يمكن للجميع الاستفادة من وجود صديق، فالصديق هو الداعم خلال الأوقات الصعبة ومشاركة المصاعب، فالصداقة من أسمى العلاقات الإنسانيّة، وكلنا نبحث عن شخصٍ يكون بمثابة الأخ أو الأخت نخبره بكلّ ما يجول في خاطرنا، ونتحدث إليه كأننا نُحدث أنفسنا، ونشكو إليه همومنا، ونشاركه أفراحنا.
في ما يلي نلقي الضوء على بعض الصداقات القوية التي مرت في التاريخ:
آرثر كونان دويل وهاري هوديني:
كان هوديني من أكبر الأسماء في فن الإيحاء والتخلص من القيود، وقد اكتسب شهرة عالمية، ونشأت بينه وبين كونان دويل مؤلف قصص "شرلوك هولمز" صداقة قوية؛ نظراً لما جمعهما من شغف في الأمور الخارجة عن الطبيعة وقصص الخيال العلمي، وظلت بينهما صداقة قوية.
مارلين مونرو وإيلا فيتزجيرالد:
مارلين مونرو نجمة من نجمات هوليوود، وكانت رمزاً للجمال، وتظل واحدة من أشهر الممثلات، وقد تناولتها الكثير من الوثائقيات وكتب السيرة الذاتية، ومن أهم المحطات في حياتها صداقتها بمغنية الجاز الأمريكية إيلا فيتزجيرالد، والتي ساهمت مارلين مونرو بشكل كبير في شهرتها، حيث خاضت حرباً كبيرة؛ بسبب لون بشرتها الأسود.
هيلين كيلر ومارك توين:
مارك توين كاتب أمريكي ساخر كان صديقاً للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، ولكن نشأت علاقة صداقة مميزة بينه وبين هيلين كيلر، والتي فقدت السمع والبصر في عمر 12 شهراً، ولكن بعد ذلك أصبحت معجزة، حيث تغلبت على إعاقتها، وأصبحت أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية شهيرة.
جون آدمز وتوماس جفرسون:
الغريب في تلك الصداقة أن الاثنين تقلدا منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نشأت صداقتهما خلال الحرب الثورية الأمريكية عام 1770م، ورغم اختلافاتهما السياسية، إلا أن ذلك لم يزعزع تلك الصداقة، وظل جون آدمز وتوماس جفرسون أصدقاء مقربين.
يشار إلى أن جون آدمز هو أول من تقلد منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، فيما كان توماس جفرسون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، والكاتب الرئيسي لإعلان الاستقلال، وثالث رئيس للولايات المتحدة.
أقيمت العديد من الصداقات القوية في التاريخ بين الأفراد ذوي الخلفيات الاجتماعية المختلفة والفلسفات السياسية ونظم المعتقدات المختلفة، وتعتبر الصداقة من أقوى الروابط التي تجمع البشر، ويقدسها الكثيرون، ومحظوظ هو من يحظى بصديق يسانده دائماً.