هزت قضية الشابة جنان أبوغيدا، ابنة الـ22 عاماً، الرأي العام اللبناني، بعد أن دخلت إلى المستشفى لتنجب ابنتها الأولى، فخرجت جثة هامدة إلى مثواها الأخير.
وفي التفاصيل، فإنّ جنان كانت قد أدخلت يوم الأحد إلى المستشفى لوضع مولودها، وقد أعلمت الطاقم الطبي أنّ أكثر من طبيب أعلمها بعدم قدرتها على الولادة الطبيعية لأسباب طبية وهي بحاجة لعملية قيصرية، إلا أن ذلك، لم يردع الطاقم الطبي الذي أصر على إجراء الولادة الطبيعية، فوضعوا لها الطلق الإصطناعي لأكثر من 18 ساعة، الأمر الذي عرّضها لمضاعفات نقلت بعدها الى قسم آخر لإجراء عملية قيصرية.
وفي الوقت الذي لم تحضر فيه طبيبتها، كلفت طبيبين متدرجين لإجراء العملية من دون اشراف أي طبيب اختصاصي، فأنجبت الشابة ابنتها بصحة جيدة، إلا أنها، بحسب عائلتها، أعيدت الى غرفة العمليات على أثر تعرضها لنزيف حاد بسبب خطأ في التقطيب، فحضرت طبيبتها، التي قررت بعد 4 ساعات استئصال رحمها، لكن جسد جنان استسلم بعد طول المعاناة وأسلم الروح إلى باريها، تاركة وراءها طفلة يتيمة وعائلة مفجوعة.
وبعد أن ناشدت العائلة الجهات المختصة التدخل لفتح تحقيق بالحادثة، أصدرت إدارة المستشفى بياناً حول الواقعة جاء فيه: "إن إدارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي وأطباءه إذ يتقدمون بأحر التعازي والمواساة من أهل الفقيدة، السيدة جنان أبو غيدا، التي دخلت المستشفى لوضع مولودها، يهمها ان توضح التالي:
أولاً: إن ادارة المستشفى شكلت لجنة متخصصة للتحقيق والبحث في أسباب الوفاة للوقوف على حقيقة ما حصل مع الفقيدة، كما أن الإدارة على أتم الاستعداد للتعاون مع أهل الفقيدة والجواب على تساؤلاتهم في ملابسات واقعة الوفاة.
ثانياً: تهيب الادارة على وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تحري الدقة وعدم نشر وخلق وقائع تتعلق بكيفية التعامل مع الفقيدة قبل واثناء وبعد العملية، لأن هذا الأمر لا بد، لتحديده والكشف عن حيثياته، من أن تقوم بذلك اللجنة التي انشأتها ادارة المستشفى.
ثالثاً: تكرر إدارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي مشاطرتها عائلة الفقيدة حزنها، وتؤكد أنها ملتزمة تمام الالتزام بالمعايير الادارية والاستشفائية والمهنية المعمول بها في أرقى المستشفيات، وانها ستقوم بكل ما من شأنه ان يؤدي الى جلاء الحقيقة كاملة، كما وانها تعتبر القضاء اللبناني هو المرجع الوحيد والصالح لتقييم الاجراءات التي اتّبعت مع الفقيدة و تحديد المسؤوليات".