بعد التغريدة الهجوميَّة التي أطلقها عائض القحطاني على السعوديات العاملات في المجال الصحي بالمستشفيات، والموجة العنيفة التي استقبلته من المغردين عبر موقع «تويتر»، برزت العديد من الأصوات مطالبة بالتوقف عن مثل هذه الاعتداءات، خاصة على السعوديات، وعدم التعرض لهن بالقذف والشتم في الأعراض، مطالبين بمحاكمة القحطاني، وذلك عن طريق «هاشتاق» (محاكمة عائض القحطاني) و(عائض القحطاني يصف الرجال بالدياثة)، بوصفه الرجل الذي يجعل أخته أو ابنته أو زوجته تعمل في مجال داخل المستشفى بـ«الديّوث».
وفي ظل الجدل الحاصل على موقع «تويتر» تأثّرت الدكتورة صباح أبو زنادة، استشاريَّة ومؤسسة المجلس العلمي للتمريض بالهيئة السعوديَّة للتخصصات الصحيَّة، بما بدر من القحطاني، وأكدت بأنَّها ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع قضيَّة« قذف» ضد عائض القحطاني، وقامت عبر صفحتها في «تويتر» بتوحيد من يرغب بالانضمام إليها، إلا في حال اعتذار رسمي للقحطاني عبر الصحف، وطالبت عبر صفحتها في «تويتر» بمعاقبة كل من يقذف أو يفتري على النساء العاملات بأي طريقة كانت، سواء كان يقول الحقيقة أو يكذب، فالدين الإسلامي يحرم الكذب، ويأمر بالستر إذا كان ما يقوله هؤلاء صحيحاً، وكما أوضحت فإنَّ تطبيق القانون بشكل صارم كفيل بإخراس هؤلاء المختلين فكرياً.
وأكدت الدكتورة صباح لـ«سيدتي .نت» بعد خروجها من قسم الشرطة ـ صباح السبت الماضي ـ حيث تم التبليغ عن عائض القحطاني بتهمة القذف الصريح في العلن، وبتغريدته المصوّرة في جهاز الدكتورة دليل ضده مؤكدة بأن كل من قرأ التغريدة أقر بأنها قذف صريح، ويوم الإثنين سيتم تحويل القضية الإدعاء العام أو المحكمة، وأفادت بأنَّها أعطته مهلة للاعتذار عبر الصحف، لكن لم تلق أي ردة فعل منه سوى على الموقع الاجتماعي «تويتر»، حيث أشار إلى أنَّ الاعتذار لا يجدي، وأنَّه بتصريحه هذا قد أساء للمجتمع وللدولة كلها وليس للعاملات في المجال الصحي، وأوضّحت أبو زنادة أنَّه لا يخلو بيت سعودي من أخت أو ابنه أو زوجة تعمل في القطاع الصحي، سواء طبية أو ممرضة أو اختصاصيَّة مختبر أو أشعة أو اختصاصيَّة اجتماعيَّة أو سكرتيرة أو مراسلة، وهن يقمن بإعمال كبيرة ومهمة لتقديم خدمات الرعاية الصحيَّة بالمملكة.
مشيرة إلى أنَّ اتهامات القحطاني طالت حتى أولياء الأمور الذين وصفهم بـ«الدياثة»، لذلك فإنَّ فعله هذا يتناقض مع سماحة الدين، وفيه منع لحريَّة المرأة التي خرجت بحثاً عن عمل شريف يضمن لها حياتها ويسهل لها أمورها وهذا أفضل من أن تنتظر معونة أو أن تشحذ، وأضافت: هؤلاء لو جاريناهم في تفكيرهم ومنعنا السعوديات من العمل في المستشفيات، فمن سيعالج أختك أو زوجتك أو ابنتك؟ ولو قلنا إنَّ الأجنبيات هن الحل فهن يعملن بشكل مؤقت، وطال الزمن أو قصر سوف يغادرن البلاد.
