أدى ضبط أربع نساء يحملن جنسية دولة عربية، وهن يحاولن ممارسة أعمال السحر والشعوذة على شاب إماراتي، كان في حالة غير طبيعية لحظة القبض عليهن، إلى إثارة الشكوك لدى نساء أخريات، تعرضن للهجر من قبل أزواجهن، واعتقدن أن أسباب الهجر تعود إلى وجود «فتيات مارسن أعمال السحر على أزواجهن»..
البعض اعتبر اللجوء إلى مراكز الشرطة لهذا النوع من القضايا، فكرة سخيفة، ولا تحتاج إلى قضايا ومحاكم وسجون، وإنما تحتاج إلى مستشار أسري وأخصائي اجتماعي يضع يده على الخلل في المنازل التي غادرها أزواجها.
الساحرات في قبضة الشرطة
تكشفت تفاصيل الجريمة إثر وقوع خلافات مالية بين إحدى المتهمات والمتهمة الرئيسية، فتقدمت ببلاغ إلى الشرطة بحقها، تفيد بأن امرأة من جنسيتها تقوم بأعمال السحر والشعوذة واستغلال الرجال مالياً، والإقامة داخل الدولة بطريقة مخالفة للقانون.
وقال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة رأس الخيمة، العقيد سالم سلطان الدرمكي: للأسف تلقينا بلاغاً من امرأة تفيد بوجود امرأة تستغل الشباب والرجال باستخدام السحر والشعوذة في منزلها، وبالتحري تبين أن المبلّغة على علاقة بالمتهمة الرئيسة وامرأتين أخريين، وأنهن اعتدن ابتزاز الرجال بأعمال السحر والشعوذة، وتم القبض عليها وعلى ثلاث نساء وعلى مقدمة البلاغ نفسها، وجميعهن من جنسية واحدة.
الشاب المواطن أخبرهم أنه كان شخصاً طبيعياً حتى التقى بإحدى المتهمات، بعدها انقلبت حياته رأساً على عقب، وبات يعاني سحر المتهمات اللائي كن يسلبنه أمواله.
وأكد الدرمكي أن النساء الأربع اعتدن الإيقاع بالرجال بأعمال السحر والشعوذة، وإخضاعهم لتلبية رغباتهن، لافتاً إلى أنهن احترفن الاحتيال على الضحايا باستخدام أعمال غير مشروعة، بهدف الاستيلاء على رواتب الشباب ضعاف النفوس.
وقد تم ضبط مجموعة من الأعشاب ومواد التنظيف التي تستخدم في السحر والشعوذة، ومشروبات كحولية، وكذلك محارم ورقية تحتوي على سائل منوي لأحد الأشخاص.
وأكد أن الفتيات يستدرجن الشباب الراغبين في ممارسة الرذيلة أو الزواج، ويتم الحصول على عينات منهم، ويتم خلطها مع الأعشاب لإعداد السحر ودفنها في مكان بعيد داخل الصحراء أو في أماكن مهجورة.
الشرطة تكشف الأساليب
رئيس قسم التحريات في شرطة رأس الخيمة، المقدم الدكتور حمد علي الدباني، أكد أن غالبية الضحايا من الشخصيات الميسورة، والنساء المتعاملات بالسحر يستخدمن أساليب كثيرة لتحقيق مآربهن، ويقمن بجمع عينات من الضحية، مثل صوره أو بعض خصلات من شعره، أو جزء من ملابسه، أو غير ذلك، لخلطها بأعمال السحر.
قصص من الواقع
سيدة إماراتية أربعينية، من رأس الخيمة، قالت إن معاناتها بدأت منذ سنتين تقريباً، عندما أصاب والد أبنائها الخمسة تغير كامل، وبات أكثر عنفاً وحدة، ولا يقضي في البيت إلا ساعات قليلة، ليغادر بيت الزوجية منتقلاً للعيش مع فتاة تعمل نادلة في «كوفي شوب»، مشيرة إلى أنها تكاد تجزم أن ما حدث ليس إعجاباً أو مجرد حب طبيعي، كما يحدث في المسلسلات التركية، بل عبر استخدام السحر والشعوذة، حتى أصبحت الفتاة زوجة أب أبنائها.
