يؤمن قادة بعض الدول بأهمية الحوار مع الشباب والاستماع إليهم والإجابة على تساؤلاتهم، كما فعلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلا أن بعض الشباب العربي يرى أن استنساخ التجربة عربيا قد يكون غير ممكنا!
فـ للمرة الثانية على التوالي منذ عام 2015 توجهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى مخاطبة الشباب الألماني عن طريق مدونين وأصحاب القنوات الشهيرة على شبكة "يوتيوب"، يوم أمس الأربعاء والتقت أربعة شباب، وذلك في مقابلة إستمرت ساعة كاملة، قبيل خمسة أسابيع على الانتخابات التشريعية الألمانية.
الأزمة الكورية كانت الأبرز:
وفي حين ركزت ميركل على مواضيع أهمها العائلة، والمثلية الجنسية في اللقاء السابق، برزت مواضيع أخرى لدى الشباب الألمان من بينها الأزمة الكورية فقد كانت هي الموضوع الرئيس، الذي شغلهم، اللقاء اعتبره المراقبين غير تقليدي، فمحاورو ميركل لم يرتدوا الملابس الرسمية، وحظي الفيديو بمشاهدات مرتفعة من قبل الشباب.
تكرار التجربة عربيا:
إذا كانت الديمقراطية الألمانية قد سمحت بمثل هذه التجربة، فهل ستسمح طبيعة الأنظمة العربية باستنساخها؟ وهل من الممكن أن يجلس رئيس عربي أمام شباب بلده ويجيب على أسئلتهم؟
قامت DW عربية باستطلاع آراء الشباب العرب حول هذا الموضوع، وأعرب عدد كبير منهم عن عدم اقتناعهم بإمكانية تكرار هذه التجربة، وذلك لعدم رغبة الرئيس العربي في الاستماع إلى شعبه، خاصة فئة الشباب منهم، الذين تواجههم مشاكل مختلفة.
وتخوف بعضهم من طرح أسئلة مماثلة على رؤسائهم معتبرين أن مجرد طرح مثل هذه الأسئلة قد ينتهي بهم إلى الاعتقال والسجن.
أسئلة للرئيس السيسي
بالرغم من الظروف المحبطة التي عبر عنها الشباب العرب، إلا أن البعض الآخر رأى أن هذه التجربة ممكنة، وأن الأسئلة المطروحة قد تحدث تغييرا، أحمد حجاب من مصر يتخيل حوارا شبيها لحوار ميركل بمصر.
وقال "بصفتي مدون، وأحاول عبر مدونتي محاربة العديد من المشاكل الاجتماعية، فسيكون من دواع سروري مقابلة الرئيس المصري وطرح عليه أسئلة، من بينها:
ـ ما هي الخطوات التي ستتبناها مصر للحاق بتونس في ركب تطوير تشريعات المساواة بين الرجل و المرأة في الميراث والحقوق؟
ـ ما هي الأمور التي تضمن بقاء المجتمع المدني يعمل بشكل فعال وبصورة مستقلة، في ظل صدور القانون الخاص بتنظيم الجمعيات الأهلية، و البيروقراطية الموجودة و انتظار تصاريح مزاولة المهنة؟
أسئلة للرئيس عباس
يرى المدون والاعلامي الفلسطيني محمد دراغمة، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مهمة جدا من أجل الوصول للمعلومة، ويؤكد أنه في حالة تكرار هذه التجربة في فلسطين، فإن أسئلته إلى الرئيس الفلسطيني ستكون:
ـ ما هي البدائل لدى السلطة الفلسطينية في حال استمر غياب اي أفق لحل سياسي مع الدولة الإسرائيلية؟
ـ إلى متى سيظل الانقسام الفلسطيني قائما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وما هي الجهود المبذولة لرأبه؟
الأجهزة الامنية في تونس
قالت الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهنى، إن تجربة ميركل مع المدونين الشباب وجدث بالفعل في تونس عام 2012 عندما كان المنصف المرزقي رئيسا للجمهورية التونسية، إلا أنها لم تتكرر.
وترغب بن مهنى التطرق لموضوع حقوق الإنسان على الرئيس التونسي السبسي، حيث سيكون سؤالها على النحو التالي:
-إلى متى سيبقى تغول الأجهزة الأمنية في التعرض لحقوق المدنيين واعتقالهم وخاصة المدونين الشباب، الذين يعتقلون فقط لأنهم عبروا عن آرائهم؟