مستكملة مطالبها ضد كل من يتعرض لحرمة الحياة الخاصة للأشخاص مثل سبهم أو قذفهم أو إهانتهم أو الاستهزاء بهم، التقدم إلى أقسام الشرطة، وكذلك إلى وزارة الداخليَّة عن طريق موقعها الإلكتروني، فالقذف حد ٌّمن حدود الله تعالى بدليل قوله: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ ُهمْ الْفَاسِقُونَ)، وأنَّ العلماء أجمعوا على وجوب إيقاع الحد الشرعي على من قذف محصناً، وهو أن يجلد 80 جلدةً، إضافة إلى عدم قبول شهادته.
وكان آخر تصريحات أبو زنادة بأن يتقدم القحطاني لإحدى الصحف لكتابة مقال يشجع من خلاله دخول المرأة الوظائف الصحيَّة ويستشهد بالسيرة النبويَّة في تشريف هذه الوظائف ويعتذر في النهاية عما صدر منه، فإن لم يفعل ذلك حتى نهاية الأسبوع فسوف نستمر في القضيَّة من دون الالتفات إلى اعتذاره عبر «تويتر».
بعض آراء منسوبي الصحة
استاءت الطبيبة شهد الشريف بما اشارت إليه أقوال القحطاني موضحة بأنه قذفه لم يمسّها وحدها فقط بل مسّ عائلتها أيضاً، ومثل هذه الحالات فهي قد ترضاها على نفسها إن يخصها وحدها وتحتسب الأجر عند الله، أما من يحاول أن يتجرأ على أهلي وكرامتهم فيستحيل لي أن أرضاها، وأعبرت عن تأييدها للدعوى المقامة ضده بسبب احتياج المجتمع للحد من هذه التجاوزات والإهانات، وتمنّت أن يعاقب كل من يحاول التشهويه في سمعة الناس وإثارة الأقاويل المزيفة في حقة بأن يعاقب مع كتابة تعهّد، ووضع قانون وعقاب صارم في المستقبل لمن يفكر تكرار فعلته.
ومن ناحية أخرى ساند الدكتور معتصم كتبي الدكتورة أبو زنادة في فعلتها مقراً بأن بعض المجتمعات تعودت على أسلوب "من آمن العقوبة أساء الأدب" وأصبح من السهل على أي شخص أن يقوم بالقذف على المواقع الاجتماعية حيث لم يخشوا الرادع في ذلك، ومحاكمة شخص قاذف كـ القحطاني سَتُغّير النظرية لدى المجتمع بالخوف والحذر الشديد.
مناصرو القحطاني
من جانبهم شنَّ مناصرو القحطاني هجوماً على الدكتورة صباح عن طريق «هاشتاق» (حاكموا صباح أبو زنادة) مطالبين بمحاكمتها باعتبار أنَّها تشجع على الاختلاط، فكان رد الدكتورة أبو زنادة، أنَّ إصرارها على رفع القضيَّة والمطالبة بحقها وحق جميع المنسوبات إلى وزارة الصحة، لم يكن بدافع الشهرة، وكل ما في الأمر هو لجم مثل هؤلاء وجعله عبرة لغيره.
الرأي القانوني
وقد شرح لـ«سيدتي. نت» الدكتور إبراهيم زمزمي، المحامي والمستشار القانوني، مسألة القذف والشتم، سواء عبر المواقع الاجتماعيَّة أو الـ«إيميل» أو غيرهما قائلاً: طبقاً للمادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتيَّة فإنَّ عقوبة التشهير يعاقب عليها بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى العقوبتين، وطبقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتيَّة فإنَّ عقوبة السب والقذف يعاقب عليها بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى العقوبتين.
أما الدعوى القضائيَّة فتكون عن طريق تقديم دعوى على المدعى عليه في المحكمة الجزئيَّة التابعة لمحل إقامته بعد تفريغ محتوى الرسائل وإقرانها بمستندات الدعوى، أو الدعوى غير المباشرة عن طريق عمل محضر بقسم الشرطة وتحويل الجاني لهيئة التحقيق والادعاء العام ومن ثم تحيل الهيئة الدعوى للمحكمة الجزائيَّة .