وذكرت أن زوجها بعد أن تزوج تلك الفتاة، لم يفكر حتى بزيارة أولاده وأضافت: كان إنساناً محباً لبيته ولأسرته، ويقول لي إنني وأبنائي أغلى ما منحه الله.. لكن سطوة الفتاة التي تزوجها أنسته حتى أمه وأبيه.
قصة ثانية لسيدة تعتقد، أيضاً، أن السحر هو المسؤول عن تدمير بيتها، وأخبرت بها رئيس قسم التحريات في شرطة رأس الخيمة، المقدم الدكتور حمد علي الدباني، بأن زوجها تعرف إلى فتاة وسيطرت عليه لدرجة أنه لا يرد لها طلباً، واشترطت عليه لإتمام مراسم الزواج أن يشتري لها سيارة فارهة، ويحضر كل أسرتها من الدولة التي تنتمي إليها، وبالفعل تم ذلك،
الخيانة من طبع الرجل!
عالية الخاجة، موظفة في بنك دبي، تقول: الرجل لا يحتاج إلى السحر كي يترك أسرته وأولاده وزوجته، وإنما فتاة أصغر من زوجته سناً قادرة على اصطياده عبر اللعب على وتر الإغراء. توافقها الرأي تتيانا خالد، ممرضة، وتعتقد أن النساء اللواتي تقدمن ببلاغات أن فتيات سحرنهم، لا يدركن حقيقة الرجال ويؤمن بالخرافة.
ويعتقد سامح علي، موظف في مراكز الناشئة، أنه من غير الإنصاف القول إن كل شاب يحب فتاة من غير جنسيته، أو لا يعامل أهله وأولاده بالحسنى، ولا يصرف عليهم، أنه واقع تحت تأثير السحر، وننسى أن هناك شباباً مستهترين.
وطالبت نيفين اللحام، ربة منزل وأم لولدين، بإنزال أقصى العقوبة على هذا النوع من النساء، وذكرت أنها تؤمن بالسحر، وفي الوطن العربي تشتهر به جنسية واحدة، وقالت: أنا شخصياً لي جارة تحمل هذه الجنسية، أخاف أن أدخلها بيتي.ية.
رأي القانون
عطر عربي!
أكد المستشار إسماعيل أبو العز، المحامي العام لنيابة الشارقة الكلية، أن الأساليب الاحتيالية تعد بمثابة أكاذيب فأحد الأشخاص وجد ثلاثة محتالين يدقون بابه ويخبرونه أن لديه كنزاً في غرفة ملحقة في المنزل، ولابد من نوع معين من العطر من دولة عربية ليسهل خروج الكنز، وبدأ الثلاثة بإقناع صاحب المنزل بزعمهم وتحفيزه عن طريق إخراج سبيكة من الحفرة قاموا بوضعها، لإيهامه ودفعه لتصديق دعواهم، ولم يتردد في إعطائهم ما يطلبون ليختفوا بما جنوه من أموال بعد ذلك.
وأكد المحامي خالد القفل، أنه لا يمكن قبول قضية بهذا الشكل «اصطياد رجال عبر السحر»، لأن أركان الجريمة المادية مبنية على افتراضات، لكن عقوبة الاحتيال والنصب كمن يدعي أن لديه قدرة على مضاعفة الأموال مثبتة.
الرأي التربوي والنفسي
ليسوا بحاجة
يرى التربوي عادل أبو نعمة، أن إطلاق صفة السحر على الرجل الذي يتزوج على زوجته أو يهجرها، ليست دقيقة في كل الأحوال، ويقول: البعض تكون علاقته الأسرية غير مستقرة ويتزوج ثانية وثالثة، خاصة أن الدين لم يحرم ذلك، فليس كل رجل يرتبط مجدداً هو نموذج للخيانة، وإنما الحياة تستحيل مع شريكة العمر الأولى، وأما السحر فهو موجود، لكني شخصياً لا أصدق أن تسحر سيدة رجلاً ويصبح كما يقال كالخاتم في إصبعها.. المسألة أشبه بخيال.