نساء ضحايا العنف، عائلات.. فتيات ونساء، ناشطات، حقوقيات، فنانات، وسياسيات، خرجن للشارع المغربي في إطار سلسلة بشرية وطنية للمطالبة بتشريع جنائي يحمي النساء من كل مظاهر العنف.
نساء ضحايا العنف، عائلات.. فتيات ونساء، ناشطات، حقوقيات، فنانات، وسياسيات، خرجن للشارع المغربي في إطار سلسلة بشرية وطنية للمطالبة بتشريع جنائي يحمي النساء من كل مظاهر العنف، والتي دعا إليها تحالف ربيع الكرامة الذي يضم شبكة من الجمعيات النسائية والحقوقية غير الحكومية، واستطاع التحالف أن يجمع أكبر عدد من الأصوات البشرية القادمة من كل أنحاء المغرب صوب العاصمة الرباط ، لتندد بقانون وضع في الستينيات من القرن الماضي، يتعارض مع أسمى قانون في البلاد وهو الدستور الذي ينص على العدالة والمساواة بين الجنسين.
وتخرج للمرة الأولى النساء المعنفات وذويهن إلى العلن، ويتحدثن في الفضاء العام عن محنتهن.
نساء يغتصبن في أجسادهن وكرامتهن وفي حقهن بالحياة، لا تشفع لهن لا أعمارهن ولا مهنهن ولا إعاقتهن، كالضريرة فاطمة برارو، التي تبلغ من العمر سبعين سنة من منطقة عرباوة (شمالي المغرب) تقول: اغتصبت في الرابعة صباحاً بوحشية من قبل شباب في أعمار أبنائي، انتهزوا كوني امرأة مسنة وضريرة وأعيش بمفردي ولم أتزوج أبداً، الآن هم في السجن لكني سمعت أن واحداً منهم سيطلق سراحه، لأن أمه ستقدم رشوة بمبلغ 40 ألف درهم مغربي حتى يلتحق بعدها بعمله في الجيش.
لم أسعف ابنتي
تعيش بديعة قدورات من قرية لخنيشات في إقليم سيدي قاسم ندماً كبيراً لأنها لم تسعف ابنتها، وبدل أن تنقلها إلى المستشفى نقلتها للدرك وتحكي حسرتها لـ "سيدتي نت" قائلة:"فقدت ابنتي "سامية"، الشابة ذات 18 ربيعاً، بعدما اغتصبها شخص يدعى مصطفى الجلولي وناولها السم، هو ابن قرية بعيدة عنا اتصل بي يوماً من رقم مجهول وقال لي: ابنتك مسجاة على الأرض وراء الخيرية، سارعنا إلى المكان ووجدناها هناك تصارع الموت فبدأت أصرخ وأستنجد، هناك شباب أعانوني ونقلناها بسيارة أجرة إلى الدرك الملكي، لم يقتربوا منها ليسمعوا ما تهمس به، كنت أضع أذني قرب فمها وأنقل لهم ما تتفوه به بصعوبة بالغة.
حيث كشفت أنه كانت ترتبط معه بعلاقة وأن صورهما معاً ملفوفة في أحد الأغطية بالبيت، وقالت إنه أخذها إلى مرآب واغتصبها عنوة وحملها هو وصديقة ورموا بها وراء مقر إحدى الخيريات، حملتها للمستشفى ففارقت الحياة، حدث هذا منذ ستة أشهر ولايزال هو حراً طليقاً، ولم يبرح ملف القضية مكانه رغم أننا وجدنا الصور وهناك شهود يؤكدون أنهم كانوا يشاهدونها رفقته".
طلبات شاذة
إلهام الغياط من سلا طردها زوجها من البيت لأنها لا ترضخ لمطالبه الشاذة، فهو يرغب أن تتسول وتمارس البغاء وتجلب له المال، فيما هي تمتنع وتشتغل في البيوت، لكنه لا يتركها لحالها بل يأتي ليخلق لها المشاكل في عملها، فتضطر لتركه وتبحث عن آخر وهكذا إلى أن اضطرت ومنذ سنتين أن تعيش برفقة ابنتها خائفتين هائمتين من مكان لآخر، بعدما بدأ يهدد أن ينتزع منها ابنتها.
أما ميلودة حبي من مدينة القنيطرة فتقول:
أخذ زوجي، خياط الأفرشة المنزلية، منذ شهرين أبنائي الثلاثة واختفى، الابن الأكبر 12 والبنت سبع سنوات، والصغرى 4 سنوات، لا أعرف أين أراضيهم. وكنت تزوجته منذ سبع عشرة سنة، لكنه كان يعنفني دائماً، وعندما ذهبت للشرطة قالوا لي هو والدهم أيضاً وله الحق في أخذهم.
هذه بعض الشهادات من العديد التي استقتها "سيدتي نت" بصفة خاصة فيما كان الشارع يردد أصواتاً أخرى توحدها المعاناة، لا فرق بين زوجة الوزير، التي أخذت مكبر الصوت لتحكي عن العنف الذي مارسه زوجها ومحاولة قتلها بدهسها بالسيارة، أو تلك الأم والزوجة التي يمارس عليها التعنيف من قبل مسؤول كبير، والتضييق والتهديد، فقط لأنها لم تخضع لنزواته الجنسية، ناهيك عن زوجة رجل الأمن التي قتلت وعلل موتها على أنها ماتت بغاز خزان الوقود، وغيرها من حكايات ألف عنف وعنف.
سينوغرافيا
حينما يغيب القانون يحضر الإبداع ليقارب القضية فناً ونظماً، فقد تحول الشارع أثناء السلسلة النسائية إلى خشبة مفتوحة بسينوغرافيا أقامها فنانون شعراء وزجالون وكتاب يشجبون من خلال قصائدهم ونصوصهم مشاهد العنف ضد المرأة، تلتها مسرحية وكوريغرافيا من توقيع الفنانة التشكيلية خديجة طنانة والمسرحي مصطفى استيتو وفرقته، والتي تندد بكل الفصول القانونية التي تشجع هذه السلوكات المنحرفة تجاه النساء وعلى رأسها الفصل 475 الذي يبيح للمغتصب الزواج من ضحيته للإفلات من العقاب.