في القرن الحادي والعشرين، وخلال العشر السنوات الأخيرة، أصبحت المرأة السعودية لها مكانة علمية وعملية. وبعد أن كان من حولها يرى أنّ «التعليم» هو مكانها المناسب، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا عمل يصعب عليها. وأنها أصبحت تنافس الرجل في شتى المجالات. «سيدتي.نت» أحصت أكثر عشر وظائف تقبل عليها السعوديات مؤخراً، وكانت حسب الآتي:
1. المشروعات الصغيرة
تتباهى المرأة السعودية بأن يكون لها مشروعها الخاص؛ لذا تتجه الكثير من السيدات السعوديات لامتلاك مشاريعهن الخاصة. وحسب آخر إحصائية رسمية صدرت في مؤتمر المرأة المهني الذي أقيم مؤخراً في الخبر، فإن نسبة المنشآت المملوكة لنساء سعوديات في قطاع المنشآت المتوسطة والصغيرة تبلغ 8%. و
هي في نمو، خصوصاً وأنها تسهل وتنوع فرص عمل المرأة في القطاع الخاص، وتشمل المشاريع الصغيرة عدداً من الأعمال، كتأسيس المطاعم الصغيرة «البوفيهات والكافتريات» والمطابخ الشاملة في المدارس والكليات والجامعات بدلاً من المقاصف وتدريب السعوديات على إدارتها.
كذلك تدريب السيدات السعوديات في أقسام الصيانة والكهرباء والسباكة؛ للعمل في مدارس البنات والكليات وصنع الأكلات المنزلية، صنع السجاد المخصص للصلاة.
2. الأعمال المتعلقة بالأطفال
اتجهت العديد من السعوديات للعمل في مجال تعليم الأطفال قبل سن المدرسة، وإنشاء دور خاصة للعناية بالأطفال في هذه المرحلة كالحضانات ورياض الأطفال، بل واتجهت بعضهن لمشاريع خاصة بالأطفال كإنشاء أول صالون تزيين خاص بالصغيرات.
3. قطاعات ذات طابع نسوي «البنوك»
كان عمل المرأة في قطاع البنوك أمراً مستهجناً كلياً في السابق، لكن اليوم أصبحت الفروع النسائية للبنوك تتساوى مع الفروع الرجالية بأقسامها؛ فمنهن من تعمل في قطاع خدمة العملاء في البنوك وحارسة أمن ومحاسبة وصرافة، والكثير من السيدات يسعين للعمل في البنوك.
4. السلك العسكري
لعله من المستغرب أن نصدق أن هناك «سعوديات» يعملن في السلك العسكري، لكن الحقيقة أن هناك الكثير من السعوديات اللواتي لا يجدن حرجاً في الالتحاق بوظائف في هذا المجال، ولعل أبرزها العمل في سجن النساء، وكذلك على الحدود الدولية، وذلك في أعمال متعلقة بالنساء.
ولعل أبرز الأخبار في هذا المجال كانت قبل عامين، عندما أعلنت وزارة الداخلية توظيفها لما يقارب من 100 فتاة سعودية على رتبة جندي في قطاع السجون النسائية، و30 أخريات في قطاع الجوازات على الحدود السعودية في عدد من المناطق المختلفة.
5. التعليم العام
لازالت الكثير من السعوديات يبحثن عن العمل في مجال التعليم، سواء المراحل الأولى من التعليم أم التعليم العالي، والذي كان قبل أقل من عشر سنوات وجهة السعوديات الأولى قبل أن تتاح لهن الفرص للعمل في مجالات أخرى.
6. قطاع الصحة
قبل فترة ليست بالبعيدة كان يعتبر عمل المرأة السعودية في مجال «الصحة» كطبيبة أو كممرضة على وجه الخصوص، أمراً غير مقبول اجتماعياً، بل إنهن كنا يواجهن رفضاً من قبل بعض فئات المجتمع، ولكن يبدو أن الأمر تغير خلال العشر السنوات الأخيرة، وخاصة بعدما حققت العديد من السعوديات نجاحات باهرة، وحققن جوائز عالمية، سواء من خلال أدائهن أو من خلال أبحاثهن.
