعد للانطلاق صباحًا إلى «سالزبورغ» في النمسا.
McArthurGlen Group
تأسست مجموعة مكارثرغلن «McArthurGlen Group»، وهي الرائد الأوروبي المالك والمطور والمدير لمراكز الآوتليت، في عام 1993 من قبل شركة «كيمبفر بارتنرز» «Kaempfer Partners» وقامت هذه الشركة الأولى في تجارة التجزئة المتخصصة بمراكز الآوتليت في المنطقة الأوروبية، بتطوير مساحة لمنافذ البيع تبلغ 600 ألف متر مربع.
تدير الشركة حاليًا 22 مركز آوتليت «McArthurGlen Designer Outlets» عبر تسعة بلدان: «النمسا، بلجيكا، كندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، هولندا، والمملكة المتحدة»، وتمثل المراكز موطنًا لأكثر العلامات التجارية الفاخرة رواجًا وتميزًا، وتوفر للعملاء المتابعين للموضة تخفيضات على مدار العام في بيئات تسوق حيوية وعالية الجودة.
طيران الإمارات.. نمو عالٍ وخدمات متطورة
تقوم طيران الإمارات بتقديم خدماتها إلى أكثر من 120 وجهة حول العالم، وتعدّ إحدى الشركات التابعة لمجموعة الإمارات، وتمتلكها حكومة دبي بالكامل، وتتميز بسرعة معدل نموها كناقل عالمي، وبامتلاكها لأسطول طائرات من أصغر الأساطيل الحالية عمرًا، إذ تمتلك نحو 203 طائرات من مختلف الطرازات، وهي أكبر مشغل لطائرات إيرباص A380
لمحبي زيارة فينيسيا: تسيّر الناقلة المتميزة رحلات يومية إلى فينيسيا على متن طائراتها بوينغ 777-300 ER.
ماذا حصل في سالزبورغ..؟ تابعوا المزيد بعد أيام قليلة.
تفاصيل أخرى في عدد "سيدتي" 1896 الموجود في الأسواق
