مع زيادة جرعة الرومانسية في بعض الأعمال الدرامية الحديثة لاسيما الوافدة منها وتحديداً التركية، ثم الهندية، والغربية أصبح بعض نجومها أسطورة تطوق لها النساء ويكرهها الرجال، فسير حريم السلطان بدلالهنّ ومكائدهنّ لا تغادر مجالس النساء وتفكيرهنّ..
فالدراما الوافدة قد طرحت نموذجاً جديداً في الرومانسية وحسن معاملة الزوجة، وتقدير مشاعرها واحتياجاتها لأبعد حدّ، والتفاني في إرضائها وإسعادها الأمر الذي أشعل ثورة حقيقية في أوساط النساء ضد الرجال..
حتى وصل الأمر ببعضهنّ لحدّ المطالبة بمعاملة مماثلة لمعاملة أبطال هذه الأعمال لزوجاتهم. عن مدى واقعية هذا الأمر كان لنا التحقيق الآتي:
فارق خيالي
بداية تقول (فهيمة عبد الله) ربة منزل سعودية: "هذه الأعمال الرومانسية عرضت لنا شكل الزوج الذي تتمناه كل زوجة، فمن منا لا تتمنى الزوج الحنون الذي يحرص على مشاعر زوجته ويحسسها بوجودها وأنوثتها، فبالنسبة لزوجي هو غير رومانسي أبداً، وأظن أنني مهما حاولت معه أن يتغير فلن يتغير، بل ربما قال لي: ماذا بك ما الذي تفعلينه؟؟
فبينما أبدي أنا إعجابي بمواقف أحد أبطال هذه المسلسلات المختلفة خاصة فيما يتعلق بحرصه على مشاعر زوجته والتجديد في حياتهما يستنكر هو هذه المواقف، ويعترض عليها قائلاً: ماذا يفعل هذا الرجل أليس وراءه غير الحب والدلال، وكأنّ العالم كله ليس فيه غير (زوجته) هذه!! وأنا أظن أنّ الرجال في مجتمعنا حتى لو اقتنعوا بهذه التصرفات وأهميتها في الحياة الزوجية فهم لن يعترفوا بذلك، ولن يحاولوا تغيير طباعهم لأنهم سيرون في ذلك تراجعاً عن عاداتهم الزوجية".
كشف لي حقيقة حياتي
فيما تخبرنا (أم روان) موظفة: "ليس غريباً أن نتعلق بهذه الأعمال الدرامية بعدما وجدنا فيها الحب والرومانسية، التي نفتقدها في حياتنا الزوجية، ومثل هذه الأعمال جعلتني أدرك حقيقة مرّة لم أفكر فيها يوماً، وهي أن حياتي الزوجية خالية تماماً من الرومانسية التي تحتاجها كل زوجة حتى أنني قد قمت بالفعل بعد متابعتي لأحد هذه الأعمال بعدّة محاولات لأجعل من زوجي صورة تشبه هؤلاء الأزواج الرومانسيين إلا أنّ محاولاتي كلها باءت بالفشل".
حياة تشبه الأفلام
أما الإعلامية (مريم المطيري) فتقول: "لم أتأثر برومانسية هذه الأعمال كما حدث بين الكثير من النساء؛ فأنا الحمد لله لا أعاني من حرمان أو تعطش للرومانسية، فزوجي رومانسي للغاية وأعيش معه حياة زوجية رائعة، فعلى الرغم من أننا متزوجان منذ خمس سنوات إلا أننا مازلنا نحيا حتى الآن حياة لا تقل رومانسية عما نشاهده في الأفلام والمسلسلات حتى أنني عندما أشاهد بعض مشاهد هذه الأعمال العاطفية أتذكر بعض المواقف الجميلة التي فاجأني بها زوجي".
هناك الأهم
بينما قالت (أم جودي) ربة منزل: "إننا نشأنا ولم نرَ هذه الرومانسية بشكلها العلني والمبالغ فيه بين آبائنا وأمهاتنا، فهذا الأمر يدخل تحت بند العيب، فمن في مجتمعنا يتقبّل الرجل الذي يبكي من جفاء زوجته؟ ومن منهم يعتذر لزوجته إن أخطأ، ويقدّم لها الهدايا والورود باستمرار كما نرى في الأفلام والمسلسلات؟ فهذه التصرفات يفسّرها الرجل السعودي على أنها تفاهة، وأنّ من يفعلها بهذا الشكل يعدّ رجلاً ناقص الرجولة، وهناك أمور أكثر وأهم من الرومانسية مثل: العمل، وتحسين الأوضاع المعيشية، وحسن تربية الأبناء".
علاقة غربية وهمية
يقول (محمد السالم) موظف: "العلاقة الزوجية بين أبطال هذه المسلسلات علاقة وهمية فلا توجد علاقة تستمر بعد الزواج على هذا النحو، كما أنّ تصرفات أبطالها هذا ليست تصرفات رجل شرقي. وكل واحد منا يعبّر عن حبه ومشاعره بالطريقة التي تتلاءم مع عاداته وطباعه".
الرأي الشرعي
الشيخ والداعية، محمد الماجد، فنّد لنا حجة الرجال أنّ الرومانسية شيء خيالي لا يليق بالرجل الشرقي حيث قال: "إنّ الرومانسية وهي حسن المعاشرة بين الأزواج كان قائدها الرسول (صلى الله عليه وسلم) والأمثلة على ذلك كثيرة لمن يتأمل في السيرة العطرة، فقد حدث أكثر من مرة أن سابق الرسول (صلى الله عليه وسلم) عائشة (رضي الله عنها) وكانت تسبقه حتى تقدّم بها السن وزاد وزنها فسبقها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهذا يدل على الملاطفة والمداعبة الأمر الذي قد يستنكره الرجال ويظنون أنه يتنافى مع شرقيتهم.
كما أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أراد الشرب من إناء شربت منه عائشة (رضي الله عنها) كان يلفه حتى يشرب من الموضع الذي شربت منه هي، وهذه أسمى معاني الحب والرومانسية. وكان (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالملاطفة وحسن العشرة".