عبارات يرددها الرجال المقيمون في الإمارات بكل صراحة: «العازبة التي تسكن وحدها، والأرملة، والمطلقة، مشروع لإقامة علاقة غير شرعية»! هي ضريبة البعد عن الأهل، وعدم الارتباط برجل يمنع عنها غارات الرجال وأهواءهم.
«سيدتي نت» تبحث في الظروف الاجتماعية والمالية لـ10 عازبات وهل هنّ مستقرات؟
ليست هناك إحصائية واضحة عن عدد النساء العازبات اللواتي أتين إلى الإمارات بقصد العمل، لكنهن بالتأكيد من كل الجنسيات، تقول فاطمة محمد عباس، مدرسة منذ خمس سنوات في الشارقة، لا يتجاوز راتبها أربعة آلاف درهم، وقد وصلت إلى مرحلة لم تعد تستطيع ادخار أي أموال، فكله يصرف من أجل الموضة والموبايلات، أما عن نظرة الرجل وموقفه من العازبات، تتابع: «فهم يلاحقوننا إذا اجتمعنا في الأسواق».
على الموضة
صالحة عبدالنبي معلمة في إحدى رياض الأطفال، تتضايق من أسئلة كل من يراها: «لماذا لم تتزوجي؟» ما يزيد من مأساتها ومعاناتها، تتابع: «لم أكمل السنتين في الغربة، وأفكر جدياً بالعودة؛ لأنه لا جدوى من العمل في ظل ضعف الراتب، أربعة آلاف درهم، والغلاء لا يتوقف من سكن ومصروفات وتحويلات لأسرتي الفقيرة، ناهيك عن تعامل الرجال معنا، ربما تكون في البداية مقبولة ولكن سرعان ما ينكشف الأمر، ويعرف أنني عازبة فتبدأ المعاكسات وخاصة في الإجازات، ومباشرة يفكر فيّ كفريسة يمكن أن تقبل الخروج معه، وكم من عازبة تورطت مع شباب ثم أنهيت عقودهن».
فيما تقول مي أحمد عبيد، موظفة في دبي وتسكن في الشارقة مع عدد من الزميلات، ولذلك اتفقت مع سائق خاص يأتي يومياً لتوصيلي إلى الشركة التي أعمل بها: «قلقت من وجودي مع هذا السائق وخاصة أننا نخرج مبكراً من الشارقة، ومنذ فترة بدأت أشعر بنظراته الغريبة، ومن ثم بدأ التحرش بي ومن وقتها وأنا خائفة من جميع السائقين، أما بالنسبة للراتب الشهري فهو لا يتجاوز 6 آلاف درهم، معظمه يصرف داخل الإمارات حيث المعيشة الغالية جداً، ونحن النساء لابد أن نلبس على الموضة بحكم عملنا الذي يتطلب منا الحفاظ على المظهر الخارجي».
ضريبة الرائحة
تسكن نهيل إبراهيم، معلمة مع عدد كبير من المعلمات، حيث تغيب عنها الراحة رغم خروجهن إلى الأسواق سوياً، ولكن المشكلة في ملاحقة الرجال، أما المعاناة الثانية فهي في الغلاء، حيث أصبح الإنسان يعمل فقط ليأكل ويشرب ويحوّل بعض النقود لأهله. وكل صديقاتها، حسب قولها، ينفد مالهن في منتصف الشهر بسبب الغلاء.
وعندما أتت فاطمة محمد خميس إلى الإمارات للعمل، كانت أحلامها وردية بالنسبة لتوفير بعض النقود، خاصة أنها تجاوزت سن الثلاثين، تتابع وهي تهز رأسها: «صحيح أن الراتب جيد، ولكن المصروفات كثيرة لأن الأشياء غالية، ومشكلتي في السائق الباكستاني الذي يوصلني مع زميلاتي للعمل بمدرسة خاصة رائحته غير مقبولة أبداً، والسيارة غالباً غير نظيفة، ونقول له لابد من تنظيف السيارة، ويقول إن شاء الله زين ماذا نفعل فالإيجار رخيص».
وتشكو سحر شامية، سكرتيرة تنفيذية في مكتب محاماة في أبوظبي، بألم من راتبها الشهري، الذي لا يتعدى أربعة آلاف درهم، وكله للمصروفات من سيارة وبيت للسكن والأكل والشرب، تستدرك: «أحتك مع الرجال بحدود بحكم عملي، ولكن لا يخلو الأمر من مضايقات بعضهم بكلمات مقصودة وغير مقصودة، ولكن في النهاية لابد أن يتحمل الإنسان، فهذا مجال عمله»!
خدمات مشبوهة
بدت بشرى حسين عبدالرحمن، مرتاحة من سكنها في عجمان، حيث بساطة المصروفات، وإمكانية الادخار، هي تعمل في إحدى الوزارات، ولكن المشكلة هي في المعاكسات الكثيرة من جانب الرجال، تتابع: «أغلبهم يعرضون خدماتهم لإغراء السيدات، ولكن هذا دائماً يقابل بالرفض»!
معاناة لونا أحمد، مدرسة للغة العربية، كبيرة؛ كونها تسكن في شقة واحدة مع أكثر من عائلة لا رابط بينهم، فالمطبخ مشترك، والصالون مشترك، والحمام قد لا يكفي للجميع وخاصة في فترة الصباح، فالكل مستعجل ويريد أن يذهب إلى العمل، تتابع: «المصروفات هي عالية جداً في دبي، ومهما كانت الواحدة حريصة».
فيما عبرت رباب أحمد محمد عن عدم رضاها عن عملها؛ بسبب معاكسات الرجال. فهي تعمل مديرة مكتب لإحدى الشركات الخاصة، وأغلب المراجعين من الرجال، تتابع: «هناك رجال مؤدبون، وهناك من يحتك مع المرأة بصورة غير طبيعية تصل إلى حالات التحرش، أما المصروفات فهي مطلب رئيس وخاصة مع الراتب القليل، حيث لا تستطيع العازبة أن تدخر شيئا، فالغربة أصبحت دون فائدة مادية».