7. قطاع خدمات العملاء
والتي لا تحتاج لاتصال مباشر مع العميل، قد يكون فيها التواصل عن طريق الهاتف والإيميل، وهي قطاعات «خدمة العملاء»، وقد حققت نجاحاً باهراً؛ مما جعل الكثير من الشركات السعودية تعتمد أطقماً نسائية بحتة لخدمة عملائها.
8. القطاع الإعلامي
لم يعد القطاع الإعلامي حكراً على الرجال في السعودية، بسبب النظرة الاجتماعية القاصرة، فمؤخراً حصدت الفتاة السعودية نجاحاً باهراً في كافة القطاعات الإعلامية، سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وكان لهن بصمة واضحة في مجال الإعلام العربي، وليس المحلي فقط.
9. قطاع التأمين
وهو قطاع غير مطروق بعد، ولكنه بحسب خبير اقتصادي قد يتحول إلى مجال تقبل عليه السعوديات؛ كونه قطاعاً نامياً، مشيراً إلى أنه يوفر العمل عن بعد أو العمل مع العميل بشكل غير مباشر، وهو ما تفضله الكثير من السعوديات.
10. قطاع التسويق والتجزئة
ربما كان قرار السماح للمرأة بالبيع في السعودية له أثر في إقبال السعوديات على قطاعي التسويق والتجزأة، ولكن حتى اليوم لاتزال الكثير من السعوديات لا يفضلن التعامل بشكل مباشر مع العميل، وكانت دراسة حديثة قد أشارت إلى أن 42% من النساء السعوديات غير العاملات يؤيدن فكرة العمل في الأماكن التجارية، بينما رفضت 58% الفكرة قطعياً.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن أسباب رفض 31% العمل في مجال تجارة التجزئة يتعلق بنقص الوعي بمفهوم تجارة التجزئة وماهيتها، فيما عزت 25% العزوف عن العمل في القطاع للضغوط العائلية، وعدم تقبل أولياء الأمور للفكرة، بينما ارتبطت الموافقة على العمل لدى فئة محدودة لا تتجاوز 5% بفكرة تأمين المواصلات، وهو عكس ما كان متوقعاً.
الرأي الاقتصادي
وتعليقاً على الموضوع يرى المفكر الاقتصادي الدكتور محمد دليم القحطاني أنّ إقبال السعوديات على المشروعات الصغيرة يعود إلى أنها توفر لهن الخصوصية، بالإضافة إلى أنّ السعي وراء الوظائف الحكومية لم يعد متاحاً كما في السابق، مشيراً إلى أنّ المرأة السعودية لازالت تسعى في الوقت نفسه إلى العمل في القطاعات ذات الطابع النسوي.
وبرر وجود السلك العسكري ضمن الوظائف التي تفضلها السعوديات بأنه مجال يوفر وظائف، بالإضافة إلى أنها تعمل في المجال المتعلق بالمرأة فقط، مما يتناسب مع خصوصية المجتمع السعودي. وعن كون قطاع التعليم يراه البعض الرغبة الأولى للسعوديات عند البحث عن الوظيفة قال: «كان مرغوباً ولكنه الآن غير متاح.
هناك فرق بين الرغبة وما يكون على أرض الواقع، ومع ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفتيات السعوديات فإنّ قطاع التعليم لم يعد وجهتهن الأولى»، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنّ هناك فرصاً وظيفية كثيرة للسيدات السعوديات، لكنها لاتزال غائبة؛ كالعمل في مطاعم الوجبات السريعة، والإشراف عليها، وكذلك قطاع التأمين. ونوه إلى أنّ الكثير من السعوديات يفضلن العمل بعيداً عن التواصل المباشر مع العملاء؛ لذا جاء قطاع التسويق في ذيل القائمة.